أكد موقع «سكوب إمباير» العالمي أن المملكة تطبق تقنيات جديدة ترقبا لحج 2022، من أجل تسهيل أداء هذه الطقوس الإسلامية التي تتسنى لبعض الأشخاص مرة واحدة في العمر، وبالتالي تسعى السعودية لبذل قصارى جهدها للترحيب بضيوف الرحمن.
وقال الموقع في الموضوع الذي ترجمت صحيفة (اليوم) أبرز ما جاء فيه: «الحج طقس ديني وأحد أركان الإسلام الخمسة، حيث يقوم الحجاج القادرون ماديا وجسديا بأداء الحج مرة واحدة في حياتهم، وتقدم لهم المملكة العديد من التسهيلات لأداء تلك الفريضة».
وأضاف: «منذ أن بدأت جائحة كوفيد 19، أصبحت الأحداث التي تشمل التجمعات الضخمة من الناس مشكلة بسبب ارتفاع معدل انتقال الفيروس، بالتالي قامت المملكة باتخاذ تدابير احترازية لحماية جميع الحجاج في هذه الأوقات الصعبة، عبر الاعتماد على التقنيات والاختبارات الطبية المبتكرة».
ولفت الموقع إلى أن الحج تأثر أيضا بالجائحة بشكل كبير، فعادة ما كان مليونا شخص يزورون أقدس المواقع في المملكة كل عام، ولكن في عام 2020 لم يُسمح بدخول سوى 1000 شخص، وكانت الطقوس مقصورة على السكان المحليين الذين اضطروا إلى المرور بصرامة بسبب تدابير السلامة.
وفي عام 2021، تم تنفيذ تدابير سلامة أكثر صرامة مثل حصر الحجاج الزائرين على أولئك الذين تلقوا لقاح كوفيد 19، ونفذت المملكة أيضا تطبيقات وروبوتات لمساعدة الناس أثناء الحج، وبالتالي قبول المزيد من الناس، ومع ذلك لم تكن ترحب بالعديد كما فعلت قبل الوباء.
ورغم ذلك فقد تحسنت الأمور بشكل كبير منذ ذلك الحين، حيث أعلنت المملكة أنها ستستقبل مليون حاج إلى أقدس الأماكن في الإسلام هذا العام، بفضل نجاح التقنيات التي استخدمتها العام الماضي، وإضافة تقنيات أخرى جديدة إليها، ما يجعل حج 2022 الأكثر تقنية حتى الآن.
واستطرد الموقع: «المملكة جاهزة تماما لاستقبال الحجاج من جميع أنحاء العالم، ليس فقط من خلال إضافة موظفين أكفاء من الذكور والإناث لمساعدة الحجاج القادمين إلى المملكة؛ ولكن من خلال تطبيق تقنيات لمساعدة هؤلاء الحجاج أثناء قيامهم بأداء أركان الفريضة كذلك».
ونقل الموقع عن الدكتور عبدالفتاح مشاط، نائب وزير الحج السعودي، قوله إن هناك عدة تقنيات تم تطويرها لحج هذا العام.
وأوضح أن الوزارة طورت تقنية جديدة تسمى «مطوف» يمكن من خلالها لمواطني هذه الدول التقدم للمشاركة في قرعة اختيار الحج، وهي مخصصة للحجاج الذين يعيشون في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، لمساعدتهم في الحصول على «الموافقات دون الحاجة إلى وسطاء، وهو الأمر الذي أدى إلى خفض الأسعار بأكثر من 30٪».
أيضا، من أهم أجزاء الحج الوقوف على جبل عرفات، وفي هذا العام سيتمكن الحجاج الذين لا يتحدثون العربية من فهم خطبة الحج، حيث ستتم ترجمتها إلى 10 لغات مختلفة، منها الإنجليزية والفارسية والتركية عبر تطبيق «عرفات» المتوفر على نظامي أندرويد وآي أو إس.
كما ستقدم الوزارة 2000 سيارة إلكترونية جديدة لتوفير تنقل إضافي للحجاج المعوقين، الذين يرغبون في التنقل في جميع أنحاء المسجد الحرام في مكة المكرمة.
وستعود روبوتات المسجد الحرام بالعام الماضي، للعمل مجددا هذا العام، ولديها شاشات تعمل باللمس مقاس 21 بوصة، بهدف إرشاد الحجاج في المسجد، بالإضافة إلى الإجابة عن أي أسئلة قد تكون لديهم حول الطقوس وكيفية أدائها.
ومن الروبوتات الأخرى التي تعود بقوة هي الروبوتات ذات العجلات الأربع التي تتحرك حول المسجد الحرام والأماكن المقدسة الأخرى أثناء الحج، وتقدم ماء زمزم. وتهدف المملكة إلى توزيع حوالي 3 ملايين زجاجة يوميا في المسجد الحرام بمكة المكرمة، ومليون زجاجة في الأماكن المقدسة الأخرى.
وبينما يستمر الحج ثلاثة أيام، يميل العديد من الحجاج إلى البقاء للصلاة في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يعد المسجد النبوي الوجهة الرئيسية في المدينة المنورة. وتحسبا لذلك، قامت المملكة بتركيب أكثر من 250 مظلة كهربائية في باحات المسجد النبوي للتخفيف من حرارة المصلين هناك. وتعمل هذه المظلات جنبا إلى جنب مع مكيفات الهواء والمراوح والرشاشات لرش قطرات الماء على المصلين لمكافحة الحرارة العالية، كما تم تركيب بلاط رخامي بارد ومتطور للحفاظ على درجات الحرارة منخفضة، وجعل الوقوف عليها مريحا أثناء الصلاة.
«سيتمكن الحجاج الذين لا يتحدثون العربية من فهم خطبة الحج التي ستتم ترجمتها إلى 10 لغات مختلفة منها الإنجليزية والفارسية والتركية بفضل تطبيق عرفات»
«المملكة جاهزة تماما لاستقبال الحجاج من جميع أنحاء العالم، ليس فقط من خلال إضافة موظفين أكفاء؛ ولكن من خلال تطبيق تقنيات للمساعدة في أداء أركان الفريضة كذلك»
