اتخذ من أحاديثه مع الناس مادة لقصصه ورواياته

تحل اليوم ذكري رحيل الروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز، والذي توفي في مثل هذا اليوم من العام 1870، صاحب روائع الأدب الإنساني العالمي: أوقات عصيبة، قصة مدينتين، ترنيمة عيد الميلاد، أوليفر تويست، مذكرات بيكويك، الآمال العظيمة وغيرها.

ويعد تشارلز ديكنز من أعظم المؤلفين الروائيين علي الإطلاق، ولا تزال أعماله الروائية تلقى رواجًا كبيرًا وتُحقق أعلى المبيعات في تاريخ الأدب عمومًًا، فقد كان له أسلوب ساخرا ولاذعا يتميز بروح الدعابة أحيانا، رغم ما تقدمه رواياته من معاناة أبطاله، وتعتبر أعماله من كلاسكيات الأدب الإنساني العالمي حتي اليوم.

بمجرد أن تنظر إلي العالم بعنيني تشارلز ديكنز من خلال الأعمال الروائية والقصصية التي قدمها، فلن يبدو كما كان من قبل مرة أخري. كان تشارلز ديكنز من أشهر كتاب العصر الفيكتوري، وكان من عاداته أن يجول في أزقة لندن المظلمة يلتقط ما يشاهده ويسمعه ويجعل من حواري المدينة وسكانها مادة لرواياته وقصصه.

 أتخذ تشارلز ديكنز من عامة الشعب الإنجليزي، من فقراء ومهمشين أبطالًا لرواياته، ومن حواري لندن عالم خصب لقلمه، مخلفا ثروة أدبية استحقت مكانها البارز في الأدب العالمي.

كان من عادات تشارلز ديكنز أيضا في جمع مادة أدبه، هي خوض الأحاديث مع الناس وتبادل أطراف الكلام معهم، من الذين صادفهم في الشوارع وصادفهم في الحارات، فاستمع إلي قصصهم عن الحياة في لندن، مما يفسر براعته منقطعة النظير في حوارات أعماله الروائية، لزنه يصور العبارات واللهجات التي كانت سائدة في شوارع لندن وأزقتها آنذاك.

 كان تشارلز ديكنز يعرف بغرابة أطواره ودقة ملاحظته، وفي ليالي لندن شديدة البرودة، وتحت جنح ظلامها، كان  تشارلز ديكنز يغادر منزله بعد منتصف الليل، ليهيم علي وجهه في شوارع وأزقة لندن، بين المتسولين والمتشردين، قاطعًا 15 أو 20 ميلا في الليلة الواحدة دون وجهة محددة.

 كان تشارلز ديكنز يجوب شوارع لندن في الليل تضامنا مع الفقراء والمهمشين المشردين بلا مأوي تحت جنح الليل والبرد القارص. ويوجد مشهد مؤثر في مقاله الذي يحمل عنوان «تجوال الليل»، والذي تم نشره في عام 1860، وفي هذا المقال يصف ديكنز كيف يمشي بين شوارع المدينة باتجاه ساحة «ترافلجار» أو الطرف الأغر حتي يصل إلي كنيسة سانت مارتنو والتقي برجل مشرد، في هذه اللحظة  ماذا يفعل الفقر في النفس البشرية، ويكتشف محدودية قدرته علي التعاطف والتماهي مع المستضعفين والفقراء.

كانت أجراس كنيسة سانت مارتن تقرع، وكانت ملابس الرجل المشرد الذي صادفه ديكنز الجالس في زاوية رثة مهترئة، اقترب منه ديكنز ليمنحه بعض المال لكن الرجل نفر منه وشعر ديكنز بالنفور أيضا لدرجة يصف فيها الرجل بأنه: «مخلوق يشبه الكلاب».

شعر تشارلز ديكنز بالعار أنه كان أحيانًا يخاف من الناس المشردين القاطنين في الشوارع، إنه مزيج غريب من الخوف والتعاطف تجاه الناس المستضعفة الفقيرة المشردة المنسية في شوارع لندن، التي همشها المجتمع، وهمشها ديكنز نفسه ويجدها غريبة أحيانا.

اعتاد  تشارلز ديكنز علي المشي لأكثر من 20 ميلا في اليوم، وقد زعم أنه بإمكانه المشي أربعة أميال في الساعة وهذه أقصي سرعة مشي للإنسان. وهناك قصة من عام 1857، حيث شعر ديكنز بالأرق أثناء الليل، فخرج للمشي في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ويقال أنه مشي من منزله في وسط مدنية لندن حتي بيته الريفي الواقع في ضاحية «كنت»، ووصل إلي هناك في موعد الإفطار. وهذه المسافة تقدر بـ 30 ميلا مشيا علي الأقدام، وقد وصف ديكنز المشي ليلا بـ «العلاج الفعال للأرق الليلي».   

تاريخ الخبر: 2022-06-09 09:21:29
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية