«اعترفت كتابة بارتكاب الواقعة وأنها قتلت أطفالها لإصابتها باكتئاب ما بعد الولادة».. هذا ما أثبته تحقيق النيابة العامة في واقعة ذبح السيدة «حنان»، 30 سنة، أطفالها الثلاثة بسبب حالتها النفسية ومحاولتها الانتحار في قرية «ميت تمامة» بمركز منية النصر، في محافظة الدقهلية.. وعقب استجوابها كتابة داخل المستشفى العام ووضعها تحت حراسة لحين تحسن حالتها الصحية .. نرصد السيناريو القانوني لمصير السيدة عقب إفاقتها وإسعافها.

• خبير قانوني: اعتراف المتهمة بارتكاب الواقعة كتابة يعتبر «إقرار»

قال الدكتور وليد وهبة، الخبير القانوني، إنه عقب نقل السيدة مرتكبة الحادث إلى المستشفى وإسعافها، وإجراء التحقيق كتابة يدل على إدراكها لما قامت به، وهذا دليل إجراء التحقيق في القضية بطريقة الإثبات، خاصة أن النيابة من حقها أن تجرى التحقيق في وقت معين وإجراء تحقيق وقتي بالطريق المتاحة إما أن يكون «بالكلام، أو الإشارة بنعم ولا حسب حالة المريض، أو كتابة إذا كانت تجيد القراءة والكتابة، وهذا ما تم هنا في هذه القضية»، فهذا يعتبر إقرار واعتراف بارتكاب الواقعة، ودليل النيابة على ارتكاب المتهمة للواقعة حتى إذا لم تتكلم وتتحسن حالتها الصحية.

• إجراء معاينة تصويرية أو تمثيل الجريمة

وأضاف «وهبة» أن إجراء معاينة تصويرية في هذه الحالة ضعيف خاصة أن المتهمة اعترفت مرتين كتابة بارتكاب الواقعة مرة عندما تركت رسالة لزوجها تخبره بارتكاب الحادث، ومرة عندما استجوبتها النيابة العامة، موضحًا أن النيابة بالفعل جمعت أدلة حول ارتكاب المتهمة للواقعة منها بصماتها على سلاح الجريمة، وأقوال شهود العيان، ومعاينة مسرح الجريمة، فكل هذه أدلة تضعف تشكك النيابة العامة في معقولية الواقعة حتى تجري تمثيل للجريمة.

وأكد أن إجراء المعاينة التصويرية في الجريمة عمومًا يكون حسب شك النيابة من عدمه في تصور ومعقولية الواقعة وهنا إجرائها يكون فيه خطر على سير القضية والتحقيقات ومن الممكن أن تمثيل الجريمة يمنع تنفيذ العقاب لأن السيدة عند ارتكابها الحادث تكون ارتكبت ركنين مادي وهو أداة الجريمة ومعنوي وهو إدراكها ومسئوليتها عن ارتكاب الواقعة وهنا كان الإدراك غير موجود وما حدث تم تخزينه في منطقة اللاوعي لديها فإعادة تمثيل الجريمة قد يجعلها تتذكر المشاهد الدموية التي ارتكبتها ويعرض حياتها للهطر ويؤثر عليها كرد فعل طبيعي هي لم تستوعبه وقت ارتكاب الجريمة.

• تنازل الزوج لا يسقط الجريمة عن المتهمة

وقال الخبير القانوني إن تعاطف الزوج مع المتهمة وسواء تنازل عن توجيه التهمة أو عدم توجيه لها أي اتهام لا يفيد في القضية لأننا بالفعل أمام مذبحة جنائية وأحقية توجيه التهم هنا خاصة بالنيابة العامة ، وأن تنازله يسقط حقه فقط كمجني عليه ولا يعيد حق أطفاله.

• المصير القانوني: «إعدام أم مصحة نفسية»

وأوضح الدكتور وليد وهبة، أن المصير القانوني للمتهمة هنا طريقان سواء الإيداع في مصحة نفسية حتى استقرار حالتها، أو السجن المؤبد والإعدام عقب توجيه تهمة القتل العمد لها، وبداية إذا تحسنت حالتها الصحية، ستقرر النيابة ندب لجنة طبية نفسية لملاحظة حالة المتهمة لمدة 45 يومًا، وعلى آثر ذلك سيتم تحديد إذا أن الاكتئاب المصابة به أو نوع المرض النفسي هنا عرضي أم مرضي، إذا كان مرضي سيتم إيداعها المصحة النفسية لمرضها.

وأوضح أما إذا كان الاكتئاب عرضي فهنا سيتم تقييمها نفسيًا إذا كانت وقت ارتكاب الجريمة واعية ومدركة أم مريضة ولكنها عقب ذلك مدركة لتصرفاتها، وأن نوع المرض المصابة به يؤدي لارتكاب مثل هذه الجريمة فيكون سبب لتخفيف العقوبة عليها وليس منعها، وأما إذا ثبت أنها مخططة للواقعة وأنها وقت ارتكاب الواقعة مخططة عمدًا فإنه سيعرضها لعقوبة المؤبد أو الإعدام وفقًا لقانون العقوبات وقانون الإجراءات الجنائية.

-تفاصيل بلاغ قسم الشرطة
 تلقى قسم شرطة منية النصر بلاغًا من الأهالي بقرية ميت تمامة، يفيد العثور على 3 جثث لكل من: «أحمد. م» 10 سنوات، وشقيقه «أنس» 4 سنوات، وشقيقتهما «سمية» 3 أشهر، مذبوحين داخل شقة في منزل عائلة الأب «محمد. أ» سافر للعمل في السعودية منذ 6 أشهر.

وعقب ذلك تم العثور على الأم «حنان» 30 عامًا، في حالة صحية حرجة، فتبين أنها مصابة قرب ترعة بالقرية تبعد عن المنزل نحو 400 متر، تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بالواقعة، العرض على النيابة للتحقيق.

- معاينة مسرح الجريمة
وتبين من معاينة الأجهزة الأمنية والنيابة العامة لمسرح الجريمة أنه عبارة عن شقة مكونة من 3 غرف وصالة بجوارها مطبخ وآخرها حمام، ولها 3 منافذ على الشارع، وجميعها سليمة، ولم يوجد أي آثار عنف أو اقتحام للأبواب أو الشبابيك، وتبين وجود بعثرة في محتويات الشقة.

- مناظرة جثث الضحايا الثلاثة
وانتقل فريق من النيابة العامة والطب الشرعي لمكان الواقعة وناظر جثث الضحايا الذي تبين أنهم طفلان ورضيعة وجميعهم مصابون بجروح طعنية متفرقة في الجسم ومشتركون في جروح ذبحية بالرقبة أدت لوفاتهم عقب دقائق من الإصابة، كما تم العثور على دماء في الشقة وأمام بابها وجميعها خاصة بالأطفال.

-تفاصيل بيان الداخلية حول الواقعة
تبين من الفحص أنه تبلغ للأجهزة الأمنية بالدقهلية من أحد المستشفيات بدائرة مركز شرطة منية النصر بوصول إحدى السيدات، مصابة بجروح متفرقة نتيجة إلقاء نفسها أمام جرار زراعي أثناء سيره بإحدى الطرق الفرعية بالمنطقة محل سكنها ولا يمكن استجوابها.

وتبين أن المذكورة مقيمة بدائرة المركز، وبالانتقال لمحل إقامتها عثر بإحدى غرف منزلها على أطفالها سن 5 و7 سنوات وشهرين متوفين، نتيجة إصابتهم بجروح وبجوارهم آلة حادة بها آثار دماء.

وعثر على ورقة مدونة بخط اليد موجهة إلى زوجها الذي يعمل بالخارج تفيد باعترافها بارتكاب الواقعة بما يدلل على اهتزازها النفسي.

وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بالواقعة، والعرض على النيابة للتحقيق.