اين يقف العمل المناخي اعلامياً.. مصارحات بعيون صحفيي البيئة


– الفت سعد: عقود من النضال لاقتناص مساحات لتوعية الناس

– خالد مبارك: “كتاب البيئة والتنمية” تخلق كوادر مدربة من الصحفيين العاملين في العمل المناخي

– ثابت عواد: صحفيو البيئة مثابرون ورسالتهم قوية واضحة تسبقن المسؤولين احياناً

التغيرات المناخية لن تستثني أحداً، الكل في دوامة آثارها أو المشاركة في مواجهة تلك الآثار، الكل مؤثر في القضية، وسيتأثر بها، لذلك تأتي المقاربة الإعلامية اليوم كضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في ظل الاحتياج لتعريف الناس بماهية التغيرات وكيفية التكيف معها، فهل يستجيب القائمون على صناعة الصحافة والاعلام بشكل مستمر، أم انها فورة حماس ما يسبق قمة المناخ السابعة والعشرين، cop27، المزمع انعقادها في شرم الشيخ، نوفمبر المقبل؟ فالعمل المناخي رسالة حملها الصحفيون المصريون منذ ما يقرب من اربعة عقود، وهو ما يسبق حتى انشاء وزارة للبيئة في مصر، لكن سياسات التحرير وطغيان المادة الإثارية على المادة العلمية، كثيرا ما اقتطع من نصيب البيئة وضمنه ما يتعلق بتغير المناخ، الذي نحن في اشد الحاجة اليه اليوم . فهل يستمر اتجاه الاعلام ينمو بسرعة السلحفاة نحو ازمة المناخ، أم انه سيكتسب سرعة مفاوضات باتت الأهم للبشرية،هل سيأخذ بعداً يعادل حجم ما تتعرض له الارض من مخاطر؟ هذا ما ستعرفه في السطور التالية:

تقول الفت سعد الكاتبة الصحفية نائبة تحرير مجلة روز اليوسف: الإعلام كان و مازال له دور كبير فى التنبيه والتوعية بعدة قضايا بيئية وعلى رأسها التغيرات المناخية فى وقت لم يكن المواطنين فقط غافلين عنها ولكن أيضا المسؤولين وحتى رؤساء التحرير، اذكر انني حينما كنت مسئولة عن تغطية أخبار وتحقيقات الشأن العلمى ووزارة الدولة لشئون البيئة فى عهد الدكتورة نادية مكرم عبيد، اجتمعت أنا وعدد قليل من الصحفيين المهتمين بالبيئة مع الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص، وتنبهنا لخطورة التغيرات المناخية بعد سرده التطورات والتغيرات التى حدثت وستحدث فى المستقبل إذا لم نعالج ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب زيادة الانبعاثات، وشرح الدكتور القصاص جهود الأمم المتحدة بداية من إقرار اتفاقية كيوتو فى عام .1997 والأهم أنه تعرض للمخاطر التى ستحدث للدلتا المصرية نتيجة ارتفاع منسوب البحر المتوسط، وهالنا سماع ذلك، فمحرد سماع ذلك يمثل حدثاً جسيماً.

بعد ذلك ذهبت بكل حماس إلى رئيس التحرير وقتها لطلب إجراء تحقيق موسع، فاستنكر مازحاً، مشككاً في أن ذلك من وحي الخيال، واكد أن هناك مشاكل اقتصادية وسياسية أولى أن نكتب عنها!! وما تعرضت له آنذاك تعرض له معظم صحفيي البيئة والقسم العلمي في جرائدهم، ومجلاتهم، كما ان المسؤولين لم يهتموا بالظاهرة، مضت الايام والصحفيون يواصلون تغطياتهم ويدقون اجراس الخطر، وتفوق تصميمهم على تجاهل رؤسائهم، فتصميم الإعلام على نشر اراء العلماء، وكشف التغيرات التى بدأت تحدث فى مصر كزحف التصحر، والتنبيه لآثار زيادة انبعاثات المصانع شديدة التلوث كمصانع الأسمنت ومصانع الكيماويات، كما سعى الإعلام لكشف الكثير من مخالفات المصانع و قمائن الطوب التى توقفت الآن، ولا انسى الحملات الصحفية التى قام بها الإعلاميون لكشف مخالفات حرق قش الأرز،ايضا تصدى الإعلام منذ سنوات قليلة لاستخدام الدولة الفحم فى توليد الطاقة وكثير من الصحفيين ساندوا دكتورة ليلى اسكندر وزيرة البيئة انذاك التي وقفت وتصدت لاستيراد الفحم واستعماله حتى تسبب ذلك فى استبعادها من الوزارة.

صار الاعلام راصداً واعياً فرض رقابته على المسألة البيئية و في القلب منها المناخ، وحينما أصبحت آثار التغيرات المناخية من تحول فصول السنة و تأثر الزراعة وزيادة الجفاف واضحة أمام المواطن كان دور الإعلام هام للغاية فى التوعية والتنبيه والاستدلال بالمعلومات المفيدة لكى يتعاون المواطن مع الجهات التنفيذية لتقليل آثار التغيرات المناخية خاصة فى ترشيد استخدام الكهرباء والمياه .

وتوضح الفت سعد أن دور الإعلام فى هذه الفترة يمثل حجر الزاوية وحلقة الربط بين كافة المؤسسات المعنية بالمناخ سواء جهات تنفيذية أو مجتمع مدنى أو رجال اعمال، كما لابد أن يستمر الوهج الإعلامى بعد مؤتمر المناخ cop27 “القمة السابعة والعشرين” واتمنى للأجيال الشابة من صحفييى البيئة أن يتعدى نشاطاتهم الإطار المحلى فالشباب لديهم إمكانيات تكنولوچية أكثر من الأجيال الأقدم تمكنهم من المشاركة فى المؤتمرات الدولية المعنية بالمناخ عبر مواقع التواصل الرسمية، بصورة تمكنهم من التعرف على كل المستجدات، وإيصال القضايا البيئية المصرية للمحافل الدولية، فرؤية الإعلام تكمل الدور الرسمى فى تلك المؤتمرات، وبالفعل لابد أن يخرج الجيل الجديد من الصحفيين عن التغطية الرسمية فالاحتكاك بالناس ومعايشة مشاكلهم والاعتماد على الآراء العلمية يمكن أن يرفع شأن الإعلام الييئى والذى أرى أنه أصبح اكثر نشاطا بسبب تداول المعلومات عبر الإنترنت.

من جانبه يقول الكاتب الصحفي بجريدة الاهرام، خالد مبارك، رئيس مجلس ادارة جمعية كتاب البيئة والتنمية: تتبني الجمعية حالياً عدد من الدورات التدريبية للصحفيين العلميين، لتبسيط المواد العلمية حتى يتلقاها المواطن البسيط، ولدينا لجنة علمية في الجمعية يرأسها الدكتور احمد حجازي العالم البيئى، وسوف تتبني اللجنة مشروع تدريب الصحفيين المهتمين بالشأن البيئي والعمل المناخي تحديداً، وحاليا نحن بصدد اعداد دورة خاصة بتأثير ارتفاع درجة الحارة على المحاصيل والزراعات، وكذلك على المياه.

ويكمل خالد: يوجد 82 صحفي بيئى في الجمعية وبصدد ضم 22 صحفي وصحفية آخرين، جميعهم متخصصون في الكتابة العلمية والبيئية والتنمية المستدامة، كل هذا مؤشر لتنامي الوعي الإعلامي، ايضاً لدينا 40 صحفي في الجمعية حصلوا على جوائز كبرى في موضوعات بيئية، كما ننوى تنظيم دورات تدريبية خاصة بالاعلام الجديد سواء المرئي عبر المواقع الالكترونية او المسموع.

ويستطرد خالد حديثه موضحاً: ان الدور الإعلامي في العمل المناخي يقوده صحفيو البيئة في مصر، الذي قطعوا مسيرة نضال طويلة، من اجل توعية الناس بما هو قادم انقاذا لكوكب الارض، وها نحن نحصد اليوم الجميع يسعى للعمل ضمن الحشد المصري الذي يجري الان على قدم وساق استعداداً لقمة شرم الشيخ.

أما ثابت عواد الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام، ومسؤول الشؤون الخارجية والبروتوكولات في جمعية كتاب البيئة والتنمية فيقول:

خطت مصر خطوات مبكرة من الناحيتين التشريعية والسياسية فيما يتعلق بالعمل المناخي، والعمل البيئي بشكل عام، وفي القلب من ذلك عمل الصحفيين والإعلام كله، في شأن تغير المناخ والتنمية المستدامة، والعمل الإعلامي مؤثر جداً، وحتى لو كان ودوره بدأ منذ عقود صغيرا ومرهقاً، لكنه يتنامى حالياً، ويرشد الناس كيف يتكيفون مع التغيرات ويتعاملون مع آثارها، وكيف يشارك المواطنون، في هذه المواجهة، فالصحافة والإعلام يقع على عاتقهما طريقة وصول المعلومة لكل فئات المجتمع ومسؤولية فهمها والنتائج المتربتة على الفهم الصحيح أو عدم الاكتراث. انها مسؤولية خطيرة. اعلاميو المناخ على قدرها وهم مثابرون منذ عقود.

وعن موقف الاعلام الحالي يوضح عواد قائلاً: ازعم أن الإعلام البيئى افضل من نظيره في القطاعات الأخرى ، لأنه بدا مبكراً ومشاركاً ومثابراً، وللصحفيين جهود جادة جدا، ومن يتشكك عليه ان يرى عليكم الرسالة الإعلامية البيئية، ومقارنتها بغيرها من الرسائل الاعلامية في اي مجال اخر، انها واضحة وسريعة وتسبق حتى المسؤولين احياناً.

تاريخ الخبر: 2022-07-03 00:21:31
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

الركراكي يحظى باستقبال خاص في مقر نادي إشبيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 15:25:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

الركراكي يحظى باستقبال خاص في مقر نادي إشبيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 15:25:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية