أكد «القوات» اللبنانية أهمية انتخابات الرئاسة، التي طالب بإجرائها في بداية المهلة الدستورية، بعد أن خسر ميشال عون فرصة إنقاذ البلاد، بينما أوضحت «الجبهة السيادية»، أن معارضتها كانت وستبقى مدنية سلمية، سلاحها الموقف والكلمة، مشيرة إلى أنهم بمواجهة أخطبوط إرهابي لا يفقه إلا القتل والتضييق والإلغاء، وتساءلت في الوقت ذاته عن مصير شكوى أهالي عين الرمانة ضد زعيم ميليشيا «حزب الله».
وقالت الجبهة في بيان أمس الجمعة: إن المعارضة في وجه ميليشيا حزب الله تأخذ طابعا عنيفا، ومما لا شك فيه أن اغتيال المفكر والمعارض لقمان سليم، كان من أبشع صور قمع الحرية عبر التصفية الجسدية، والأخطر أن ملف التحقيق حتى اللحظة لم يصل إلى أي نتائج، وأسرته تنتظر إشارات حول خلفيات مقتل ابنها، الذي كان سلاحه الوحيد القلم والفكر والكتاب والموقف.
مدنية وسلمية
ولفتت الجبهة السيادية إلى أن الجميع بات في دائرة الخطر، وكلنا أصبحنا عرضة للتهديد، في حين أن معارضتنا كانت وستبقى معارضة مدنية سلمية سلاحها الموقف والكلمة، وأضافت: لكن من الواضح أننا نواجه أخطبوطا إرهابيا لا يفقه إلا لغة القتل والتصفيات والتضييق والإلغاء.
وقال البيان: شهدنا عشرات الاعتداءات على المتظاهرين خلال تعبيرهم عن رأيهم بوسائل وطرق سلمية وحضارية، وأردف: في حين يفلت المرتكبون من العقاب يصار إلى استدعاء العشرات أمام المفارز والمخافر والمحكمة العسكرية لاستجوابهم بتهم جنائية تتعلق بالقدح والذم وكأن جرم القدح والذم بات أخطر من الذين فجروا بيروت أو من أرتال المسلحين، الذين قاموا بغزوة عين الرمانة.
وتساءلت الجبهة السيادية من أجل لبنان: أين أصبحت شكوى أهالي عين الرمانة ضد زعيم «حزب الله» حسن نصرالله؟ مشددة: إن السياسي مهما علا شأنه الذي لا يتحمل الرأي الآخر ولو كان معارضا له لا يستحق أن يبقى لحظة على كرسيه، مؤكدة: ما من أحد اعتدى على صحافي في لبنان أو صاحب رأي إلا وخسر.. والرابح دائما الحرية.
لقاء معراب
وفي سياق آخر، وبلقاء في معراب مع وفد من بلدة رميش، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن «القوات» يسعى إلى تقصير فترة المعاناة التي يعيشها اللبنانيون، وشدد على «أهمية انتخابات رئاسة الجمهورية التي يطالب بإجرائها في بداية المهلة الدستورية، بعد أن خسر رئيس الجمهورية ميشال عون الفرصة الجدية، التي منحت إليه لإنقاذ البلد».
ولفت جعجع إلى «أنه أمام الاستحقاق الرئاسي نعمل جاهدين لتوصل المعارضة إلى دعم «اسم واحد»، لا سيما أن لا قدرة أو جرأة لأي أحد على تعطيل هذا الاستحقاق أو تأخير حصوله، باعتبار أنه باب الخلاص الأول المتاح أمام اللبنانيين».
وقال: «إن اللبنانيين يواجهون اليوم صعوبات كثيرة، ولكنها ستزول في النهاية، لذا علينا أن ننجح في مواجهتها لنبقى ونسلك بعدها سكة الخلاص».
النواب الجدد
وعن التواصل مع النواب الجدد، أوضح جعجع «أنه منذ اللحظة الأولى تواصلت القوات مع النواب الجدد، رغم أنه كان من المفترض أن يحصل العكس، باعتبار أننا الكتلة البرلمانية المعارضة الأكبر في المجلس، وأبدينا تعاونا معهم، وأننا سندعم من يتفقون عليه في انتخاب نيابة الرئاسة وهيئة مكتب المجلس والمفوضين»، بيد أنه استدرك قائلا: «إلا أننا لم نحصل على أي جواب منهم». كانت الأمانة العامة لمجلس النواب قد أعلنت في بيان أمس الجمعة، أنه بالإشارة إلى البيان الصادر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بتكليف نجيب ميقاتي بتأليف الحكومة، سيجري ميقاتي استشارات التأليف، بداية من يوم الإثنين المقبل.
وتستكمل الاستشارات في اليوم التالي (الثلاثاء)، وفق برنامج حددته الأمانة العامة لمجلس النواب.
وأجرى عون أمس الأول الخميس، استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف، وكلف الرئيس نجيب ميقاتي بتأليف حكومة جديدة بناء على حصوله على 54 صوتا من أصوات النواب.
