يوم كئيب مرت به مدينة المنصورة وأثار الجدل بين المصريين، بعد أن أقدم شاب على ذبح طالبة المنصورة الفتاة الوديعة "نيرة أشرف"، لتصبح الواقعة مثار حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي تنوعت بين التعاطف والحزن وتعليقات أخرى مسيئة أطلقها بعض عشاق الكتابة المسيئة من خلف الشاشات في محاولة منهم لإدانة الضحية ومنح القاتل أسبابا لجريمته.

حديث بائس عن ملابسها ونبش عن صورها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، آراء غير محترمة ولا تراعي حرمة الموت وسوء الحادث ومصاب الأهل الجسيم، فبدلًا من توجيه اللوم إلى القاتل، حاول البعض توجيه الاتهامات إلى المجني عليها، لتتوالى التعليقات المعترضة على محاولات النيل من المجني عليها: “كفاكم عبثا وكفوا ألسنتكم عن فتاة المنصورة يرحمها ويرحمكم الله”.

بينما يدعو البعض فى أذكارهم  الصباح والمساء والخروج من المنزل، يتجه البعض الآخر لما يسمى بـ"دعاء ركوب الترند" لابد للجميع أن يدلي برأيه فى القضية أو الواقعة التى تسيطر على السوشيال ميديا حتى إذا لم يعرف عنها ولو حتى القليل من المعلومات، المهم لديه أن يركب الترند حتى ولو على حساب مشاعر غيره.

لن تكون تلك الجريمة الأولى أو الأخيرة بتلك الفظاعة من مثيل تلك الحوادث، لكن يبدو أن التطرف المجتمعي بدأ يطغى على كل حدود، هؤلاء يقتلون القتيلة مرتين، مرة بعد استباحة ما جرى، وأخرى بعد التفتيش خلف صورها وعائلتها وديانتها وكأنهم أمسكوا بالدليل الخفي للقضية.

"هو قتلها آه بس يمكن.."،  «إنتوا مش شايفين لبسها وشعرها»، «هي أكيد مش محترمة»، «ماهو لو أهلها ربّوها ماكنش حصل فيها كده»، «أكيد هي بعيدة عن ربنا»، «لبس البنات اليومين دول يخليهم يحصل فيهم أكتر من كده»، «أكيد فيه حاجة غلط بينها وبين الولد» ، «ممكن يبقى الشاب تعبان نفسياً أو بيمر بحالة اكتئاب»، «مش كان اغتصبها أحسن»، «دي رسالة تحذير لكل بنت بتلبس ضيّق وبتقلع الحجاب».. تلك هي العينات التى تضج بها منصات التواصل الاجتماعي حاليا وكأنها تغرس سيفا في قلب أسرتها.

“من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”.. كلمة رواها أحد الأناجيل عن المسيح (عليه السلام)، في قصة امرأة متهمة بالفاحشة، وأرادوا رجمها، وأرادوا أن يحرجوا المسيح بأن يشارك هو في رجمها، أو أن يقف موقف المعترض على شريعة موسى (عليه السلام). فقال لهم تلك العبارة، لما رآهم يتعاملون معها بقسوة المتعالي وبغلظة المتكبر. فلما قالها لهم، رجعوا، فلم يرجمها أحد، لأنهم قالوا لأنفسهم: من منا بلا خطيئة؟! من منا الذي لا ينعم إلا بستر الله عليه؟! ارحموها يرحمكم الله.