المفكر فرج فودة يحذر من خطر شركات توظيف الأموال

تحل اليوم الذكرى الثلاثين على استشهاد المفكر فرج فودة، على يد تكفيري أمي لا يعرف القراءة والكتابة٬ لكنه تعرض لغسيل الدماغ ممن يسمون بالدعاة والشيوخ٬ تحديدا على إثر المناظرة التاريخية الشهيرة التي جرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب٬ وفيها حرض محمد عمارة ومحمد الغزالي ومأمون الهضيبي على اغتيال فرج فودة بعدما كفروه وأحلوا دمه.

لم تقتصر مواجهات فرج فودة مع تجار الدين من المتأسلمين فقط، إنما تعرض بقلمه إلى الأمراض المجتمعية الخطيرة، ومن بينها ظاهرة توظيف الأموال، وهي التي روج لها خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، وكان الترويج لهذه الشركات بفتاوى تحريم التعامل مع البنوك وفوائدها. 

فرج فودة يحذر مبكرا من ظاهرة الــ “مستريحين”

ظاهرة شركات توظيف الأموال التي عرفت حاليا بظاهرة الـ “مستريحين”، من أشد الظواهر إضرارا بالاقتصاد المصري، وهو ما رصده وكشف عنه فرج فودة في العديد من مقالاته، ففي مقاله المنشور بجريدة مايو بتاريخ 27 مايو 1991 أي قبل اغتياله بعام، كتب فرج فودة عن كيفية خداع المودعين بالأرباح الطائلة، والتي تدفع من أموال مودعين آخرين. 

يقول فرج فودة في مقاله محذرا ومنبها من خطر ظاهرة توظيف الأموال: "كان الريان يدفع من (لحم الحي) أي من أصول الأموال التي جمعها وأنه أضاع مئات الملايين في المضاربة في البورصات العالمية، وأنه نتيجة لذلك أعلن عجزه عن رد الأموال.

ويمضي فرج فودة في تشريح ظاهرة توظيف الأموال وكيف يخدع المودعين المرة بعد الأخرى ولا يتعلم أحد من الوقائع السابقة في هذا الصدد، يقول “فودة”: مشكلتنا أيها السادة أننا نتخيل النصاب بمواصفاتنا نحن، ونتصوره نصابا محترما، شيك، صاحب مبادئ، لديه حد أدنى من القيم، وننسى أن الأسد إذا ذاق لحم البني آدم لا يسلوه أبدا، وأننا وضعنا رؤوسنا في فم الأسد وعلى وجوهنا ملالمح السعادة والبلاهة، ثم وضعناها مرة أخري خلال ملعوب محاميه الأخير ببلاهة أكثر وسعادة أشد، وهنا مربط الفرس.

ويلفت فرج فودة إلي أن: النصب في حد ذاته أصبح هدفا، والتسلي بالحكومة والإعلام والمودعين أصبح هو المطلب الأساسي، والحد الأدني من الديمقراطية أصبح مبررا لكل ما فعله "الريان"، وما يفعله وما سيفعله.

سيتلاعب الريان وفرقة المحامين بكل الأطراف كما يشاؤون ويستمر المسلسل ان شاء الله وإذا كان المودعون قد قبلوا قبل ثلاث سنوات أن يستردوا ألف وخمسمائة مليون جنيه، فسيقبلون بألف فقط بعد سنة، وخمسمائة بعد سنتين، ومن يدري بعد ثلاث سنوات، ربما جمعوا التبرعات للإفراج عن “الريان”.

وعن ملامح المودعين النفسية وكيف تنطلي عليهم حيل الـ “المستريحين” يمضي فرج فودة مضيفا: “الفصل الثاني يبدأ بالرغبة الملحة في مكسب سريع، وعائد كبير بعيدا، عن القوانين المصرية التي تكبل الانطلاقة الميمونة، وتبطئ من سرعة الربح المشروع، وهنا تلقفه أولاد العم بأحاديث وقصص عن بورصة الأوراق المالية، أحضروا له شاشات كمبيوتر، وحدثوه عن الأسهم والسندات، وأسعار العملات وأوضحوا له أنه يستطيع أن يلعب بالسوق العالمي، وأن الأمر يحتاج فقط إلي قلب من حديد، وقد عاصرت هذه الفترة التي انطلق بها ”ألاضيش" أحمد الريان يشيعون عنه أنه أعظم عبقري أنجبته مصر، وأنه يلعب لعبا بالبورصات العالمية، وأذكر أن كبير محاسبيه، في حديث معي أمام أحد الأصدقاء حاول أن يقنعني بجدية واخلاص أحمد الريان فذكر لي أنه دخل عليه يوما فوجده قد جمع أبنائه الصغار وطلب منهم أن يدعو الله أن يرتفع سعر الدولار وعلي حد قوله وجدهم يقولون: “يارب سعر الدولار يزيد ..  يارب سعر الدولار يزيد”، وابتسم وهو يقول لي إلي هذا الحد وصل اخلاص أحمد الريان لأعماله وخوفه علي أمواله ولجوئه إلي الله لحل مشكلاته.     

تاريخ الخبر: 2022-06-08 09:21:23
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية