مواجهة منتخب أستراليا اليوم تحمل من الأهمية ما يعادل أهم بطولة أو إنجاز يحققه المنتخب الوطني، لأنها مباراة لإحياء الأمل بالتواجد في مونديال قطر 2022، مباراة تحمل في مضمونها مخزوناً كبيراً من الصبر والانتظار، 32 عاماً هي فترة الترقب والتأمل لوصول المنتخب الوطني إلى المونديال العالمي.. «إيطاليا 90» كانت الأولى والأخيرة ومنذ ذلك اليوم والأمنيات لا زالت حاضرة بانتظار الفرج، لعل وعسى أن تكون النسخة العربية للمونديال البوابة التي تعيد الأمل للأبيض بالوصول لكأس العالم. أمنيات عريضة ينتظرها الشارع الرياضي الإماراتي بفارغ الصبر، على أمل أن يجد المنتخب طريقه نحو المونديال القادم حتى وإن كان ذلك عبر الملحق الآسيوي أمام أستراليا، ثم عن طريق ملحق أمريكا الجنوبية ومواجهة منتخب البيرو لنيل البطاقة الوحيدة المؤهلة التي تضمن للمنتخب الفائز التواجد ضمن منتخبات المجموعة الرابعة في مونديال 2022.
مباراة أستراليا اليوم هي بمثابة موعد جديد لمطاردة الأمل أو الحلم المؤجل منذ ثلاثة عقود، المركز الثالث في المجموعة عبر التصفيات الآسيوية الحاسمة، منح منتخبنا فرصة ذهبية هي الأخيرة للتمسك بالحلم المونديالي، حتى وإن كان ذلك عبر بوابة ضيقة وطرق وعرة وحسابات معقدة لكنها ممكنة، الفوز على أستراليا ثم على بيرو هو بوابة العبور وانتزاع بطاقة المونديال، المهمة صعبة بالتأكيد أمام منتخبين لهما ثقلهما القاري والدولي، لكنها ليست مستحيلة في حسابات المستديرة، فهي لا تعترف لا بالأسماء ولا بالتاريخ بل بالعطاء، و90 دقيقة أولى مطلوب فيها الفوز لوضع القدم الأولى ثم 90 دقيقة أخرى لكتابة تاريخ جديد لكرة الإمارات ولهذا الجيل من اللاعبين كي يسيروا على نهج جيل 90.
الأنظار والقلوب والدعوات جميعها ستكون متجهة صوب الدوحة القطرية، التي ستسجل الظهور الأول للأبيض الإماراتي على أحد ملاعب المونديال. مباراة تاريخية وهي الثانية في تاريخ الأبيض الذي سبق أن خاض تجربة الملحق الآسيوي وخسرها أمام منتخب إيران. كان ذلك قبل أكثر من 15 عاماً ولكن الوضع اليوم مختلف والحسابات كذلك، وكما أننا استطعنا أن نعود من جديد للواجهة المونديالية عبر بواب الملحق، فإننا قادرون بإذن الله على مواصلة الطريق حتى بلوغ المحطة الأخيرة.
آخر الكلام
لاعبو «الأبيض» هم من أحيوا الأمل المونديالي وعليهم إكمال المهمة مهما كان الثمن، وبحسابات كرة القدم لا مستحيل وثقتنا كبيرة وبلا حدود بنجوم الأبيض مع خالص أمنياتنا بالتوفيق.
*نقلا عن الخليج الإماراتية
