يحتفل الأسطورة المصرية محمد صلاح، اليوم الموافق 15 يونيو بعيد ميلاده الـ30، ولكن لماذا نحتفل بعيد ميلاد صلاح؟

في البدايات الأولى لصلاح لم يتخيل أكثر المتفائلين هذا القدر من النجاح للاعب مصري لا يملك شهرة أبناء أندية الكبار (الزمالك والأهلي) والتجربة خير دليل ، فقد أثبتت أن المحترفين المصريين في الخارج لم يكملوا مشوارهم، كما ينبغي أو كما كنا نتمنى، سواء هاني رمزي أو التوأم حسن أو ميدو، الذي مازال أقرانه يلعبون في الدوريات الأوربية بينما انتهت قصته بما حققه من الانضمام لأندية ذات شهرة كبيره ولكنه لم  يلعب في نهائي أوروبا سنتين على التوالي. 

بداية قاسية و125 جنيهًا راتبًا

من  قرية نجريج التابعة لمدينة بسيون في محافظة الغربية بدأ صلاح  مسيرته نحو نادي المقاولون العرب، ويحكي صلاح أنه كان يقضى 10 ساعات من يومه خارج من المنزل وربما يحتاج إلى أيام كاملة من أجل التدريب، لأن رحلته من قريته إلى القاهرة تحتاج إلى 3 ساعات ذهاباً ومثلمها إياباً، بالإضافة إلى وقت التدريب لكنه كان مؤمناً بحلمه وقدرته على هزيمة كل شئ للوصول إليه.

عن هذه الفترة قال صلاح: «كنت أحصل على راتب شهري قدره 125 جنيهًا من المقاولون العرب، وهذا لم يكن يغطي حتى أجرة المواصلات لمدة أسبوع، لذلك قام والدي، الذي كان يمتلك شركة لتجارة الياسمين بتغطية الباقي..أعلم أنه عندما نقول 9 ساعات للسفر يبدو هذا جنونيًا للبعض، لكنني فعلت ذلك لأنني أحببته، أردت أن أكون حيث أنا الآن، لذلك لم أشعر أن الأمر كان بهذه الصعوبة». 

التمرد على أندية القمة  

بعد تألق صلاح مع نادي المقاولون رفض كل عروض الأندية المصرية أراد الاحتراف فقط وإن كانت بعض الروايات تدعي أنه رفض من إدارة الزمالك لأنه لا يناسب طريقة لعب النادي الكبير.

وانتقل صلاح إلى نادي بازل السويسري، وهناك قدم عروضًا قوية في الملاعب الأوروبية ليلتقطه نادي تشيلسي اللندني ومن لا يحلم بالتدريب تحت قيادة البرتغالي (مو) جوزية مورينيو "اسبيشال وان".

كيف نجا من "فخ تشيلسى"؟

لم تكن فترة تشيلسي هي الأبرز لحلم صلاح،  فلم يكن يشارك بالقدار الكافي؛ ( مو) يعتبر صلاح يعاني صعوبات في التأقلم مع طريقته و خطته وأداءه لا يليق.

وعلى قدر الصدمة لنا كجمهور، تمنينا أن يترك صلاح تشيلسي وليجرب في مكان آخر، ليقرر صلاح بعدها لذا قرر الرحيل إلى فيورنتينا.

في الكالتشيو

في فيورنتينا الإيطالي كان صلاح آخر، عاقب صلاح مورينو شخصيا الذي كاد يقضي عليه ، تعملق صلاح فى إيطاليا وسريعا استهدفه عملاق إيطالي آخر و في  روما أصبح صلاح قيصر روما المتوج .. 
 

أهداف كثيرة في الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا جعلت صلاح نجما بارزا في روما، لكنه لم يكتف بهذا الطموح، أراد هزيمته؛  فهو نجم لامع في الدوري الإيطالي لكنه يريد نجم لامع في كل أنحاء العالم ويعرف أن الطريق لهذا يبدأ من الدوري الإنجليزي؛ لذا انتقل إلى ليفربول في2017.

أسطورة "الريدز"من الكالتشيو إلى البريمير ليج

عاد صلاح إلى انجليترا ولكن هذه المرة مع مع الريدز ومدرب بجودة الألماني يورجان كلوب. 

في ليفربول استطاع صلاح أن يسطر اسمه ضمن أساطير كرة القدم حول العالم، حيث أصبح هداف الدوري الإنجليزي (الأقوى في العالم) لثلاث مرات متتالية، وفاز معهم بالدوري بعد غياب 30 عاماً، بالإضافة إلى العديد من الجوائز الفريدة مثل أحسن لاعب في الدوري وأفضل لاعب في أفريقيا والوصول إلى أن يكون من أفضل 3 لاعبين على مستوى العالم.

صلاح مع منتخب مصر
كل هذا المجد الذي حققه صلاح في أوروبا لم يجعله ينسى بلاده الذي ظل حبها في قلبه يكبر كلما كبر هو وأصبح لاعب كبير حتى أصبح قائد المنتخب الوطني لكرة القدم.

وسجل محمد صلاح 45 هدفا مع منتخب مصر حتى الآن، حتى أنه تخطى كل أساطير الكرة المصرية في سباق الهداف التاريخي باستثناء المتصدر حسام حسن، أحد أبرز مهاجمي مصر والكرة الإفريقية على مر التاريخ.
حسام سجل 69 هدفا بقميص الفراعنة، ويتفوق على صلاح بفارق 24 هدفا، وهذا الحلم الذي يسعى إليه صلاح بعد الـ30 أن يصبح هداف مصر التاريخي.

صلاح الخير 
حب صلاح إلى وطنه وشعبه كبير جدا، وهذا ما جعله لا ينسى مصر وأهلها ويساعدهم بأعمال الخير، فحسبما نقلت صحيفة «تايمز» الشهيرة، فإن الفرعون المصري احتل مركزًا مرموقًا في قائمة «الأكثر عطاءً»، حيث تواجد في المركز الثامن؛ بناءً على الأعمال الخيرية ونسبة تبرعاته مقارنة بمقدار ثروته.

ويُعد محمد صلاح لاعب كرة القدم الوحيد في المراكز العشرة الأولى في تلك القائمة، حيث تبرع بمبلغ قدره 2.5 مليون جنيه إسترليني في العام الحالي في مجال الصحة، في حين أنه ينفق 6% من ثروته على الأعمال الخيرية.
وتبرع محمد صلاح في عام 2019 عندما تبرع بمبلغ قدره 2.4 مليون جنيه إسترليني للمعهد القومي للسرطان في القاهرة، بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء انفجار سيارة مفخخة.

صلاح لم يعد هذا اللاعب اللذي يمارس لعبة كرة القدم، فقد أصبح سفيرا لوطنه ولشعب يرى في صلاح حلم من ملايين أحلام المصريين. 

قد تشاهد صلاح مع ولي عرش إنجلترا و قد تشاهده في الصفوف الأولى  لاختيار الأفضل على مستوى العالم في كرة القدم وقد تشاهد صلاح يستقبله رئيس دولة و قد تسمع عن صلاح الذي تنتظره الجماهير الكورية بالحضور فقط إل بلادهم، ولكنه يبقى صلاح الذي يعود إلى نجريج، يمضي عطلته في شواطئ مصر، وتشاهد صلاح في صور مع أي عامل في شوارع بلادنا. 

هذا هو صلاح الذي نحبه .

صلاح الذى لم يطلب جنسية أي وطن غير وطنه  

صلاح الذى يحمل علم بلاده بفخر لا بتخاذل 

 صلاح لم يترك بلاده بل يحتمي ببني جلدته 

صلاح الذين ينتقدوه لم يكون لهم نصيرا و لا ظهيرا 

فقط صلاح في ضهر بلاده 

لهذا نحب صلاح 

كل سنه و انت طيب يا مو ..