قالت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية: إن أحلام هونغ كونغ بالحكم الذاتي التي كانت وقت تسليم بريطانيا المدينة للصين عام 1997 غرقت دون أن تترك أثراً.
وبحسب مقال لـ «ماثيو بروكر»، بينما تستعد هونغ كونغ للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 25 لعودتها إلى الصين، فإن الاحتفال السنوي هذا العام يوفر فرصة للتوقف والتقييم، وتقييم من أين أتينا وإلى أين نتجه.
وأردف: اليوبيل الفضي لهونغ كونغ كمنطقة إدارية خاصة للصين له أهمية خاصة، كونه نقطة منتصف الطريق في الخمسين عامًا التي وعُدت خلالها بكين المدينة الرأسمالية ذات الروح الحرة بدرجة عالية من الحكم الذاتي وأسلوب حياة ثابت.
وتابع: عند البحث عن أدلة على الاتجاه المستقبلي لهذا المركز المالي العالمي الذي نشأ من مركز تجاري استعماري، فمن المنطقي أن ندقق في الماضي، قد لا يتكرر التاريخ، لكنه بالتأكيد يشبه القوافي.
ومضى يقول: لقد كان تسليم المدينة مناسبة تاريخية، ونهاية أكثر من 150 عامًا من الحكم البريطاني، وستارة مغلقة على إمبراطورية المملكة المتحدة ورمزًا لصعود الصين.
وأشار إلى أن السؤال المركزي الآن هو: إذا كان الحزب الشيوعي يعتزم التراجع عن وعوده بالحكم الذاتي للمدينة، فلماذا لم يتحرك قبل الآن؟
وأردف: تقدم التبت إجابة واحدة محتملة، توصل العلماء إلى أوجه تشابه بين صيغة «دولة واحدة ونظامان» التي تحكم عودة هونغ كونغ إلى السيادة الصينية واتفاقية النقاط الـ17 التي أدرجت التبت في جمهورية الصين الشعبية في عام 1951.
ومضى يقول: تعهدت الاتفاقية بالحكم الذاتي للمنطقة والحفاظ على أسلوب حياتها، لكن التوترات مع بكين أدت إلى انتفاضة في عام 1959 قمعها جيش التحرير الشعبي، وبعد ذلك شرعت الحكومة المركزية في استيعاب التبت في النظام الاشتراكي للبلاد.
واستطرد: إنها إستراتيجية مستعارة من نهج السلالات الإمبراطورية الصينية إلى محيطها، سمح إمبراطور تشينغ للنخب المحلية في المناطق المدمجة حديثًا ذات العادات والقيادة المتميزة بممارسة الحكم الذاتي المحلي، لكن ليس إلى أجل غير مسمى، كما كتب هو- فونغ هونغ، الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز. وأضاف: بمرور الوقت تم دمج تلك المناطق في المنطقة الأساسية للإمبراطورية، ليتم استيعابهم ثقافيًا وإلغاء استقلاليتهم المحلية.
وتابع: رئيس مكتب الجنوب الغربي للحزب الشيوعي في 1949-1952، والمسؤول عن المفاوضات مع حكومة الدالاي لاما، كان دينغ شياو بينغ، بعد 3 عقود، بصفته الزعيم الأعلى للصين، أشرف دينغ على المفاوضات مع بريطانيا بشأن مستقبل هونغ كونغ، ويُنسب إليه اقتراح ترتيب دولة واحدة ونظامان.
وتابع: في الواقع، وضعت 50 عامًا إطارًا زمنيًا محدودًا لوضع المدينة المنفصل منذ البداية.
وأضاف: في هذه الحالة، استمرت 23 عامًا، حتى فرضت بكين قانون الأمن القومي الذي أعاد تشكيل مجتمع هونغ كونغ بشكل جذري، ربما، بالنسبة لدولة مشهورة بالأخذ وجهة النظر ذات الأمد الطويل، فإن السنوات الـ27 المفقودة هي مجرد خطأ تقريبي.
وأردف: تقدم نسخة حكومة هونغ كونغ للأحداث صورة أكثر إشراقًا بكثير.
ومضى يقول: «في رواية الموقع الإلكتروني للذكرى السنوية وبيانات المسؤولين، أعاد قانون الأمن القومي النظام بعد تمرد عنيف من قبل قوى خارجية مناهضة للصين، تقول الزعيمة المنتهية ولايتها كاري لام إن: هونغ كونغ عادت إلى المسار الصحيح».
وأضاف: على ما يبدو، كل تلك السنوات التي كانت فيها وسائل إعلام حرة متنوعة ومزدهرة، وانتخابات تنافسية، ونواب معارضون، ونقابات عمالية مستقلة، واحتجاجات منظمة وسلمية، ومجموعة واسعة من مجموعات المجتمع المدني، كانت هونغ كونغ تفعل ذلك بشكل خاطئ.
وأردف: قد يجادل آخرون بأن احتجاجات 2019 كانت محلية بالكامل، نتيجة تقليص بكين المستمر لحكم هونغ كونغ الذاتي ورفضها الوفاء بوعدها بتوسيع الديمقراطية للمدينة، تمامًا كما حدث في التبت، حيث أتاحت المقاومة الفرصة للاستيعاب القسري.
