الولايات المتحدة تخسر باكستان لصالح الصين


قالت مجلة «تايم» الأمريكية: إن الولايات المتحدة تخسر باكستان، الحليف الإستراتيجي المسلح نوويا، لصالح الصين.

وبحسب مقال لـ «حسن علي»، في خطاب مثير ألقاه في 26 مايو، ضاعف رئيس الوزراء الباكستاني المخلوع مؤخرا عمران خان، ادعاءه أنه قد أطيح من منصبه من خلال مؤامرة تمولها الولايات المتحدة.


وأضاف: يمثل موقف خان المعادي لأمريكا أدنى انحسار في العلاقات الأمريكية مع دولة كانت في السابق أحد أقوى حلفاء واشنطن، وشريكا موثوقا به في الحرب الباردة.

وأردف: اختتم الرئيس جو بايدن جولته الأولى في آسيا الأسبوع الماضي، برحلات إلى اليابان وكوريا الجنوبية لتعزيز العلاقات مع الحلفاء القدامى في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة، لكن فيما يخص باكستان، الصديق القديم، فإن واشنطن تتنازل بشكل مطرد عنها لصالح بكين.

وأشار إلى أن وزير الخارجية الباكستاني المعين حديثا، بيلاوال بوتو زرداري، قام بجولة في الصين، ووصفها أنها وطنه الثاني.

ومضى يقول: إن تراجع النفوذ الأمريكي في هذه الدولة الواقعة في جنوب آسيا قد عجَّل بنهاية الحملة الأمريكية على أفغانستان، والتي أدت إلى توترات طويلة بين البلدين، حيث حمَّل كل جانب الآخر مسؤولية فشلها.

إجبار باكستان

ويقول حسن علي: تدَّعي باكستان أنها أُجبرت على الانضمام إلى الحرب على الإرهاب، واتهمت نائب وزير الخارجية السابق، ريتشارد أرميتاج، بالتهديد بقصف البلاد للعودة إلى العصر الحجري إذا رفضت التعاون. (نفى أرميتاج هذا الادعاء).

ومضى يقول: تقول باكستان إنها نتيجة لمشاركتها فقدت حياة 70 ألف شخص، وتكبَّدت خسائر اقتصادية تجاوزت 150 مليار دولار، وجعلت نفسها هدفا للتطرف العنيف.

وأردف: في غضون ذلك، تلقي الولايات المتحدة باللوم على الجيش الباكستاني والمخابرات الداخلية القوية في البلاد في إيواء أسامة بن لادن في مخبأ في أبوت آباد، ومساعدة طالبان سرا على استعادة السيطرة على أفغانستان.

وأضاف: تراجعت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، وتدهورت منذ الخمسينيات وأوائل الستينيات، عندما أغرقت واشنطن إسلام آباد بملايين الدولارات من المساعدات الخارجية كمكافأة للانضمام إلى حملتها العالمية ضد الشيوعية، ولم يتم تعليق المساعدات إلا كعقوبة بسبب تواصل إسلام آباد مع مصر والصين في 1965.

وتابع: تحسنت العلاقات مرة أخرى في السبعينيات، عندما استخدمت إدارتا نيكسون وفورد باكستان كوسيط لمغازلة الصين، قبل أن تتوتر مرة أخرى في ظل إدارة الرئيس كارتر، التي قطعت المساعدات العسكرية لمعاقبة باكستان لبناء منشأة لتخصيب اليورانيوم.

وأردف: مع تحوُّل باكستان إلى دولة في خط المواجهة في حملة واشنطن ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان، استقر التعاون بين الولايات المتحدة وباكستان مرة أخرى، ولكن عندما انتهت تلك الحرب في 1989، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على باكستان بموجب تعديل بريسلر لتخصيب اليورانيوم، وسرعان ما خفضت مشاركتها في المنطقة.

وبحسب الكاتب، أدى هذا إلى زرع بذور عدم الثقة بين الجانبين، ودفع باكستان إلى تنمية علاقتها مع الصين.

حرب الإرهابويتابع الكاتب قائلا: كجزء من «الحرب العالمية على الإرهاب» لواشنطن، انضمت إسلام آباد إلى الحملة الأمريكية المتجددة في أفغانستان بعد 11 سبتمبر، وهذه المرة ضد طالبان، التي تولت السلطة بعد فترة طويلة من الحرب الأهلية بعد الانسحاب السوفييتي.

ومضى يقول: لكن السنوات التي سبقت انسحاب أمريكا من أفغانستان العام الماضي، شهدت تباعدا تدريجيا بين الحلفاء القدامى، واستدارة باكستان بشكل حاسم تجاه الصين.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تميل الآن نحو الهند، العدو اللدود لباكستان، ضمن تكوين تحالفات إقليمية ضد الصين، كما تتزايد المشاركة الاقتصادية بين الهند والولايات المتحدة بشكل ملحوظ، الهند هي إحدى الدول المشاركة في الإطار الاقتصادي الهندي والمحيط الهادئ الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي أعلنه بايدن مؤخرا ويهدف إلى مواجهة النفوذ الاقتصادي للصين.

وتابع: يخلق الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو برنامج للبنية التحتية بقيمة 62 مليار دولار، طريقا للتجارة والطاقة بين بحر العرب والصين عبر باكستان، ما جعل الصين محور التنمية الاقتصادية في باكستان.

ولفت إلى أن اعتماد باكستان على الاستثمار الصيني، واستياءها مما تعتبره ازدواجية أمريكية، يعني أنه لم يعد من المهم الآن من يمسك بزمام الحكومة في إسلام آباد.

وأضاف: يلتزم جميع اللاعبين السياسيين الكبار والصغار بإعطاء الأولوية لعلاقة باكستان مع الصين على العلاقة مع الولايات المتحدة، الاختلاف الوحيد هو درجة استعداء الولايات المتحدة علنا.

ومضى يقول: الجيش الباكستاني، الذي كان له دور فعال في وصول خان إلى السلطة ولا يزال إلى حد كبير القوة الكامنة التي تحمل أي شخص إلى السلطة، يرغب في أن تكون للحكومة المدنية علاقات ودية مع الولايات المتحدة، لا لسبب سوى حماية اقتصاد البلاد الفاشل.

اتهام خانويواصل الكاتب علي: حتى في الوقت الذي يقود فيه خان الاتهام ضد الحكومة والولايات المتحدة، تتفاوض باكستان على حزمة مساعدات طارئة مع صندوق النقد الدولي، الأمر الذي سيتطلب موافقة واشنطن.

وأردف: في هذا السياق، يُنظر إلى تقريع عمران خان لأمريكا على أنه مشكلة، يدرك كبار ضباط الجيش أن فوز خان في الانتخابات العامة القادمة يعني تفويضا ضمنيا لخلق مسافة أكبر بين إسلام آباد وواشنطن، وهو أمر لا تستطيع الدولة تحمُّله.

واستطرد: تبدو الإدارة الحالية، وهي تحالف يقوده رئيس الوزراء شهباز شريف، ملتزمة بسياسة التقارب مع الولايات المتحدة وقد بدأت بالفعل في اتخاذ مبادرات تجاه واشنطن.

ونقل عن وزير الخارجية الباكستاني قوله: إن الولايات المتحدة وباكستان بحاجة إلى الدخول في علاقة أوسع وأعمق وأكثر جدوى.

وتابع: لكن الصين كانت أيضا أول دولة يزورها بوتو بعد تعيينه، في مؤشر واضح آخر على الأولويات الجيوسياسية المتطورة لباكستان.

ونقل عن سليل عائلة «بوتو» القوية، قوله: أنا فخور بشكل خاص بأن جميع الأجيال الثلاثة من عائلتي ملتزمة بشدة بالصداقة الباكستانية الصينية، تشعر باكستان بالارتياح إزاء الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين، وتؤمن إيمانا راسخا بأنه لا توجد قوة يمكن أن تمنع بكين من المضي قدما.

واختتم الكاتب بقوله: بقدر ما يتعلق الأمر بباكستان، فإن الإجماع العابر للطيف السياسي هو أن مستقبل باكستان يتعلق بالصين، بغض النظر عن موعد إجراء الانتخابات المقبلة ومن سيفوز، فمن الواضح أن أمريكا تخسر في باكستان.
تاريخ الخبر: 2022-06-02 03:24:29
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

لماذا يريد جيش الاحتلال إخلاء 1000 فلسطيني من رفح الفلسطينية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:20
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

الدوري الإسباني.. النصيري يواصل تألقه

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:25:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعو سكان شرق رفح إلى "الإخلاء الفور

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:14
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:39
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

إسرائيل: استخدام منشورات ورسائل لتشجيع المواطنين على الإجلاء

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

من أجل سلامتكم عليكم بالإخلاء.. ماذا طلبت إسرائيل من سكان رف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:33
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية