جورج بيزيه.. رحل شابًا بعد تأليف «كارمن» أشهر أوبرا فى العالم

تعد أوبرا «كارمن»، للموسيقار الفرنسي جورج بيزيه، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1875، من أشهر الأوبرات العالمية والتي لا تزال تُعرَض حتى اليوم على خشبات أكبر المسارح العالمية.

كان جورج بيزيه قليل الحظ في حياته، رغم أنه مؤلف أعظم الأوبرات العالمية التي وضع ألحانها خلال سنوات عمره القصيرة التي لم تتجاوز الأربعين عامًا.

ولد جورج بيزيه في باريس عام 1838، والتي توفي فيها عن عمر ناهز 37 عامًا، وكان والده معلمًا للموسيقى والغناء، فألحق جورج بيزيه بمعهد الموسيقى أو "كونسرفتوار باريس"، وكان عمره تسع سنوات، ونال جائزة موسيقية وهو في العاشرة من عمره، وكان جورج بيزيه عازفًا ماهرًا على البيانو والأورج، وتعلم الموسيقى على يد "جاك هاليفي"، الذي تزوج من ابنته فيما بعد.

لم يلق العرض الأول لأوبرا "كارمن"، التي وضع ألحانها جورج بيزيه، ومن تأليف الفرنسي "بروبسبير ميريميه"، النجاح المتوقع لها، في حين أنه حصل على جائزته الموسيقية الأولى وهو لم يزل في سن الـ17 عامًا عن أوبرا "معجزة الطبيب"، ذات الفصل الواحد، ألا وهي جائزة الموسيقار الألماني "أوفن باخ".

أول إبداعات «بيزيه»

في عام 1863 عُرِضَت أوبرا «صياد اللؤلؤ»، وهي أولى مقطوعات جورج بيزيه التي قدمها احترافًا على خشبة مسرح «ريليلك» في باريس، ولكنها لم تنل النجاح الجماهيري المرجو لها، ما دفع جورج بيزيه أن يقدم أعمالًا لمؤلفين محدودي الموهبة ليتمكن من تأمين مستلزمات حياته المعيشية، في الوقت الذي كان يعمل على أوبريتات خاصة به، ومنها وضعه موسيقى مسرحية «فتاة من أرلر»، ويغير فيها من الموسيقى المعروفة آنذاك إلى موسيقى أكثر غرابة وغير مألوفة.

ألهم نجاح موسيقى مسرحية «فتاة من أرلر» جورج بيزيه أن ينطلق في مشروعه الموسيقي فكانت أوبرا «كارمن» التي قدمت لأول مرة على مسرح «أوبرا كوميك» في الثالث من مارس سنة 1875، وهو العام الذي شهد رحيله.

لاقت أوبرا «كارمن»، للموسيقار الفرنسي جورج بيزيه، إعجاب الجمهور داخل القارة الأوروبية، خاصةً في السنوات الأربع اللاحقة لعرضها على مسرح أوبرا كوميك، ورحيل مؤلفها جورج بيزيه وهو يشاهد الفصل الثالث من الأوبرا، إثر إصابته بحمى أودت بحياته، ليرحل جورج بيزيه وهو في ريعان شبابه ولم ينل فرصة التمتع بنجاح أشهر أوبرا عرفها العالم، أوبرا "كارمن".