تقدم جمعية المودة خدمة التهيئة والتدرج النفسي لأطفال الأسر المنفصلة ممن هم بحاجة إلى هذه الخدمة، حيث تم ملاحظة أنه أثناء تنفيذ أحكام الرؤية والزيارة عدد من الأطفال يرفضون الذهاب مع أحد الوالدين ويكون عادة الطرف الطالب التنفيذ، ومن الممكن أن يكون انقضت فترة منذ أن رأى الطفل أحد الوالدين.

وأشار نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ زهير مرحومي إلى أن انفصال الزوجين قد يسبب تأثيرا نفسيا سلبيا عند بعض الأبناء، وقد يتطور الأمر ليصبح رفضاً لرؤية الوالد طالب الزيارة.

أوضح مرحومي أن الجمعية تقدم خدمة التهيئة منذ عام 2017م لتخفيف أثر تنفيذ أحكام الرؤية والزيارة على أطفال الأسر المنفصلة في بيئة بديلة آمنة لهم ولأسرهم. وقد قامت جمعية المودة بتقدم خدمة التهيئة والتدرج إلى 11.728 طفلا وتم تقديم 19.276 ألف جلسة تهيئة وتدرج لـ8.286 طفلا.

وأشار مرحومي إلى أن الجمعية تسعى لتلبية احتياجات الطفل لينشأ تنشئة سليمة تمكنه من عيش حياة آمنة كطفل لنمو سليم ومستقبل مستقر ومزدهر ليصبح فردا واعيا بمسؤوليته تجاه أسرته والمجتمع.

ومن منطلق حرص الجمعية على توفير بيئة آمنة لينشأ طفل مستقر نفسياً واجتماعياً والحفاظ على سلامته قامت الجمعية بتقديم خدمة التهيئة والتدرج النفسي للأطفال الرافضين تقبل الوالد الطالب للزيارة.

وتتضمن الخدمة عدة خطوات أساسية وفقاً لنوع الزيارة الممنوحة لأحد الأبوين حسب حكم التنفيذ، فيتم في الجلسة الأولى بناء علاقة ثقة بين الطفل وأخصائي التهيئة ودراسة الحالة، كما يتم عقد جلسة مع الأبوين على حدى ويتم وضع الخطة العلاجية والأهداف والأنشطة لكل جلسة علاجية وفق احتياج الطفل، مع وضع التوصيات بعد الانتهاء، بالإضافة إلى ذلك تتطلب هذه المرحلة تعاونا من الأبوين لنجاح عملية التهيئة من خلال القيام ببعض الأنشطة والتمارين مع الطفل تساعدهم في إتمام عملية الزيارة والانتقال من بيئة الحاضن إلى بيئة طالب الزيارة وتقبل الطفل للزيارة.

وأشار مرحومي إلى أن بعض أطفال الأسر المنفصلة قد يعانون من اضطرابات نمو كتأخر النطق والكلام واضطرابات سلوكيو ونفسية وتأخر التحصيل الدراسي تحتاج إلى تدخل مختصين فيتم تحويلهم إلى عيادة قرة عين المعنية بعلاج اضطرابات الطفولة بالجمعية، وقد استقبلت العيادة 873 حالة، تم تأهيل 750 منها من خلال البرنامج التأهيلي. ويتم عمل استشارة أولية للطفل لتشخيص وتحديد نوع الاضطراب ثم تقييم وتحديد مستوى تأثير الاضطراب عن طريق تطبيق المقاييس الإكلينيكية، ويتم تقديم برنامج تدريبي متكامل من خلال الجلسات الفردية والجماعية وجلسات الإرشاد الأسري التربوي، ويتم إعادة التقييم لقياس مستوى تقدم الحالة.

وأكد مرحومي أن لمشاركة الوالدين في البرنامج العلاجي أثرا كبيرا من حيث فهم احتياجات الطفل والممارسة اليومية لتطبيق الأهداف التدريبية والالتزام بحضور الجلسات، حيث تبلغ نسبة التقدم في الأداء للحالة 79% في حال توافق الوالدين على تنفيذ البرنامج التأهيلي.