برزت الفارسة نورة عبدالله في ركوب الخيل والتقاط الأوتاد في المنطقة الشرقية كأول سيدة تمارس هذه الرياضة، كما دعمت فتيات المنطقة من حيث تعليمهن، و«الميدان» بدوره أجرى حوارا معها؛ لمعرفة قصتها مع هذه الرياضة.
- بداية حدِّثينا عنكِ؟
اسمي نورة عبدالله، فارسة ومدربة رماية على ظهر الخيل، والتقاط أوتاد، هاوية للخيل العربية وجميع المهارات من على ظهرها.
- كيف كانت بدايتكِ مع رياضة ركوب الخيل؟
بداياتي في ركوب الخيل انطلقت من شاطئ العزيزية في مدينة الخبر، فقد كان لا يلفت نظري هناك شيء سوى الخيل منذ أن كنتُ في المرحلة الابتدائية، وبعدها انضممت إلى أندية خاصة لتعليم ركوب الخيل في المرحلة المتوسطة، وامتلكت أول خيل عربي لي في المرحلة الثانوية، ولكن التعليم الفعلي والتأسيس الصحيح كان بعد تخرجي من المرحلة الجامعية وذلك تحت تدريب وإشراف المدرب الدولي والحكم مرضي الدوسري، إلى أن أصبحت، بحمد الله وفضله، مالكة خيل ومدربة فروسية ورماية على ظهر الخيل والتقاط أوتاد.
- هل تمارسين رياضة أخرى؟
كنتُ مهتمة بالنشاطات البدنية منذ فترة طويلة، حيث إنها شكلت جزءًا أساسيًّا من حياتي اليومية وتحديدًا تمارين المقاومة بمختلف أشكالها، وأمتلك شهادات عالمية للتدريب في هذا المجال.
- ماذا عن تقبُّل المجتمع لفكرة ممارستكِ للخيل والرماية؟
الحمد لله، مع التطور الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية على جميع الأصعدة في عهد الملك سلمان -يحفظه الله- ودعم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، للمرأة، فقد تقبَّلها المجتمع بكل فخر وتشجيع وحماس، فقد لاحظتُ التفاعل الكبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن الرياضة تعتبر حديثة وجديدة من نوعها على المجتمع الخليجي والعربي بشكل عام، وحرصت على أن أظهر الفروسية والمهارات بشكل يُشعِر المشاهد بالرغبة في تجربة ما أفعله.
- ما رأيكِ بمستوى السيدات في رياضة الخيل؟
رائع جدا تحديدًا في عالمنا العربي الذي يحتضن أشجع الفارسات وأقواهن قلبا، وهذا ما تتطلبه الفروسية بشكل أساسي.
- كيف تمكنتِ من الدمج بين رياضة الرمي والخيل؟
الرماية على ظهر الخيل تتطلب شيئين مهمين وهما إتقان الفروسية وإتقان الرماية الأرضية، ومن ثم دمج المهارتين معًا بشكل تدريجي، وهذه المهارات وغيرها تتطلب الصبر والممارسة المستمرة لرفع المستوى بشكل سريع، والرماية على ظهر الخيل لا تقتصر على تدريب الفارس فقط، بل تدريب الخيل المراد الرماية من فوقه والعمل على اعتياده بالالتزام بالمسار الخاص بالرماية وعدم الخوف من صوت انطلاقة السهم، وكذلك ضبط سرعته على المسار.
- مَن الداعم الأول لكِ؟
والدايّ -يحفظهما الله- هما الداعم الأول لي في مسيرة الفروسية والمهارات الأخرى، فقد كان والدي هو مَن أتاح لي فرصة ركوب الخيل لأول مرة، ووالدتي هي من احتضنت هذا الشغف وعززته في داخلي، وكذلك لا أنسى الفضل لصاحبتي وداعمتي في جميع أمور حياتي وصديقة الطفولة «نوف».
- ماذا عن مشاركاتكِ المحلية أو الخارجية؟
قمت -بحمد الله- هذا العام بتقديم عرض رماية على الخيل والتقاط أوتاد في بطولة المملكة لجمال الخيل العربية (كحيلة) في مدينة الرياض، بحضور كل من صاحب السمو الأمير بندر بن خالد الفيصل، وصاحب السمو الأمير عبدالله بن فهد. وأنا اليوم أجهِّز نفسي لتكون لي مشاركات في بطولات عالمية ومحلية قريبًا «بإذن الله» في كلا المجالين، وتحقيق نتائج مشرّفة فيها. فالرياضة تمت زراعة بذرتها منذ فترة قريبة بين فئة السيدات تحديدًا.
- هل تمكنتِ من تدريب فتيات؟
نعم أدرِّب السيدات المبتدئات على الفروسية وبعدها يتم تدريبهن على المهارات الأخرى، وأدرّب السيدات المتمكنات على الرماية من ظهر الخيل والتقاط الأوتاد. والإقبال كبير جدا والحمد لله على الرياضتين ومن مختلف الجنسيات.
-هل أنتِ مشجعة لأي نادٍ معيّن؟
لستُ مشجعة لنادٍ معين أو فريق محدد، ولكني أدعم وأشجع أي شخص طموح يرغب في تطوير ذاته في أي مجال.
- هل هنالك مخططات مستقبلية فيما يتعلق بركوب الخيل والرماية؟ المستقبل سوف يكون كبيرا جدًا، إن شاء الله، في مجال الرماية على ظهر الخيل والتقاط الأوتاد، خصوصًا لفئة السيدات، حيث إن الرياضة تعتبر في بداياتها في العالم العربي وتحديدًا منطقة الخليج، وأتمنى إنشاء أكاديمية تعليمية لجميع مهارات الفروسية والرماية على ظهر الخيل في المنطقة الشرقية لاحتضان مواهب الفارسات والفرسان وحتى يتسنى لنا المشاركة في البطولات المحلية والدولية وتحقيق أعلى المراكز «بإذن الله».
