لحن كاطا ني خورس (٢)


عزيزي القارئ كل سنة وانت طيب وفرحان بأفراح وانوار القيامة. في المقال السابق تكلمت معك عن البعد الطقسي للحن القيامة كاطا ني خورس، واليوم سوف أشرح لك البعد التاريخي والروحاني لهذا اللحنالجميل فدعني أبدأ بالبعد التاريخي ثم البعد الروحي للحن كاطا ني خورس.

البعد التاريخي للحن:

هذا اللحن العريق “كاطا ني خورس” كتبت عنه بعض المخطوطات القديمة مثل “مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة”- الجزء الثاني، للمؤلف إبن كبر في القرن الرابع عشر، مما يؤكد أن هذا اللحن يضرب بجذوره في أعماق التاريخ. حيث تم وضعه في توزيع قداس عيد القيامة بعد ترتيل المزمور المائة والخمسين، وبعد ذوكصولوجية عيد القيامة “توتى رون آفموه إنراشي”. فهو لحن تاريخيا عمره يزيد على 800 سنة. وتسميه بعض المخطوطات بإسم “برلكس” Parallaxe وهي كلمة في المصطلح الطقسي تعني “مقطع من لحن ما يتكرر بالتناوب”.

وهو في حقيقة الأمر لحن طويل يقال بلحن الفرح، وهو يحوي إثني عشر رُبعاً، وردت كلها في “الدلال المطبوع سنة 1920”. وقد أورد كتاب “خدمة الشماس والألحان” الستة أرباع الأولى منه فقط. ولا يُقال منه حالياً في الممارسة الطقسية سوى الربع الأول منه فقط. ولا يمكن تصور أنه كان يُنشد بالكامل لأمرين:
– أولا لطول الربع الواحد والذي يصل إلى نحو 6 دقائق (6x 12 = 72 دقيقة على الأقل)، فليس من المنطق أن يترنم به بالكامل في توزيع قداس القيامة بعد المزمور ال 150 وذكصولوجية القيامة.
– ثانياً لأن هذا اللحن بالذات يبدأ الربع الأول منه بطبقة صوتية، وينتهي بطقة صوتية أعلى تون. ولو إستمر الأمر هكذا فإن اللحن سوف تتصاعد طبقته الصوتية وتعلو مع كل ربع من أرباعه “تون كامل” حتى تصل إلى مايزيد على الأوكتاف الموسيقي، وهذا مستحيل لإن المدى الصوتي للصوت البشري لن يستطيع القيام بهذا التصعيد النغمي.

وربما كانت تقال باقي الأرباع الأخرى بلحن دمج سريع، ليس به التصعيد الدياتوني هذا. ويمكن الرجوع إلى الكلمات الجميلة التي لباقي الأرباع الأخرى في كتاب “عيد قيامة المسيح مخلصنا” التاريخ الطقسي/ طقوس الصلوات للراهب “أثناسيوس المقاري” ص 273 و 274. فهي بالحقيقة جميلة، وتنتهي جميعها بالمرد:

“لأن ربنا يسوع المسيح الحمل الحقيقي، قام قام قام من الأموات”.

البعد الروحي للحن:

يبدأ هذا اللحن الروحاني بالجملة الجميلة “كل صفوف وطقوس السمائيين والأرضيين ،الملائكة والناس معا، يرتلون بابتهاج”

فما هو هذا الأمر الذي يستدعي إن كل صفوف وطقوس السمائيين والأرضيين يشتركوا معا في تسبحة عظيمة؟ ولماذا هذه التسبحة وهذه الأنشودة تكون في توزيع قداس عيد القيامة وفي الخماسين المقدسة؟

حقاً هناك حدث غريب، لم يحدث من قبل منذ أبينا أدم وحتى هذه اللحظة. أن مسيح قوى إله عظيم أنتصر على الموت، حقاً إنها هزيمةحقيقية ساحقة للعدو الشيطان. بعد أن كان هناك موت مؤكد، حزن وصراخ ووجع وجحيم، الآن:

“الْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ”. (رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: آية 4)

ولكن يبقى السؤال: وهل صفوف وطقوس السمائيين بجموعها الغفيرة وأجنادها السمائية غير كافية؟ هل لابد من الأرضيين أيضاً؟ نعم لابد من صفوف وطقوس الأرضيين أيضاً ، فنحن نرنم في القداس الإلهي:

“الذى أعطى الذين على الأرض تسبيح السيرافيم”

ونقول :

“ثبت قيام صفوف غير المتجسدين (الملائكة) فى البشر” (بين البشر)

هل من المنطق بعد ما يضع الله فى افواه الذين على الأرض تسبيح السيرافيم ، نقول “فلنكتفى بتسبحة السمائيين”.، أم نشاركهم في تسبحة الغلبة والخلاص؟

ولكن يأتي سؤال آخر: هل يوجد ملائكة أرضيين.. بالطبع يوجد

فقد قيل عن يوحنا المعمدان:

“ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكى الذى يهئ طريقك قدامك” مرقس 1 عدد 2″

وقيل فى سفر الرؤيا عن رعاة الكنائس السبعة التى فى آسيا:

“أكتب الى ملاك الكنيسة التى فى فيلاديلفيا ..”

وكُتب عن أستفانوس عندما شخص اليه جميع الحاضرين: “وإذا وجهه كملاك ”

لذا فهناك ملائكة أرضيين، وأمثال هؤلاء يمكن لهم أن يشاركوا الملائكة السمائيين ليذوبوا معاً “إفسوب” فيشتركوا فى إنشودة القيامة “كاطا نى خورس”. ولكن هل كل من سيشترك في هذه الأنشودة يجب أن يكون من الملائكة السمائيين أوالملائكة الأرضيين فقط؟

كلا وألف كلا، فاللحن يقول: “الملائكة والناس”، أي ناس، كل الناسوُهب لهم أن يشتركوا في هذه الترنيمة إن أرادوا أن يذوقوا أفراح القيامة. لم يحدد طبيعة أو مواصفات هؤلاء الناس، سوى أنهم معاً “إفسوب” سوف يشتركون مع الملائكة في هذا اللحن “كاطا ني خورس”.

إننا من أجل ذلك نصلي كل يوم وبعد الأواشى فى باكر:

“فلنسبح مع الملائكة قائلين المجد لله فى الأعالى”.

فهو إشتياق قلبنا أن نطلب من الله كل يوم أن يعطينا أن نسبح مع الملائكة، والآن قد أعطانا لحن “كاطا ني خوروس” لكي به نسبح مع الملائكة، فهل نسبح أم نتوانى؟

عزيزي القارئ اتمنى أن أكون إستطعت أن أشرح لك البعد التاريخي والروحي للحن كاطا ني خورس، وفي الحلقة القادمة سوف أشرح لك البعد الموسيقي لنفس اللحن، بركة قيامة مخلصنا الصالح تعطيك النصرة الدائمة،

آمـــــيــن.

رابط اللحن:

تاريخ الخبر: 2022-06-04 12:21:54
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

تعليق الدارسة وتأجيل الاختبارات في جامعة جدة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:23:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

ما خسائر قطاع النقل والمواصلات نتيجة الحرب في غزة؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال ن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

إبادة جماعية على الطريقة اليهودية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:06:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 92%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية