قال الدكتور إبراهيم الهدهد -رئيس جامعة الأزهر الأسبق والمستشار العلمى للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر: إن من فقه الأولويات فى وقتنا الحاضر فيما يخص المواطنين أولوية الأمن والأمان، وهذه الأولوية مقدمة على أشياء كثيرة، والإسلام يسعى لتوفير الأمنين: الأمن النفسي، والأمن البدني، وإذا توافر الأمنان استطعنا أن نقيم دين الله على الوجه الأكمل.
جاء ذلك خلال فعاليات ورشة العمل التى أقامتها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر (أون لاين)، لعدد من العلماء والمفكرين من دولتى باكستان، وأفغانستان، تحت عنوان (المنهج الوسطى ودوره فى حفظ الأمن والاستقرار).
وأكد الهدهد أنه من أهم المبادئ العامة التى حددها الشرع لتوفير الأمن والأمان؛ الأمن الفكري، الذى يعنى استقرار الأفكار واستقامتها واعتدالها، وعدم تحقيق هذا الأمن يؤدى إلى إراقة الدماء وعدم استقرار المجتمعات، كما حدث فى عهد الإمام على بن أبى طالب أمير المؤمنين، وظهور الخوارج الذين انحرفوا فكريا، فكان انحرافهم سبيلًا لإراقة وسفك الدماء.
وأضاف أن علماء اليوم يقع على عاتقهم محاربة هذه الجماعات المتطرفة وهذا الفكر الضال، وهؤلاء المتطرفون الذين يهدمون معنى (عالمية الإسلام) والذى جاء رحمة للعالمين؛ مصداقا لقوله تعالى: ومَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.
وأوضح الدكتور سيف قزامل -رئيس فرع المنظمة بالغربية، والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، أن من الأمور التى تمتاز بها الشريعة الإسلامية احترام الرأى والرأى الآخر، والتنوع الفكرى عند أصحاب المذاهب والأئمة الكبار يدل على ثراء علماء الشريعة وسعة أفقهم.
