مسئولون جزائريون: نعتز بالرئيس السيسى.. ونسمى محمد صلاح «الساحر»

«الدستور» ترصد مشاهد المحبة والأخوة على هامش اجتماع اللجنة العليا المصرية الجزائرية

أزمات كرة القدم مفتعلة ونحتفظ بتسجيلات قرّاء القرآن المصريين على الهواتف

مقتل نيرة يتصدر اهتمامات الجزائريين وتأثر كبير بالأزهر والفن المصرى

شهدت العلاقات المصرية الجزائرية زخمًا كبيرًا بزيارة وفد الحكومة المصرية، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، دولة الجزائر، الأربعاء والخميس الماضيين، مع عقد عدد من الاجتماعات بين الجانبين، وانعقاد الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المصرية- الجزائرية، بعد توقفها منذ عام ٢٠١٤. 

وأجريت مراسم استقبال رسمية للوفد المصرى، عصر الأربعاء الماضى، فى مطار هوارى بومدين بالعاصمة الجزائر، وبعدها مباشرة توجه الدكتور مصطفى مدبولى، والوفد المرافق له، لزيارة مقام الشهيد ووضع إكليل من الزهور عليه، ثم إلى قصر الحكومة، مقر رئاسة مجلس الوزراء الجزائرى، لعقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة، برئاسة "مدبولى" وأيمن عبدالرحمان، الوزير الأول فى دولة الجزائر "رئيس الوزراء"، بمشاركة عدد كبير من الوزراء الجزائريين.

استمر اجتماع اللجنة العليا المشتركة نحو ٣ ساعات، وبعدها تم توقيع عدد كبير من مذكرات التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، وانتهت الفعاليات بعقد مؤتمر صحفى مشترك، أعلن خلاله ما تم من مباحثات، ومذكرات التعاون بين البلدين.

وكشف رئيسا وزراء البلدين، خلال المؤتمر الصحفى، عن استئناف اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، على خلفية زيارة الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس دولة الجزائر، إلى مصر، فى يناير الماضى، ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتوجيهات الرئاسية فى البلدين بالعمل على النهوض بمستوى العلاقات الثنائية بين مصر والجزائر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

وفى صباح الخميس الماضى، افتتح رئيسا وزراء البلدين المنتدى الاقتصادى الجزائرى المصرى، فى مركز عبداللطيف رحال الدولى للمؤتمرات، بالعاصمة الجزائر، بمشاركة عدد من رجال الأعمال من البلدين.

وأعلن "مدبولى" و"عبدالرحمان"، خلال المنتدى، عن الفرص والتسهيلات التى يقدمها البلدان لتفعيل وتسهيل التبادل التجارى بينهما، ومسئوليتهما كممثلى حكومتى البلدين عن تقديم المزيد من التسهيلات، فى سبيل دفع عمليات الاستثمار الخاص والنمو التجارى.

بعد ذلك، توجه رئيس الوزراء المصرى والوفد المرافق له إلى قصر الرئاسة الجزائرية، وكان فى استقباله الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون، الذى استهل حديثه مع الوفد المصرى بتأكيد ما يربط الجزائر بمصر من علاقات أخوية وطيدة، مشددًا على أن تجارب البلدين معًا كلها تجارب قوية وإيجابية.

وأشاد "تبون" خلال اللقاء، بالعلاقات الأخوية التى تربطه بأخيه الرئيس المصرى، واصفًا الرئيس السيسى بأنه رجل محب لوطنه، استعادت مصر فى ظل رئاسته قوة وزخمًا، ودعا الله له بالتوفيق، ولمصر العزيزة بدوام التقدم والنماء، لأنها كانت دومًا سندًا للعرب.

وأعرب "مدبولى" عن اعتزازه وتشرفه بزيارته مع الوفد المصرى لمقام الشهيد، قائلًا إنه لا يعبر فقط عن جلال تضحيات شهداء الجزائر الأبرار فى حرب التحرير، وإنما أيضًا عن تضحياتهم الغالية على قلوب المصريين فى حرب ٧٣ المجيدة، التى شارك فيها جنود جزائريون إلى جانب أشقائهم المصريين.

وأضاف "مدبولى": "إننا على ثقة من أن شعبينا، اللذين سطرا أروع البطولات فى معركة الاستقلال وتحرير الأرض، قادران على اجتياز معركة التنمية، خاصة فى هذه الظروف الاستثنائية الصعبة التى تتطلب منا تكاتف الجهود، سعيًا لتحقيق التكامل".

وفى الرابعة من عصر الخميس الماضى، ودع الوزير الأول بالجزائر نظيره الدكتور مصطفى مدبولى والوفد المرافق له، فى الصالة الرئاسية بمطار هوارى بومدين، وعاد الوفد بسلامة الله إلى القاهرة مساء نفس اليوم.

وعلى هامش الزيارة تجولت "الدستور" فى العاصمة الجزائرية وتواصلت مع عدد من المسئولين الجزائريين لرصد انطباعاتهم عن العلاقات المصرية الجزائرية، ومتابعتهم المشهد المصرى. 

وفى بداية الزيارة، تحدثنا مع عبدالنور عبدالنور، مسئول المراسم الجزائرى، مرافق الوفد الإعلامى المصرى، الذى أبدى سعادة كبيرة لدى استقباله الوفد المصرى فى بلاده، وقال: "نحن نعشق مصر.. مصر بالنسبة لنا طريق النصر.. مصر الحضارة والتاريخ والقوة".

وبعد صمت قصير، سأل "عبدالنور": "ماذا فعلتم فى قضية مقتل الطالبة نيرة أشرف الذى أدمى قلوبنا جميعًا؟"، فأجبنا بأن القضاء أحال أوراق المتهم إلى فضيلة مفتى الجمهورية، فعلق قائلًا: "هذا يعنى تقدير بلادكم لردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعى، وهو توجه مخلص للبلاد وشعبها، والقصاص شرع الله، شكرًا لقضائكم النزيه".

وتحدث "عبدالنور" عن العلاقات بين مصر والجزائر قائلًا: "إننا نعشق شيوخ الأزهر"، وذكر أسماء عدد كبير من المشايخ على مر العصور، وأكد أن الجزائريين يعشقون قراء القرآن المصريين، وعدد أسماء عدد منهم، من بينهم الشيوخ عبدالباسط عبدالصمد ومحمود خليل الحصرى ومصطفى إسماعيل، وعدد من القراء الشباب.

وأخرج المسئول الجزائرى هاتفه المحمول، وأطلع "الدستور" على احتفاظه بعدد كبير من التسجيلات الصوتية للقرّاء المصريين على هاتفه الخاص، مؤكدًا أن ذلك يعبر عن اعتزازه واعتزاز الشعب الجزائرى كله بالأزهر الشريف، قلعة العلم الإسلامى فى العالم كله.

ونفى المسئول الجزائرى حدوث أزمات بين بلاده ومصر، قائلًا: "ليست بيننا أزمات، وحتى الأزمة التى وقعت بين بلدينا بسبب مباراة كرة القدم فى ٢٠٠٩ كانت أزمة مفتعلة، وكلى ثقة من أن هناك أطرافًا دخيلة عملت على تأجيجها".

وأضاف: "نحن هنا نعشق اللاعبين المصريين، مثل حسنى عبدربه ومحمد زيدان وعمرو زكى وعصام الحضرى وعماد متعب والعميد أحمد حسن ومحمد الشناوى ومحمد أبوجبل وغيرهم، لكننا حاليًا نرى أن منتخبكم ليس فى هيئته المعروفة عنه، كما أن لديكم فى مصر ناديى الأهلى والزمالك، وهما يمثلان مركز القوة لكرة القدم المصرية".

وواصل: "نعم لدينا رياض محرز، لكن لديكم محمد صلاح، ونطلق عليه هنا لقب (الساحر)، ونحن نعشقه مثلما نعشق محرز". وأضاف مازحًا: "رغم كل هذا لا نحب أن تهزمونا".

بعد انتهاء الأعمال الرسمية فى ذلك اليوم، طلبنا من "عبدالنور" أن يصطحبنا إلى أحد مطاعم الأكلات الشعبية لتناول الطعام الجزائرى، فاصطحبنا إلى أحد المطاعم، واقترح علينا تناول "الشخشوخة"، وهى إحدى أشهر الأكلات الشعبية الجزائرية، وهى عبارة عن قطع صغيرة من الخبز وعليها صلصة خاصة وتوابل خفيفة وفلفل مقطع وبصل نصف تسوية، وتشبه رائحتها رائحة الكشرى المصرى، وإلى جانبها قطعة من الدجاج، وكانت الوجبة كاملة بحوالى ٦٠٠ درهم، أى ما يعادل نحو ١٠٠ جنيه.

فى الجزائر العاصمة ترصد العديد من المنازل والمطالع الجبلية، وهناك شوارع ذات مستوى مرتفع عن سطح البحر، الذى يمكن بسهولة رؤيته من معظم الأماكن، كما أن البنايات والأشجار العتيقة تتموضع فوق الجبال والتبات العالية، على جانب الشوارع الضيقة، التى لا تزيد على حارتين فى أغلب الأحيان، وتكثر فيها الانحناءات، مع الارتفاع والهبوط، ما يشكل مناظر خلابة ومتغيرة تخطف العين دائمًا.

فى شوارع الجزائر، يكفى أن تتفوه ببضع كلمات حتى يقبل عليك المحيطون ويسألونك: "أنت مصرى؟"، وبعدها يبدأ الترحاب والحفاوة، وربما يرفض أصحاب المطاعم والمحال أن تدفع ثمن وجبتك أو ما تشتريه إلا بصعوبة، كما فعل معنا صاحب المطعم، الذى تناولنا لديه "الشخشوخة"، وأصر على إهدائنا عصيرًا وماءً على حسابه، لكوننا مصريين فقط.

فى صباح الخميس، وصلنا مع الوفد الرسمى إلى مركز عبداللطيف رحال للمؤتمرات، الذى يعد أحد أكبر مراكز المؤتمرات فى الشرق الأوسط، وهناك رحب بنا الصحفيون والإعلاميون الجزائريون، وقدموا لنا واجب الضيافة، وتحدثوا معنا لمدة طويلة عن طبيعة المشهد الإعلامى فى مصر والجزائر ومدى التشابه بينهما، واستمر ذلك حتى بدأت الفعاليات الرسمية.

وأثناء جولتنا بمعارض المنتجات التى أقيمت على هامش منتدى الأعمال المشترك، لقينا ترحيبًا مماثلًا من العارضين الجزائريين، الذين أبدوا رغبتهم فى عرض منتجاتهم بمصر، مؤكدين أن هذه المنتجات جيدة وقيمة ورخيصة الثمن مقارنة بمنتجات الدول الأجنبية التى نستورد منها.

وفى نهاية الرحلة وأثناء انتظار إقلاع الطائرة التى تقل الوفد المصرى، تحدث إلى "الدستور" أحد المسئولين الرئاسيين فى دولة الجزائر، وسأل أيضًا عن تطورات قضية مقتل الطالبة نيرة أشرف، كما أكد اعتزازه بالجيش المصرى، موضحًا أن الجزائر دولة ذات تاريخ عسكرى مشرف، لذا فهى تفهم جيدًا قيمة الجيوش.

وأشاد كثيرًا بموقف الرئيس السيسى حين رسم خطًا أحمر فى ليبيا، وحذر من تخطيه، خاصة أن بلاده عانت كثيرًا بسبب المشهد فى ليبيا، وتعدى البعض على الحدود بين البلدين، مؤكدًا أن الجزائر تدعم دائمًا المواقف المصرية وتصدى مصر لأى معتدٍ على المنطقة العربية.

كما أعرب المسئول الجزائرى عن تقدير بلاده العلماء المصريين، والفن المصرى، الذى كان سببًا لشهرة عدد من الفنانين العرب، مستشهدًا بالفنانة وردة الجزائرية، التى لا يعرف كثير من المصريين أنها جزائرية، خاصة أن كثيرًا من الجزائريين عاشوا لسنوات طويلة فى مصر، كما ذكر حقيقة أن الفنان محمد فوزى هو ملحن النشيد الوطنى الجزائرى، وأن لاعب المنتخب المصرى محمد أبوجبل متزوج من ملكة جمال الجزائر.

وأنهى المسئول الرئاسى الجزائرى حديثه إلينا بالقول: "مصر أرض الكنانة لكل العرب"، معربًا عن سعادته، وسعادة الجزائريين باستضافة الوفد المصرى، وتمنى تكرار الزيارة مجددًا فى القريب العاجل، خاصة أن ما يربط بين البلدين أكبر بكثير مما يعتقد كثيرون.

تاريخ الخبر: 2022-07-01 21:20:56
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:25:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية