5 فتيات من بنات محافظة المنيا، ارتدين اوشحة بيضاء تحمل عبارات الحب والسلام والتعايش، ضمن فعاليات لقاء عقدته مؤسسة “كوبتك أورفانز” الأهلية مائدة مستديرة بأحد الفنادق العائمة بالمنيا، لعرض انجازات وفكرة ومحاور مشروع “ابنتي الغالية”، الذي تنفذه المؤسسة بمشاركة مجتمعية، في أربع محافظات من محافظات جمهورية مصر العربية.

سلام القلب زينة العقل، دون السلام الحياة هلاك، التعايش السلمي وقبول الآخر، محبة السلام تثمر وتسعد القلب، السلام حرية اجمل الروح .. تلك العبارات التي دونت الأوشحة البيضاء التي ارتدتها بنات المنيا مسلمات ومسيحيات يضفرن سعف النخيل ليصنعا فانوس رمضان، كلا منهن تنادي الأخري بلقب “أختي” قبل نطق اسمها في تلقائية ملفتة.

وفي نهاية عرض تجربتهن غنين في صوت واحد أغنية ” يبقي انت اكيد في مصر” ، وسط تعاطف وتصفيق الحضور بالقاعة .

أما والدة الطفلة اسنات مصطفى، قالت: بصراحة في بداية الأمر لم أكن مطمئنة لفكرة المشروع بشكل كافي، معبرة “يعني ايه بنتي هيبقي لها اخت كبيرة ترعاها وهتبقي مسيحية، الأمر بالنسبة لي ولأسر كثيرة كان غير مهضوم في البداية، الي ان اطمأن قلبي عندما بدأت ارافق ابنتي لافهم ابعاد فكرة المشروع، وتحديداً في رحلة نظمتها هيئة “كوبتك اورفانز” للقاهرة ذهبت مع ابنتي وبمنتهي التلقائية وجدت ابنتي اسنات واختها الكبري مريم ميلاد، الطالبة الجامعية، يسارعون لينادوا بعضهم البعض اختي مريم وترد عليها اختي اسنات، في محبة واحضان اخوية جعلتني ابكي واطمأن جدا.

وعرضت منار محمد وسمر حمدي، تجربتهن في استفادتهن الكبيرة والفعالة في تدريب الصورة الذاتية وان كل واحدة اكتشفت في نفسها مالم تكن تعرفه وتقبلت أشياء كثيرة لم تكن تتقبلها في الماضي.

وقالت ايرين إبراهيم، مديرة البرنامج بإقليم المنيا، أن الإطار الرئيسي للمشروع يقوم علي منهجية فكرة “المرافقة”، وهي فكرة عميقة رغم بساطتها تقوم علي أفضل رفيق للبنت هي بنت أخري تكبرها سنًا وتمثل نموذج وقدوة للبنت الصغيرة، تتعامل مع الصغير باعتبارها أختها معنويًا، وبذلك تري الصغيرة في أختها الجديدة نموذج للفتاة الجامعية، ويخلق التفاعل المشترك بينهن حلم لدي الصغيرة أن تتساوى بقدوتها و تستكمل تعليمها و تنال قسط وافر من التعليم وتصل للتعليم الجامعي، كما يخلق هذا التفاعل مجال لتنمية القدرة لدي الفتاة الكبيرة علي التأثير الإيجابي في الآخرين وفي المجتمع وتكسبها مزيدا من الثقة بالنفس و وعيًا أكبر بملكاتها وإمكانياتها.

وشهدت المائدة التي حضرها تنفيذيون من إقليم المنيا بجانب قيادات تنموية و أكاديميين وإعلاميين، تفاعل كبير من الحضور، بعدما عرض منسقو ومشرفو المؤسسة فكرة المشروع ونماذج عملية لطرق التفاعل بين مكونات المشروع من فتيات وأسر ريفية علي مدار ثمانية أشهر مضت هي عمر هذا المشروع بمحافظة المنيا تحديدًا.

وخلال اللقاء عرضت إيرين إبراهيم، مديرة البرنامج بإقليم المنيا، مستهدفات مشروع ابنتي الغالية، الذي يستهدف الفتيات بمناطق ضمن أربعة محافظات مصرية، هي القاهرة والمنيا وأسيوط وقنا، ويتم تطبيقه علي الفتيات الأكثر عُرضة لخطر التسرب من التعليم، في مجتمعات ريفية، تعاني تهميش، ويرتكز المشروع علي فكرة تزويد أولئك الفتيات بمهارات تعينهن علي النجاح وتدفع في اتجاه تنمية الرغبة الذاتية للطفلة وأسرتها في استكمال التعليم.