سلط موقع «أطلس أوبسكيروا» العالمي الضوء على الجمال الاستثنائي الذي تتمتع به مقابر الأسود في واحة دادان، بالقرب من محافظة العلا، حيث تزين الأسود المنحوتة على السطح الصخري المقبرتين المبنيتين في قلب الجبال.التميز الذي تتمتع به مقابر الأسود في «دادان» قاد علماء الآثار إلى التكهن بأن هناك عوامل أخرى تجعل هذه المعالم استثنائية بشكل خاص
ولفت الموقع إلى أن المنطقة المحيطة بالعلا تشتهر بالمقابر الموجودة في الحجر (مدائن صالح)، والتي تم بناؤها من قبل الأنباط في القرن الأول. ومع ذلك، اكتشفت الحفريات الأثرية بقايا حضارة أقدم وأكثر تفردا في واحة دادان، حسب وصفه.
وأضاف الموقع، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة «اليوم» أبرز ما جاء فيه: «تسمى هذه المنطقة أيضا بعاصمة مملكة دادان، وقد ورد ذكرها لأول مرة في الكتاب المقدس العبري، المكتوب في القرن السادس قبل الميلاد». وتوصف المدينة بأنها القلب النابض للمملكة وشريك تجاري لمدينة صور (الموجودة في لبنان حاليا) على طول الطريق الذي يربط بلاد الشام بعمان واليمن.
ونظرا إلى كونها على طريق تجاري رئيسي، كانت دادان معرضة حتما للثقافات الأخرى. ووجد علماء الآثار مدينة محصنة بالكامل مدفونة تحت الرمال فيها، كما تظهر التأثيرات من الثقافات الأخرى في تماثيلهم وزخرفة مبانيهم ومقابرهم.
وتم التنقيب عن قبور دادان في الجبل المرتفع بجانب المدينة المحصنة، وتميل هذه المدافن إلى أن تكون أصغر وأبسط من مقابر الأنباط.
ووفقا لعقيدة من كانوا يعيشون في تلك المنطقة، فإن أرواح الموتى ستصل إلى الجنة بسرعة أكبر إذا دفنت في الجبال، وهو اعتقاد شاركه أيضا الليقانيون الذين عاشوا في الدولة العثمانية (المقصود بها تركيا حاليا).
وتم تزيين كل من هاتين المقبرتين بأسد منمق بحجم فتحة القبر، إذ يشير الارتباط الرمزي للأسود بالقوة، وأن المدفونين هنا يجب أن يكونا ثريين وذوي مناصب رفيعة، ولكن هناك شيئا غريبا في حقيقة أن هاتين المقبرتين فقط هما اللتان تحملان هذا الشعار. وقاد هذا التميز علماء الآثار إلى التكهن بأن هناك عوامل أخرى تجعل هذه المقابر استثنائية بشكل خاص.
وساعد نقش في قاعدة هذه المقابر على كشف الغموض، إذ تدل الكتابة على أن الشخصين المدفونين هنا أتيا من ميناءين من اليمن. وتشير هذه التفاصيل إلى احتمال أن تكون مجموعة صغيرة من تجار الميناءين تعيش في دادان، وأن اثنين منهم كانا يرغبان في تحديد هويتهما من خلال تزيين قبورهما برمز مميز وفقا لتقاليدهما.
واختتم الموقع بقوله: «إذا كانت هذه هي نيتهما، فقد نجحا، لأنه بعد أكثر من ألفي عام، لا تزال مقابرهما تبرز وتشكل معلما استثنائيا بين الحشود».
