مستفيدو فصول «حياة كريمة» لمحو الأمية: «مستقبلنا اتغيّر»

وضعت الهيئة العامة لتعليم الكبار خطة للقضاء على الأمية بالقرى الأكثر احتياجًا، ضمن مبادرة «حياة كريمة»، بالشراكة مع جميع قطاعات الدولة حكومية وأهلية وخاصة.

وأعلنت هيئة تعليم الكبار، فى آخر إحصائياتها، عن استهداف ٢٧٩ ألفًا و٧٠٨ دارسين فى ١٤٠٨ من قرى «حياة كريمة»، فى ٢٠ محافظة، خلال العامين الماضيين، خلال الفترة من مارس ٢٠٢٠ وحتى مارس ٢٠٢٢، حيث تم محو أمية ٢١٤ ألفًا و٥٠٩ منهم، بنسبة نجاح ٧٦.٦٩٪.

ترصد «الدستور»، فى السطور التالية، تأثير مبادرة هيئة تعليم الكبار على الخريجين الجدد من فصول محو الأمية التابعة لـ«حياة كريمة»، وانطباعاتهم عن هذه التجربة، بالإضافة إلى آراء بعض المعلمين فى هذه الفصول وطرق التدريس بها.

ميرفت عبدالخالق: أصبحت موظفة براتب شهرى ثابت

«التعليم غير حياتى».. بهذا بدأت ميرفت عبدالخالق، ٥٠ عامًا، من محافظة الدقهلية، حديثها عن تأثير مبادرة تعليم الكبار على حياتها الخاصة، والتغير الإيجابى الذى أحدثته بها، بعدما ساعدتها على تخطى عقبة الجهل، وأهلتها لعمل جديد يدر عليها ربحًا معقولًا.

وقالت: «عشت مع عائلتى حياة صعبة بعد خروج زوجى على المعاش، وبمكافأة نهاية الخدمة التى حصل عليها اشتريت ماكينة خياطة لأعمل عليها، وكان الرزق لا يكفى ولا يلبى احتياجات ابنى وابنتى فى التعليم، فضلًا عن تجهيز ابنتى الكبرى للزواج».

وأضافت: «كنت أنحت فى الصخر، وأعمل ليلًا ونهارًا على ماكينة الخياطة، لألبى احتياجات البيت، حتى التقيت أعضاء المبادرة الرئاسية، الذين دقوا على بابى، وتحدثوا معى عن أوضاع أسرتى الاجتماعية والتعليمية، والصحية، وأخبرونى أن هناك فصولًا لمحو أمية الكبار، سيتم تنظيمها فى القرية، واقترحوا علىّ حضورها».

وتابعت: «وافقت على اقتراحهم لأنى كنت أرغب منذ الصغر فى التعلم، لكن فى عائلاتنا كانت الدراسة مقصورة على الذكور فقط، دون البنات».

وفى فصول محو الأمية، كانت الرهبة من التعلم هى أصعب ما واجه «ميرفت»، لكن المعلمين، كما تؤكد، ساعدوها كثيرًا على تخطى تلك الرهبة، خاصة مع اعتمادهم طرقًا سهلة فى التدريس تضمن وصول المعلومات للجميع، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة تفاعلية تضمن استيعاب الجميع للدروس.

وقالت: «مواعيد فصول محو الأمية كانت متنوعة، وهناك فصول فى الصباح وأخرى فى المساء لتناسب الجميع، وانضممت لفصل الساعة السابعة صباحًا، حتى لا أقصر فى مهامى المنزلية أو عملى».

واستكملت: «حياتى تغيرت تمامًا بعدما نجحت فى محو الأمية وتعلمت القراءة والكتابة، وأصبحت حاليًا أعمل موظفة لدى أحد تجار الخضروات والفاكهة، وأدون الأرقام والحسابات، وأتقاضى راتبًا ثابتًا نحو ٣ آلاف جنيه شهريًا، ما ساعدنى على تلبية احتياجات أبنائى». وأكدت أنها قدمت أوراق صاحب العمل إلى القائمين على المبادرة؛ لينضم إلى فصل محو الأمية المقبل، حتى يتمكن من تعلم القراءة والكتابة. وتوجهت «ميرفت» بالشكر لجميع المعلمين والقائمين على مبادرة «حياة كريمة»، الذين ساعدوها على بدء حياة جديدة توفر المعيشة الكريمة لأسرتها وأبنائها، كما وجهت التحية للرئيس عبدالفتاح السيسى على تدشينه تلك المبادرة، التى تعمل بجهد كبير من أجل تغيير حياة المواطنين، خاصة فى القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا.

واختتمت بقولها: «أتمنى أن يزول الجهل عن الجميع، لأن العلم حلو.. وياريت الكل يعرف قيمته».

 حنان أشرف: لم أعد بحاجة لمساعدة فى إدارة حسابات المشغل

قالت حنان أشرف، صاحبة مشغل متخصص فى تفصيل فساتين الزفاف والسهر، يعمل به نحو ١٥ فتاة، إنها نشأت فى أسرة كانت ترفض تعليم الفتيات أو السماح بخروجهن من المنزل، وأنها بقيت على هذا الحال حتى بعد زواجها.

وأضافت: «انتقلت مع زوجى للعيش فى مدينة البدرشين، بمحافظة الجيزة، وبعد فترة توفاه الله، فبدأت تحمل مسئولية نفسى وأبنائى، وبعد أن حصلت على ميراثى الشرعى، اشتريت عددًا من ماكينات الخياطة، وافتتحت مشغلًا صغيرًا، وتخصصت فى تطريز فساتين السهرة والزفاف، لأن ربحها كبير، ويساعد فى تعويض تكاليف التشغيل». وواصلت: «أصعب المشكلات التى كانت تواجهنى هى عدم قدرتى على القراءة والكتابة، ولذلك كنت أستعين بآخرين لإدارة الحسابات وإنهاء الأوراق الرسمية»، متابعة: «لم يكن الأشخاص الذين استعنت بهم أمناء، وكانوا يغالطوننى ويسرقون رزقى ورزق أبنائى، واكتشفت ذلك بأن استعنت بأشخاص من أقاربى ومعارفى أثق فيهم لمراجعة الحسابات مرة أخرى».

واستكملت: «كانت صدمتى كبيرة، لأننى سمحت بسرقة تعبى ومجهودى، بسبب جهلى، لذا قررت أن أستغل أى فرصة لأمحو أميتى، وبالفعل عرفت من أحد الشباب التابعين لفرق الرصد والبحث الميدانى بـ(حياة كريمة) أن المبادرة افتتحت فصولًا لمحو الأمية، وعلى الفور طلبت الالتحاق بها، واخترت المواعيد المسائية، حتى أكون أنهيت عملى فى المشغل».

وأضافت: «كنت حريصة أيضًا على حضور جلسات التثقيف والنقاش، التى ينظمها المعلمون لمساعدة الأهالى على زيادة وعيهم، وكانت هذه النقاشات تساعدنى على تغيير وجهة نظرى فى عدد من القضايا، فى مقدمتها ختان الإناث».

وقالت: «حياتى تغيرت بعد نجاحى فى اجتياز امتحان محو الأمية، وشعرت أننى ولدت من جديد، وأن حياتى بدأت منذ هذه اللحظة التى أمسكت فيها شهادة نجاحى، وشعرت أننى فخورة بنفسى أكثر من أى وقت مضى».

واختتمت: «أصبحت أدير مشغلى بنفسى دون أن أسمح لأحد بسرقتى أو استغلال جهلى، وأشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على إطلاق مبادرة (حياة كريمة)، التى كانت سببًا فى تغيير حياتى إلى الأفضل، وتوفير فرص عمل لأهالى القرى».

شيماء صبحى:المبادرة الرئاسية تستهدف القضاء على الجهل بشكل كامل 

ذكرت شيماء صبحى، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، أنها تعمل فى فصول محو الأمية بمحافظة الجيزة منذ عدة أشهر اكتسبت خلالها خبرة كافية فى التعامل مع كبار السن، مشيرة إلى أنه يتم تعليم كبار السن بطريقة مبسطة وسهلة، تضمن سرعة وصول المعلومات إليهم.

وقالت: «نتبع نهجًا تفاعليًا لضمان حسن تعليم الجميع»، موضحة أن جميع الدارسين يستجيبون ويتعلمون بسرعة ويتفاعلون بشكل أكبر فى الندوات التثقيفية والاجتماعية التى يتم تخصيص وقت لها فى نهاية اليوم الدراسى.

وأضافت: «من خلال هذه الندوات نسعى لتشكيل وعى المواطنين وتعريفهم بالقضايا الأكثر انتشارًا فى قراهم، مثل تزويج القاصرات والتحرش والاغتصاب وختان الإناث وحرمان الفتيات من التعليم». وأشارت إلى ارتفاع نسبة النجاح بين الدارسين بسبب الحرص على حضور الحصص يوميًا، متابعة: «الناجحون يحصلون على كتب وروايات تساعدهم على الاستمرار فى القراءة والكتابة ونطالبهم بترشيح معارفهم وجيرانهم وأقاربهم للالتحاق بفصول محو الأمية الجديدة».

وتابعت: «كل من نجح فى فصول تعليم الكبار تغيرت حياته إلى الأفضل، والبعض وجد فرصة عمل جديدة، وآخرون حصلوا على ترقيات فى عملهم».

وذكرت أن الراسبين يدخلون فصول محو أمية جديدة، ويتم تخصيص وقت أطول لتعليمهم واتباع طرق مختلفة تضمن وصول المعلومات لهم.

وشددت على أن المبادرة الرئاسية تستهدف القضاء على الجهل بشكل كامل فى القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا، والدولة تحرص على توفير فصول محو الأمية فى كل المراكز والقرى. وتابعت: «فرحة الناجحين بتفوقهم تدخل السعادة إلى قلوبنا وتساعدنا على الاستمرار فى تعليم المواطنين الذين لم يلتحقوا بالمدارس منذ الصغر ونحرص على توجيه الكبار بضرورة إرسال أبنائهم إلى المدارس».

واختتمت: «أنا سعيدة لكونى جزءًا من مبادرة (حياة كريمة) والمساهمة فى خدمة المجتمع والمواطنين، ولا يوجد خير فى من لا ينشر علمه».

تاريخ الخبر: 2022-06-04 00:20:56
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية