تعتبر المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية، واحدة من المستهدفات التي تضمنتها رؤية هذا الوطن العظيم، وذلك من خلال تأسيس بيئة محفزة، تستطيع من خلالها المنشآت الصغيرة والمتوسطة تحقيق أهداف رؤية 2030، وأتحدث هنا عن زيادة نسبة مساهمتها في الناتج المحلي.
من المؤكد أن التمويل وطريقة اختياره وأسلوب استثماره أبرز الخطوات الأساسية في مسيرة كل رائد أعمال، وفي المملكة تتعدد ولله الحمد الخيارات التي يمكن لرواد الأعمال من خلالها الحصول على التمويل اللازم للانطلاق في مشاريعهم الريادية، مع أهمية مراعاة العديد من الجوانب التوعوية وزيادة الثقافة التمويلية قبل التقدم للحصول على التمويل المستهدف.
ومن خلال متابعتي لما تقوم به الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، من توعية ومشورة لرواد الأعمال في المملكة، تتضح أهمية هذه الخطوة، إذ أن رائد الأعمال دائما ما يكون متحفزا للاستثمار والبدء في نشاطه التجاري والاستثماري، إلا أنه في الوقت ذاته يحتاج إلى مشورة وتوعية قد تساعده في خفض تكاليفه التشغيلية، أو اختيار الطريق الأنسب للنجاح والإبداع والتميز.
أمام أي رائد أعمال يبحث عن التمويل عدة خيارات، تتراوح بين نوع التمويل (إقراضي أو استثماري) وفي كل نوع منها عدة جهات تمويلية مختلفة (البنوك، شركات التمويل، شركات التأجير التمويلي، منصات التمويل الجماعي)، لذلك من المهم حسن اختيار جهة التمويل، بما يتناسب مع احتياجاتك كرائد أعمال تبحث عن النجاح، والوقوف على أرض صلبة.
التمويل الإقراضي له تكلفة وهي سعر الفائدة، لكنه يمنح صاحب المنشأة التحكم الكامل في منشأته، في حين أن التمويل الاستثماري يترتب عليه دخول شركاء لهم دور في اتخاذ القرارات في المنشأة بحسب نسبة مشاركتهم، ولكل نوع مزايا تختلف عن الآخر، إلا أن رائد الأعمال هو المعني باتخاذ القرار واختيار نوع التمويل المناسب.
بلغة بسيطة، إلى رواد الأعمال: إن كنت تشعر بأن منشأتك التي تطمح في تأسيسها لا تتحمل دخول شركاء قد يؤثرون عليك في تحقيق طموحاتك من حيث نوع الاستثمار أو طريقة التشغيل وغير ذلك، فعليك الاتجاه إلى خيار التمويل الإقراضي، مع الأخذ بعين الاعتبار الالتزامات المترتبة على هذا النوع، والثقة في أنك قادر بإذن الله على تحقيق أهدافك وطموحاتك.
وإن كنت عزيزي رائد الأعمال، تشعر بأن وجود الشركاء لك في منشأتك خطوة تساعدك على النجاح، فالاتجاه لخيار التمويل الاستثماري هو الأنسب لك... فكل ما عليك هو أن تختار (التمويل الصح)، وتبدأ رحلة جديدة في حياتك المهنية والاستثمارية، معتمدا على ثقتك في نفسك وإدراكك لأهمية دورك.
