«وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم».. صدق الله العظيم»، هكذا كان المشهد داخل مقر حزب حماة الوطن بالإسكندرية، مساء أمس الاثنين، بعد ما أجريت أمانة المجالس النيابية والمحلية برئاسة اللواء إبراهيم مبارك، بالتعاون مع أمانة المصالحة وفض المنازعات، برئاسة طاهر السمالوسي، جلسة الصلح النهائية بين عائلة محمود قاسم الذى يطلق شهيد شهامة الإسكندرية كريم إبراهيم لاعب الملاكمة الذي لقي مصرعه على يد أحد الأشخاص بسبب معاكسة ابن شقيقته بمنطقة كرموز، وبين عائله القاتل أحمد عاشور، وهي عائلة عبده عاشور.

كواليس المصالحة 

وكشف اللواء إبراهيم مبارك، أمين أمانه المجالس النيابية والمحلية، عن كواليس المصالحة والمصافحة بعد عامين بسبب واقعة القتل، مؤكدًا أن عائلة شهيد شهامة الإسكندرية، تصالحت لوجه الله ولله، وعند التفاوض مع العائلة ووالدتهم رفضوا أن يدفع لهم أي أموال وتنازلوا أيضا علي ان يقدم اهل القاتل الكفن، خاصة بعد أن ماحكم علي الجاني بالقانون وتم معاقبة القاتل والحكم عليه، موجهاً الشكر إلى عائلة شهيد الشهامة والمجني عليه، حيث تدل مصافحتهم إلى أن أهل كريم هم أهل خير وأصول.

الصلح حقنا للدماء

وأضاف مبارك، في بيان، أن عائلة الجاني عبده عاشور، اهل القاتل كانوا على قدر كبير من الصبر وتحملوا الكثير وكانوا مستعدين لتقديم كل ما يطلب منهم من أجل الصفح والعفو عن سفك الدماء الذي حدث من أحد أبناء عائلتهم، مؤكدا أن السعي للصلح جاء حقنا للدماء وسفكها وحفاظاً علي الأجيال المقبلة.

وأكد أن الأمانة تدخلت في هذه القضية وذلك بهدف الصلح وحقن الدماء، حيث تم عقد مشاورات ومحاولة تقريب وجهات النظر، والتأكيد على ضرورة حقن الدماء بين المصريين وحرمتها من الله عزل وجل، والحفاظ على دولة القانون، لافتاً إلى أن الحزب تدخل في تلك القضية بهدف الصلح والإصلاح بين الطرفين حقنا للدماء.

وأوضح طاهر السمالوسي، أمين أمانة المصالحة وفض المنازعات، أن هناك مساعي بذلت لأجل إتمام هذا الصلح سواء على المستوى الشعبي والسياسي والأمني، من أجل حقن مزيد من الدماء خاصة وأن الشهيد كريم كان مشهود له بحسن الخلق والتفوق الرياضي، ولا تزال عائلته حزينة عليه، ولكنهم ارتضوا بحكم الله وقدره واستجابوا لدعوة المصالحة التي قدرنا الله أن نقوم بها وننهي تلك القضية.

وقام وفد شعبي وسياسي من حزب حماة وطن بإحضار والده كريم، من منزلها وسط حشد من أهالي المنطقة، لتقوم بفتح محلات عائلة عبده عاشور التي أغلقت منذ الواقعة وبعد الحكم على القاتل، بعد أن أجريت وقائع الصلح بين العائلتين.

جلسة 4 ساعات للمصالحة 

وجاءت جلسة صلح نهائية بعد جلسة عرفية بين عائلتين استمرت لأكثر من 4 ساعات، لإنهاء خلاف دام لمدة 24 شهرا في المشاجرة التي راح ضحيتها شاب، وانتهت إلى تصالح الطرفين بموجب محضر عرفي.

وقال محمد مجاهد، أمين عام محافظة الإسكندرية، إن هذه المصالحة تأتي إيمانا بالدور المجتمعي الذي يقوم به الحزب والمسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتقه في الإصلاح بين أهالينا في الإسكندرية، وحفاظاً على الأجيال المقبلة من العيش في خوف وترقب وعدم أمان بسبب القتل الذي حدث بين العائلتين، وتوفير حياة آمنة للأطفال الصغار ومستقبل آمن للجميع.