شريف عبد المجيد: القصة القصيرة فن الكتابة عن الفرد البسيط في مواجهة الحياة

تكمن كتابات القاص شريف عبد المجيد ومنذ مجموعته الأولى“مقطع جديد لأسطورة قديمة“  في البحث عن المنتهى والخلاص وليس السلوى عبر أكثر من خمسة عشر عملاً قصييا وبحثياً كان الكثير من رؤى وبنية العجائبي والغرائبي. شريف عبد المجيد المولود في العام 1971، والمتخرج من كلية التجارة الخارجية ويملك مواهب عدة في الفن الدرامي والتصوير الفوتوغرافي، ونال الكثير من الجوائز منها ساويرس، وجائزة أفضل كتاب من هيئة الكتاب، وكذلك جوائز عدة عن أفلامه الروائية القصيرة.

وعن مجموعته القصصية “الببلوماني الأخير” وتلك التفاصيل المرتبطة ببدايات الكاتب شريف عبد المجيد في خصوصية الرؤية وعوالم الآتي من سياسات معيشية واجتماعية، يتخطى فيها واقع القتل والجريمة والعصف بل والتهميش كل ما هو خيالي وفنى.

«الدستور» التقت الكاتب الذى احتفى به، كثيرا الوسط الثقافي مؤخراً كنتاج طبيعي لتمكنه من سرد كل ما هو مغاير وملفت ومثير للغرابة والذائقة النقدية الفنية والجمالية..سألته بداية.

  • عن المراوحة بين الفانتازيا والواقعية.. هل العالم عندك يتحرك بين قطبي هذه الثنائية؟

اعتقد أنها لم تعد ثنائية ذات حدودا فاصلة واحدة، بل اختلط العالم فكل ما هو شديد الواقعية يحمل جانبا فانتازيا، والفانتازيا عندما تغرق في تفاصيله تصبح ذات ملامح وأسسا واقعية بشكل ما. فمثلا موضوع التبرك بمياة الصرف الخارجة من أحد المساجد هو حدث شديد الواقعية وحدث بالفعل وشاهدناه مصورا، ولكنه يحمل في طياته أبعاداً فانتازية ربما لو كتبت بدون وجود الحدث الواقعي لقلنا أن بها قدرا من المبالغة، وفي قصتي المزرعة السعيدة في مجموعة الببلوماني الأخير نجد المدينة كلها تسعى وراء صاحب مزرعة وجد بيضة مكتوب عليها لفظ الجلالة، فصارت حمى التبرك بببيض هذه المزرعة هوس لدى أهل المدينة.

  • القلق الوجودي وعزلة الفرد هى عناصر جاذبة للكتابة القصصية وهنا نجد لها ملامح كثيرة في المجموعة حدثنا عن فكرة الاغتراب في عملك القصصي

القصة القصيرة فن الكتابة عن الرجل الصغير أو الفرد البسيط في مواجهة الحياة وتفاصيلها والغريبة وتقلباتها المستمرة وفي معظم قصصي يكون أبطالها متشبثون بنمط حياتهم لايسعون للتغيير الجذري بل يحلموا غفط أن تستمر الحياة دون أن تسجقهم أو تغمرهم مفاجأتها الحادة ومن خلال هذا الصراع بين الفرد الذي يشعر بأنعدام الأمان وصعوبات الحياة وتقلباتها تكون ردود أفعاله الهستيرية أحيانا والمشوبة بالخوف القلق القلق من الانحدار الطبقي أو القلق من الغد والمستقبل أو إدراك صعوبات اللحظة التى يعشونها كل ذلك يكشف جوانب ضعفهم ويجعل هناك سخرية مبطنه بين أحلامهم البسيطة والواقع بقسوته والزمن بجبروته وقدرته الهائلة على الاستمرار وعدم التوقف مهما حدث.

  • هناك خيط ما يربط بين مجموعة خدمات ما بعد البيع وتاكسي أبيض والببلوماني الأخير.. هل هذا الأعمال تشكل نقدا للعولمة وللعالم الاستهلاكي؟

بعد اتفاقية الجات والإقرار بشكل العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ووالألفية الجديدة كانت ملامح العالم الذي نحياه تتشكل في هذه اللحظة، وخاصة مع بداية نشر الاختراعات الثلاثة التي شكلت وعي الجماهير وهى الدش والنت والموبايل ظهر جليا مصطلح العالم كقرية صغيرة،  وهنا كانت ملامح هذا العالم الذي تسيطر عليه الشركات متعددة الجنسيات كان الوعي في خدمات ما بعد البيع يشبه البراءة والبساطة التى لم أكن مدركا بها حجم التغيرات الهائلة في الأعلم وأثرها على الفرد، وبالتالي أبطال وشخصيات القصص، ولكن مع مرور الوقت وبعد تاكسي أبيض كنت أدرك أن هانك الكثير الذي يمكن قوله في هذا المجال فأنظر مثلا لفكرة الباقة  التى صار تجدديها في أهمية رغيف الخبز فهناك باثة للموبايل والقنوات التلزونية والنت والمنصات الإلكترونية  وهكذا صارت الباقة رمزا لتحديد الطبقة ومستوى الحياة  فالقنوات التفزونية لم نعد جميعا نشاهد نفس القنوات والمدخلات الثقافية وهنا أقول بالفعل العالم صار بالفعل قرية صغير ولكنى أضيف على هذه المقولة وكل منا يعيش فيها في جزر منعزلة،  وهذا هو مبحث المجموعة الأساسي أو أحد أهم مفاتيحها.

  • في قصة الببلوماني الأخير هناك دفاع عن الكتاب الورقي ضد تقنيات النشر الإلكتروني هل هى معركة خاسرة وكيف سينتهى الصراع من وجهة نظرك؟

الببلوماني الأخير يحاول الحفاظ على العالم كما يعرفه ضد التطروات السريعة المتلاحقة، وهو في هذا يشبه كل واحد منا لديه نوستالجيا لماضيه وذكرياته، ولكن هناك مستوى آخر في القصة. وهو سؤال الحفاظ على المعرفة هل هذه النقلة ستحافظ على الكتب كما عرفناها أم سيتم  تعديلها هذا هو الهاجس الحقيقي لدى الببلوماني الأخير وهو سؤال الحفاظ على الهوية والتاريخ والحضارة ولا يترك الأمر كله في يد التقنيين وخبراء التكنولوجيا.

  • العالم الآن يموج بالصراعات والحورب والأوبئة كيف أثرت تلك التفاصيل في شخصيات وأحداث مجموعتك القصصية؟

 أكيد  ما يحدث في العالم يؤثر بشكلما على الشخصيات التى نكتبها وأحداث القصص وفي قصة خمسة عشر يوما بالتحديد  كان البطل مصاب بكورونا  والقصة تدور حول مدة التعافي من المرض وهى كانت فكرة تشغنلي وجاذبة لي لكتابتها وعندما ظهرت شخصية الرجل الذي فقد عمله  بسبب اصابته  فكرت في نوع الهواجس والهلاوس التى يعانيها ذلك الشخص وكأنه  سيولد من جديد أو يموت وهو يعرف أن ما تبقى له ذي هذا العالم هو تلك المدة كان الصراع صراعا داخليا في قلب وعقل ذلك الرجل وربما كان عقله المشوش والأفكار المتداخلة والمشاعر المتضاربة هى بطل هذه القصة.

  • هل السينما والمسرح أفادوك في كتابتك القصصية؟

الكتابة الأدبية تستفيد من كافة المدخلات والعناصر سواء السينما أو المسر ح أو التلفزيون أو الفيلم الوثائقي كما استفادت السينما من الكتابة الأدبية وطرق السرد الفني. 

هذا التداخل بين الأنواع أو التكامل هو جزء أصيل من أي كتابة تطرح نفسها  ككتابة حديثة أو حقيقية في اللحظة الراهنة  فلا يمكن أن تكون الكتابة الأدبية بمعزل عن جماليات الفنون الأخرى.

  • هل تمثل الجوائز الأدبية حلما لك ككاتب وهل ترى أن لها طرقا في الأختيار لابما خارج الإطار الأدبي أوبها بعض المجاملات؟

الجوائز الأدبية بالطبع تصنع شهرة للكتاب الفائز ويستفيد منها الكاتب وتعينه على مصاعب الحياة  ولكنها في النهاية  تعكس ذوق لجنة التحكيم فربما لو تشكلت لجنة آخرى لأختارت كتابا آخر غير الكتاب الفائز لهذا أرى ان الكاتب عليه أن يدع ويستمر في مشروعه الأدبي والتقدير النقدي والجوائز ستأتي مع الوقت  وأتذكر هنا كلمة الكاتب طارق إمام  لاخاسر في الكتابة لذا ما يهم الكاتب هو الكتابة  في المقام الأول.

تاريخ الخبر: 2022-06-13 15:21:44
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٤)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:21:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية