ولأني من هؤلاء المتطفلين ـ للأسف ـ المتابعين بالإجبار فلا بد أن أخرج بقراءات وتأملات ترفع العتب على الأقل !!:
1/ الزواج في ظل الشريعة الإسلامية من أقدس العلاقات الإنسانية لذلك كانت من أصعب اللحظات لحظات الفراق، وفي هذه المحاكمة كما في كثير من قضايا الطلاق يخرج كلا الطرفين أسوأ ما لديه فتنتهك الأعراض وتشاع الأسرار وتلقى التهم الباطلة وكأن الزوجين ما عاشا يوما على فراش واحد واقتسما حلو الحياة ومرها، عسرها ويسرها
والموقف الصحي في قضايا الفراق عدم نسيان الفضل والمعروف (لا تنسوا الفضل بينكم).
2/ أن المال والشهرة بلا أخلاق ولا قيم يصبحان وبالا على صاحبهما فالمال الوفير يزول بلحظة ! وهذه الأموال الطائلة التي يمتلكها الزوجان كانت على مهب الريح لا يفصلها عن الخسارة سوى نطق القاضي لحكم يجعل أحدهما مفلسا أو شبه ذلك! أن السمعة إذا ذهبت انفض الناس ولم يتبق حول الشخص إلا أشباهه والوحدة من أصعب اللحظات على الإنسان حين ينفر منه الأهل والأصدقاء باعتباره شخصا مؤذيا، ولهذا فطنت المؤسسات الإعلامية واعتذرت للزوجين عن الكثير من العروض الإعلامية والتي كانت ستدر عليهما ثروات طائلة بسبب اهتزاز صورتهما وتفرغهما للإساءة التامة من بعضهما كما أن التصريحات والإيماءات الخادشة تثبت أن الأخلاق تغادر حين تسيطر الشهرة والمال !
3/ عظمة القضاء في التاريخ الإسلامي حيث ونحن نستمع للمحلفين في هذه المحاكمة والحرص على وجودهم من الطرفين ونتساءل عن مصدر العدل فيها نجده مستقى مما كان في الفقه المالكي حين أقر شهادة اللفيف لاعتبارات ترجع إلى الضرورة وحفظ حقوق الناس.
4/ أن الشتات الأسري وعدم الاستقرار في مرحلة الطفولة قد ينتج عاهات على المجتمع.
5/ أن المرأة قد تكون معنفة في أي زمان ومكان مهما بلغت درجة الحرية والتحرر وأن المثالية لا يمكن إسقاطها على فئة أو مجتمع ! وادعاءات آنبر لم تكن غريبة على مجتمعهم بل العنف الزوجي تبين أنه وارد وأمر غير مستغرب.
6/ (الكبلز) وهم الثنائي من الأزواج وبخاصة المشاهير معرضون للسقوط في أي لحظة نتيجة تسلط الإعلام على خصوصياتهم أو تعمدهم واندفاعهم نحو الشهرة على حساب حياتهم الشخصية وتماديهم في خلق المشاهد الدرامية التي تمنحهم مزيدا من الاهتمام والمتابعة مما يفقد العلاقة جمالها وخصوصيتها فتتحول من الواقعية إلى التمثيل ومن الاستقرار إلى التذبذب والسقوط.
7/ اللباس الذي ظهرت به آنبر هيرد والحاضرات في المحكمة لباس (يحترم) الأجواء الرسمية لمؤسسة حكومية لها هيبتها وحتى الرجال ارتدوا البدلة الرسمية بالرغم من أن المتخاصمين ينتمون إلى الفن ذي التقليعات والموضة الشاطحة!
8/ أن بكائيات بعض النساء ما هي إلا مشاعر وهمية كاذبة كدموع التماسيح التي تستخدمها لاستدراج فريستها وأن بعضهن تضفي على نفسها صفة القداسة لأنها أنثى وأن الأنثى يجب أن (تُدلع ويُضحى من أجلها وتستوفي كل حقوقها ـ كاملة مكملة !ـ على حساب الرجل كان أبا أو أخا أو زوجا) وما انتصار جوني إلا انتصار لحقوق الرجل!
9/ أن أحداث العالم الجسام لم تشفع للإعلام أن يوصلها للعالمية كما أوصل قضية جوني وآنبر.. فهل قضية جوني وآنبر حدث استثنائي في العلاقات الزوجية ؟! وهل من الطبيعي أن يأخذ كل هذا الصخب !!
10/ أن العلاقة الزوجية إذا بنيت على الطمع المادي تحولت لغابة ينتظر القوي أن ينقض فيها على الضعيف ونظام الطلاق في الغرب يجعل أحد الطرفين يدفع تعويضا وقسما كبيرا من ثروته للطرف الآخر باعتبارات مختلفة.
11/ هناك أناس فارغون أو (مطقطقون) أو محللون يظهرون مع كل حدث.. فكلمة (تحزّم يا جوني) لا تعني تحزم بمعناها القبلي لكنها تعني وسعوا صدوركم !!