عاشت عدد من الجماعات بإقليم تارودانت، أمس الثلاثاء 21 يونيو الجاري، على وقع ما وُصف بـ”المعاناة والأسى” إثر سيول جارفة وأمطار رعدية، تسببت في مصرع شخص ونقل آخر إلى المستشفى، وجرّت خلفها الكثير من الخسائر، وعزلت دواوير عن محيطها الخارجي.
وبحسب مصادر من داخل تارودانت، فإن الأمطار الطوفانية التي عايشتها الساكنة بخوف وترقب، تسببت في جريان عدد من الأودية، من بينها وادي يقع بين دواري إغيل نونا وأكجكال بجماعة والقاضي، الذي أودى بحياة شخص في مُقتبل العُمر، ينحدر من جماعة امينتيارت، فيما نقل شخص آخر صوب المستشفى.
وتعود التفاصيل إلى سيارة كانت تقل شخصين، داهمتها مياه السيول الجارفة، لتنقلب رأسا على عقب وسط المجرى، ولم يتمكن السائق الذي ينحدر من دوار أورياك جماعة إمين تيارت اداونظيف من مغادرتها، فتوفي غرقا في مكان الحادث، في ما تم نقل مرافقه نحو مستشفى المختار السوسي، لتلقي الإسعافات اللازمة.
أما بالنسبة للخسائر المادية، فإن الأمطار الرعدية والسيول، تسببت في جُملة من الخسائر لكل من السكان والفلاحين وزرعت الرعب في صفوف الساكنة، خاصة وأن المنطقة لم تشهد لها مثيلا منذ سنوات، الشيء الذي ساهم في استنفار جميع السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية، بالرغم من وجودها لصعوبات للوصول إلى المناطق المُتضررة، لوعورة التضاريس وصعوبة المسالك الطرقية.
وفي السياق نفسه، نبّه عدد من الفاعلون بالمُجتمع المدني، المنتمين إلى تارودانت، الساكنة بأهمية الابتعاد عن مجاري الأودية، وعدم المغامرة بقطعها خاصة، وأن فصل الصيف يعرف هطول أمطار عاصفية ورعدية، تتسبب في حدوث فيضانات؛ مُستنكرين في الوقت نفسه عدم اتخاذ الحكومة لأي إجراءات وقائية قبلية قد تحمي الساكنة من أي تقلبات جوية عاصفة.
وأضاف الفاعلون ممّن يُساهمون في الرفع من وعي الساكنة بمخاطر الأمطار العاصفية والرعدية، أنه “يتوجب على الحكومة الراهنة التي يترأسها عزيز أخنوش، التفكير في مخطط أو استراتيجية للنهوض بوضع تارودانت، والدواوير المُجاورة لها خاصة، التي باتت الآن تعيش في عزلة عن محيطها الخارجي، وكذا السعي إلى إقرار خطة وطنية لتدبير المخاطر، من أجل تفادي حدوث كوارث أخرى مُستقبلا”.
وتجدر الإشارة، أن مديرية الأرصاد الجوية قد حذرت صباح اليوم في نشرة برتقالية، من عواصف ورعد وأمطار قوية في العديد من المناطق ودعت إلى توخي الحيطة والحذر. وخصت بالذكر الأقاليم الآتية: تارودانت والحوز وشيشاوة وأزيلال وورزازات وتنغير وميدلت وبني ملال وخنيفرة وبولمان وإفران والرشيدية وفكيك وجرسيف.