على ضفاف آيات (10).. "عوض أن تورثه النعمة شكرا أورثته جحودا"


قال تعالى : وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاٗ رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنَ اَعْنَٰبٖ وَحَفَفْنَٰهُمَا بِنَخْلٖ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاٗۖ (32) كِلْتَا اَ۬لْجَنَّتَيْنِ ءَاتَتُ ا۟كْلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْـٔاٗۖ وَفَجَّرْنَا خِلَٰلَهُمَا نَهَراٗ (33) وَكَانَ لَهُۥ ثُمُرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَآ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاٗ وَأَعَزُّ نَفَراٗۖ (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفْسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَداٗ وَمَآ أَظُنُّ اُ۬لسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَيٰ رَبِّے لَأَجِدَنَّ خَيْراٗ مِّنْهُمَا مُنقَلَباٗۖ (35) قَالَ لَهُۥ صَٰحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرْتَ بِالذِے خَلَقَكَ مِن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٖ ثُمَّ سَوّ۪يٰكَ رَجُلاٗۖ (36) لَّٰكِنَّا هُوَ اَ۬للَّهُ رَبِّے وَلَآ أُشْرِكُ بِرَبِّيَ أَحَداٗۖ (37) وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اَ۬للَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِۖ إِن تَرَنِ أَنَآ أَقَلَّ مِنكَ مَالاٗ وَوَلَداٗ (38) فَعَس۪يٰ رَبِّيَ أَنْ يُّوتِيَنِۦ خَيْراٗ مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَٰناٗ مِّنَ اَ۬لسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداٗ زَلَقاً (39) اَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراٗ فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُۥ طَلَباٗۖ (40) ۞وَأُحِيطَ بِثُمُرِهِۦ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَيٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَيٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيْتَنِے لَمُ ا۟شْرِكْ بِرَبِّيَ أَحَداٗۖ (41) وَلَمْ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ اِ۬للَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراًۖ (42) هُنَالِكَ اَ۬لْوَلَٰيَةُ لِلهِ اِ۬لْحَقِّۖ هُوَ خَيْرٞ ثَوَاباٗ وَخَيْرٌ عُقُباٗۖ (43) (‏الكهف: 32-45).

هذا كلام الله جلّ سبحانه من قائل، هذا كلام الله الذي لا يأتيه الباطل، هذا كلام الله فيه شفاء للسائل، هذا كلام الله فيه العظات والعبر وبديع الرسائل، هذا كلام الله فيه الذكرى للغافل، وفيه الأنوار والأسرار والدرر لكل لبيب عاقل.

فعمّا يحدثنا ربّنا في هذه الآيات البينات؟ ماذا يقول لنا سبحانه؟

إنّه يحكي لنا قصة من روائع القصص، قصة رجلين كانا صديقين، أو جارين، ولربما كانا قريبين يجمع بينهما رحم ودم، لا تهمّنا الأسماء ولا الأماكن ولا يعنينا الزمان الذي وقعت فيه القصة، المهم هو فحوى الرسالة الموجّهة إلينا من القصة.

قال الإمام السعدي -رحمه الله تعالى-: “وليس معرفة أعيان الرجلين، وفي أي: زمان أو مكان هما فيه فائدة أو نتيجة، فالنتيجة تحصل من قصتهما فقط، والتعرض لما سوى ذلك من التكلف.”

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاٗ رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنَ اَعْنَٰبٖ وَحَفَفْنَٰهُمَا بِنَخْلٖ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاٗۖ (32)

أحد الرجلين آتاه الله من متاع الدنيا الشيء الكثير، وأسبغ عليه من نعمه وآلائه، فهو يتقلّب فرحا بين جنتين. أي بستانين، حديقتين. لكنّ التعبير بجنّتين فيه إشارة كبيرة إلى جمال صنع الله فيما أعطاه، والناس من مختلف الأجناس إذا أسرهم منظر خلاّب فيه الماء والأشجار، والخضرة والزرع والثمار، قالوا هذه جنّة.

ولقد أعطاه الله جنّتين من الكروم، صفوف الكروم فيها متراصّة، وبين الصفوف زرع، وحفّت كلّ حديقة بأشجار النخيل، وبين هذا البستان وذاك نهر ماء يسيل، فيسقي الجنتين بماء سلسبيل.

كِلْتَا اَ۬لْجَنَّتَيْنِ ءَاتَتُ ا۟كْلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْـٔاٗۖ وَفَجَّرْنَا خِلَٰلَهُمَا نَهَراٗ (33)

استكملت الجنتان أكلهما، وازّينت بالثمار أشجارهما، ولم تعرض لهما آفة أو نقص، وأخذت الأرض زخرفها حتى كأنها بتعدد الألوان لوحة فنّان. فسبحان من هو كل يوم في شأن.

وَكَانَ لَهُۥ ثُمُرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَآ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاٗ وَأَعَزُّ نَفَراٗۖ (34)

وجمحت النفس وركبت صهوة الهوى، فاستعلت واستكبرت وتبجّحت وتأرجحت وآذت، وأول من أصابه أذاها ذاك الجار القريب، أو الأخ الحبيب.

استعلى على صاحبه وافتخر بزينة الحياة الدنيا، وعيّره بالفقر، وأبت «أنا» الحمقاء إلا أن تخرج عنقها. أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين‏(الأعراف: 12)، إنها نفس الأنا التي أخرجت إبليس من الجنة، وأمطرت عليه وابلا من اللعنة.

وآذى صاحبه بكلام جارح، وتباهى عليه بما آتاه الله، ونسي أن الله يعطي بغير حساب لكنه كذلك يأخذ بغير حساب.

وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفْسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَداٗ وَمَآ أَظُنُّ اُ۬لسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَيٰ رَبِّے لَأَجِدَنَّ خَيْراٗ مِّنْهُمَا مُنقَلَباٗۖ

وعوض أن تورثه النعمة شكرا وإكبارا، أورثته جحودا وانكارا.

وبدل أن تُشعره بالعجز والافتقار وتلجئه إلى استغفار واضطرار وانكسار، انتشى وتمطى في غرور واستكبار.

وانطلق داخلا جنّته فرحا مسرورا، ممتلئ النفس بطرا وغرورا، وأنكر الساعة والبعث والنشور، بل إنّه من شدّة جهله قال: أنا ما أظن الساعة قائمة، وهبها قامت، فلا بدّ أنهم هناك سيعاملونني باحترام وإكبار، وسيولونني حسن الرعاية والاعتبار! ألست فلانا ابن فلان، من أصحاب البساتين والجنان؟

قَالَ لَهُۥ صَٰحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرْتَ بِالذِے خَلَقَكَ مِن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٖ ثُمَّ سَوّ۪يٰكَ رَجُلاٗۖ (36) لَّٰكِنَّا هُوَ اَ۬للَّهُ رَبِّے وَلَآ أُشْرِكُ بِرَبِّيَ أَحَداٗۖ (37)

بون شاسع بين من يعتزّ بزينة الدنيا وبين من يعتزّ بربّ الدنيا، فرق كبير بين من أذهلته وفرة المال، وغرّته كثرة النفر والآل، ونسي المآل، وبين من لا يرى في الدنيا إلا المنعم المتعال.

كان الصاحب الفقير أقرب إلى الله من الغني الثري الذي أعمته النعم فلم ير غيرها، فتقدّم بالنصح التّام، وقدّم الأهمّ على الهامّ، وأبدع في الكلام، وأجمل في الملام، أَكَفَرْتَ بِالذِے خَلَقَكَ مِن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٖ ثُمَّ سَوّ۪يٰكَ رجلا ذكّره بأصله الطيني ثمّ بمنشئه في صلب أبيه نطفة ورحلته بين الأنابيب في ضعف و صغر نحو رحم أمّه ليلتقي نصفه بنصفه، و شطره بشطره، فتتكوّن بذرة نباته ليخرج بعد أشهر -من الحفظ و العناية في ظلمات ثلاث- مولودا عاريا عاجزا ساقت له الألطاف الإلاهية أبوين يطعمانه و يأويانه و يحميانه و يرعيانه حتى صار رجلا، فكيف نسي كلّ هذا و كفر!

ثمّ قال له لئن تجرأت أنت على الجحود، وكفرت بمن أوجد الوجود، فإني لست بفاعل مثلك، إنما ربي هو الغفور الودود.

وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اَ۬للَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِۖ إِن تَرَنِ أَنَآ أَقَلَّ مِنكَ مَالاٗ وَوَلَداٗ

أما كان الأولى –وأنت تتقلّب في نعم الله- ألا ترى سواه، أما رأيت في عطائه قدرتَهُ وغناه؟

أما شاهدت ضعفك في قوته، وعجزك في قدرته، وذلّك في عزّته، وغيابك في حضرته؟

أما كان الأجدر لك أن تقول: مَا شَآءَ اَ۬للَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۖ وأنت ترى أنّه –سبحانه- أعطاك كثيرا وأعطاني قليلا؟

فَعَس۪يٰ رَبِّيَ أَنْ يُّوتِيَنِۦ خَيْراٗ مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَٰناٗ مِّنَ اَ۬لسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداٗ زَلَقاً (39) اَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراٗ فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُۥ طَلَباٗۖ

بغى الغني وتجبّر، وعلى الفقير اعتدى وتبختر، وآذى صاحبه باللفظ الجارح وتفاخر، فدعا عليه سائلا المولى أن يعطيه خيرا من جنته وأفضل، وأن يرسل عليها حُسْبَٰناٗ مِّنَ اَ۬لسَّمَآءِ – أي صاعقة ونارا وهلاكا- حتى تصبح صَعِيداٗ زَلَقاً أي تصير أرضها ملساء وتربتها جرداء، أو يغور من النهر الماء.

كانت هذه الكلماتُ رجاءَ مظلوم، ونداءَ مغموم، وجّههُ إلى الحيّ القيوم، وإنها لدعوة ليس بينها وبين الله حجاب، وإنها لدعوة من عبد مؤمن موقن بيوم الحساب.

وَأُحِيطَ بِثُمُرِهِۦ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَيٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَيٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيْتَنِے لَمُ ا۟شْرِكْ بِرَبِّيَ أَحَداٗۖ

واستجاب الله دعاء الفقير المكلوم، -وكَلْمُ اللِّسان أشدُّ من كَلْم السّنان- فإذا الجنة التي آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا قد أضحت خاوية على عروشها، قد هلك الثمر، وتهشّم الشجر، وغار الماء وجفّ النهر.

أتاها أمر الله بين عشية وضحاها، فإذا بالخراب قد غزاها، وإذا بثوب الرّدى قد كساها.

وبعد نماء وازدهار، صارت إلى فناء وبوار، فأين النفر العزيز والأنصار؟ وهل من حابس عنها هذا الدّمار؟

وإنّه لمشهد تقشعرّ منه الجلود.

ها هو ذاك المتعالي المتبختر قد تحوّل –في لحظة من الزمن- إلى مستكين منكسر، يقلّب كفيه أسفا وحسرة على ما ضاع من أموال، ويتلوى حزنا على جنّتين مثمرتين آلتا إلى زوال، ها هو ذا بعدما جحد بأنعم الله وكفر، عاد يقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا.

وَلَمْ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ اِ۬للَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراًۖ (42) هُنَالِكَ اَ۬لْوَلَٰيَةُ لِلهِ اِ۬لْحَقِّۖ هُوَ خَيْرٞ ثَوَاباٗ وَخَيْرٌ عُقُباٗۖ (43)

سبحان ربي سبحانه، سبحانه ما أعظم شانه.

لا تدركه العيون، ولا تحيط به الظنون، وإذا أراد أمرا قال له كن فيكون.

لا رادّ لقضائه، ولا معقّب لحكمه، ولا منقذ من عذابه.

الولاية التامّة له، والقدرة الكاملة له، فلا قوة إلا قوته، ولا نصر إلاّ نصره، يملي -سبحانه- للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.

ذهبت الجنتان أدراج الرياح، وساقتا معهما أموالا طائلة، والأدهى من هذا كله والأمرّ، هو تلك الخطوة الخطيرة التي خطاها صاحبهما حينما اغتر بنعيم زائل وزعم أن الساعة لن تقوم، وحتى لو قامت فهو من أصحاب الدثور الذين لهم الحظوة والمكان الملحوظ.

إنها سقطة قاتلة.

وأستعير من الشهيد السيد قطب -رحمه الله تعالى- هذه الجملة الرائعة التي ختم بها تفسيره لهذه الآيات:

“ويسدل الستار على مشهد الجنة الخاوية على عروشها، وموقف صاحبها يقلب كفيه أسفا وندما، وجلال الله يظلل الموقف، حيث تتوارى قدرة الإنسان”.

يا أحبابي،

لكلٍّ جنته في هذه الدنيا، جنّة الأديب مجموع كتبه ومقالاته و”تدويناته”، جنة الشاعر مجموع دواوينه وقصائده، جنّة الخطيب مجموع خطبه ومواعظه، فمتى رأى القلب الثمار وتعلّق بها ونسي خالقها ورازقها ومُنشئها فقد ضاعت منه البوصلة.

 وإن الواحد منّا لتعجبه نفسه، ويوسوس إليه الشيطان أنه الأفضل والأجود والأحسن، فيقول لصاحبه –عن قصد أو عن غير قصد-: أَنَآ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاٗ وَأَعَزُّ نَفَراٗۖ.

يطيش القلم ويزيغ اللسان، ويئنّ شخص أو أشخاص ويتألمون، ويرفعون أيديهم وإلى الله بالدعاء يجأرون.

يا مبتدئ النعم دون استحقاقها ألهمنا ربنا شكرها وحسن جوارها، وأدم علينا يا مولاي ثمار ما وهبتنا واقبل مناّ غرسنا فأنت ولينا ومولانا.

وصلّ اللّهمّ وسلم وزد وبارك وأنعم على سيدنا محمد وآله وصحبه وحزبه.

تاريخ الخبر: 2022-06-07 21:20:12
المصدر: الجماعة.نت - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

رسميا.. فيفا يعلن استضافة قطر ثلاث نسخ من كأس العرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 12:25:56
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

تأجيل أولى جلسات محاكمة "مومو" استئنافيا بسبب إضراب كتاب الضبط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 12:25:50
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

رسميا.. فيفا يعلن استضافة قطر ثلاث نسخ من كأس العرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 12:25:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية