جاءت الجلسة الأولى من الملتقى الدولي “جابر عصفور.. الإنجاز والتنوير”، والذي يقام بالتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسة سلطان العويس، وقدمها الدكتور عبد العزيز السبيل من المملكة العربية السعودية، ويشارك فيها  النقاد والأكاديميين وهم  محمد بدوي، أحمد درويش، زهور كرام.

قال عبد العزيز السبيل: إن جابر عصفور عاش رحلة التنوير، وأنوار العقل، كان يحتفظ، سيبقى رمز تنويريا خالد في تاريخ الثقافة العربية، عن جابر عصفور أستاذا وناقدا.

من جانبه يقول الناقد والأكاديمي محمد بدوي سأتحدث عن علاقة عصفور بالشعر، كان جابر عصفور مؤهلا بأن يكون ناقدا متميزا في الشعر، وأكثر نقده أضاءه هو نقده للشعر، بالرغم من آثاره كتاب زمن الرواية، ونقاد الشعر يتناقصون في العالم العربي لا لأن الشعر تناقص فيما بيننا، ولكن لأسباب كثيرة منها الضعف العام داخل الأكاديميات العربية، ونقد الشعر المجيد يجب أن يمتلك تصورا دراماتيكا، بالإضافة إلى الحساسية، الشعر الآن يفقد نقادة.

كان جابر عصفور يعرف عن نقد الشعر كثير، خاصة عندما كان نقد الشعر يتصدر المشهد، في الخمسينات والستينات ربي جابر عصفور على حركة الشعر الحديث، وقد واكب الشعر النهوض العربي الذي واكب ثورة 52.

ويضيف: تربى على جناحي نقديين  هما مدرسة النقد الجديد، والجناح الثاني ما كان ينشر من ترجمات مع جورج لوكاش ، هذان الجناحان  التقيا  عند جابر عصفور العارف بالتراث والملم به.

كانت الحداثة هي  القضية الأساسية الشاغل في فكر جابر عصفور، وكانت الحداثة تعني له الحركة للأمام، بالإنجازات الكبيرة عند  جابر عصفور كانت في نقده لشعر صلاح عبد الصبور وأمل دنقل ونقيضها أدونيس.

من جانبه يقول دكتور أحمد درويش" نحن جميعا نلتقي نلتقي لنكرم مسيرة جابر عصفور الثقافية ومشواره الخلاق الذي شغل الثقافة العربية، ويستحق أن يكون مشروعة في الثقافة هو المشروع القومي، وأنشأ المركز القومي للترجمة، وذلك هذا المحفل الذي يمثل 15 دولة عربية إلى جانب هيئتين ثقافيتن  كبيريتين مؤسسة العويس والمجلس الأعلى للثقافة، لتكريم شخصية بارزة.

ويتابع أحمد درويش أن السمات الرئيسية أن جابر عصفور رجلا من عامة الناس، ينتمي إلى أبناء الفقراء من خارج العاصمة، كنا قادمون لنواجه الحياة في القاهرة، من المحلة الكبرى يفد هذا الطموح، بالبعد الذي يملكه إنسانيا  يستطيع خلال رحلته التي وصلت لخمسة عقود ليبرز الكثير لم يستسلم لما هو كائن، ولكن دائما كان طموحا لما ينبغي يجب أن يكون، وذلك بالبحث عن موضوعات جديدة ومغايرة.

كان يمارس هذا التمرد عندما تولى المجلس الأعلى للفنون والآداب، والحيرة التي كان يواجهها أمام الملفات والأشياء الروتينية، وكانت لديه الرغبة في أن يدفع هذه الأمور دفعا مختلفا وجديدا، ليحول المجلس إلى حدث تثقيفي.

وتابع "شرفت أنني قدمت له الكتاب الأول للترجمة، وصاحبت مسيرته هذه الفترة وهي مسيرة المتمرد الدائم، فهو كان في ظما دائما للإشعاع الثقافي ، في القاهرة في عصر إدارته ملتقى عظيما لكل المثقفين العرب.

ومن جانبها قالت الكاتبة الروائية والناقدة المغربية زهور كرام "إن المشروع النقدي لدكتور جابر عصفور يضعنا في تحدي كبير، كيف لمشروع النقدي  لجابر عصفور، أن يضعنا في اللحظة الراهنة، كيف يمكن لمشروعه النقدي يظل حيا عبر عملية التأويلات المفتوحة.

وتابعت كرام: اليوم نعيش مع الثورة الرقمية ،  اللحظة التي تم تأسيسها في مشروع جابر عصفور  كانت هناك تؤسس لكثير من المفاهيم  موازية  

واختتم قائلا: “مفاهيم مختلفة الآن  منها الفردية، هناك مفهوم ما بعد الحداثة، وثمة زمن ثقافي مختلف عبر ثورات ثقافية، كيف يمكن استراتيجية منهجية لمشروع جابر عصفور في الراهن”.