الباحث السوسيولوجي علي الشعباني: 3 عوامل وراء تزايد حوادث الاعتداء على الأساتذة


 

– محمد بن عبو

 

أعاد الاعتداء بالضرب والسب الذي تعرض له أستاذ وسط قسمه بمدرسة النجمة بالدروة بإقليم برشيد، على يد أب تلميذة، موضوع الاعتداء المادي والمعنوي على الأطر التعليمية مرة أخرى إلى الواجهة.

 

عن الأسباب المساهمة في بروز هذه الظواهر المشينة التي كثر الحديث عنها في المجتمع المغربي، وكثر ترددها سواء داخل المدارس، أو خارجها، من طرف بعض التلاميذ أحيانا، أو من طرف بعض الآباء أيضا، قال علي الشعباني، الباحث في علم الاجتماع، في تصريح لـ”الأيام24″، إن “انتشار هذه الاعتداءات في الأوساط التعليمية المغربية، والذي طال الكثير من الأطر التربوية، سواء كانوا أساتذة، أو مربين، أو من الاطر الادارية داخل المؤسسة التعليمية، أو خارجها، يرجع لثلاثة عوامل أساسية”.

 

“العامل الأول”، يوضح الشعباني، “يعود إلى المؤسسة الحكومية، المشرفة على التكوين والتعليم، وذلك نتيجة لمحاصرة الأساتذة والأطر التربوية، عن القيام بما كان يضمن لهم في السابق الانضباط، والاحترام داخل المؤسسة التعليمية، حيث كانت تجعل التلاميذ، والأساتذة، والآباء، ينظرون إلى وسائل الضبط والانضباط، على أنها من مقومات التعليم والتكوين، والتي كانت توصل الأبناء إلى التفوق الدراسي، والحصول على مبتغاهم، وكذلك تحقيق رغبة الآباء في ما كانوا يسعون إليه”.

 

وتابع المتحدث، “المسألة الثانية تنطلق من الأسرة، يعني أن الأسرة والعائلة المغربية، ساهمت كذلك بشكل كبير في تفشي الفوضى، والدفع بأبنائهم للاعتداء على أساتذتهم، داخل المؤسسة وخارجها، ونحن نعرف بأن الآباء بالمغرب للأسف الشديد، انتقلت بينهم عدوى الحرص على النجاح، وليس التكوين، والانتقال إلى المستويات الأعلى. ففي حالة العكس، يبدأ التلميذ في الاحتجاج على الاستاذ، وهذا الاحتجاج يخرج عن إطاره، ما يستدعي تدخل الآباء في هذه الحالة دون تحري الدقة، ولا يتعاملون بالعقل، ويخضعون للعاطفة، وشكوى أبنائهم بأن الاستاذ كان سببا في فشلهم، ويذهبون إلى الأستاذ من أجل توبيخه، وخاصة إذا كانت لديهم الوسائل الكفيلة بالاعتداء، أو إلحاق الأذى والضرر بالأساتذة”.

 

“المسألة مرتبطة بمنظومة القيم داخل المجتمع، نحن نعرف بأن المجتمع المغربي يخضع إلى تحولات وتغيرات جذرية، على مستوى القيم، وعلى مستوى المفاهيم، وعلى مستوى المبادئ، وعلى المستوى الثقافي، وعلى المستوى الفكري وغير ذلك، فالمواطن المغربي وخاصة الأجيال الحديثة، تحللت من كل القيم التي كانت تتضمن في السابق الاحترام، والتقدير، والمودة لكل من يقدم لهم خدمة كيفما كانت، ومن أجلّ هذه الخدمات هي الخدمة التعليمية”، يقول الباحث.

 

ويرى الشعباني، أن “الأجيال السابقة كانت تردد مقولة مفادها، بأنه من علمك حرفا، أصبحت له عبدا، ليس بهذه الكيفية”، مردفا أن “هذا يعني تقديرا لهؤلاء الذين يبذلون مجهودات، ويضحون براحتهم، وبصحتهم، من أجل ترسيخ الكثير من المبادئ والمعارف، في عقول هؤلاء الأجيال”.

تاريخ الخبر: 2022-06-12 00:18:18
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 61%
الأهمية: 77%

آخر الأخبار حول العالم

الزمالك يشد الرحال على متن طائرة خاصة لمواجهة نهضة بركان

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:09:44
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 78%

حمام دم في رفح

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:31
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 94%

زيارة شي إلى باريس يمكن أن تُسرّع حل الصراع في أوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:30
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 96%

جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:33
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 85%

محاكمة الرئيس السابق لاتحاد الكرة بإسبانيا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:09:50
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 83%

الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:32
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 89%

سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:07:49
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 97%

للمرة الأولى.. بايدن يهدد بإيقاف إمداد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:09:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 76%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية