أكد المشاركون في ختام جلسات ندوة الحج الكبرى، أمس، أهمية تطوير دراسة النوازل الفقهية، والتعامل معها وفق المستجدات، وتخصيص مراكز فتوى تُعنى بهذا الباب، مشيرين إلى أن الفقه الإسلامي قادر على حل المشكلات التي تواجه المسلمين، وقرارات الهيئات العلمية والمجامع الفقهية كان لها أثر كبير في تجاوز المسلمين جائحة كورونا.
دراسة النوازل
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية د. سعد الشثري، أن دراسة النوازل تتركب من 4 عناصر، أولها: تصور النازلة والواقعة، وثانيها: وجود المؤهلين لدراستها، وثالثها: المعاني والعلل التي ينطلق منها إصدار الحكم، ورابعها: استثمار دراسات علماء الشريعة، وتطويرها وفقًا للمستجدات التي تطلبت التغيير في المنظومة الفقهية لدراسة النوازل، مشيرًا إلى الحاجة لمراكز فتوى تعنى بهذا الباب، مع مراعاة مستجدات العصر، والاستفادة المُثلى منها.
وأضاف: ظهرت الحاجة لإنشاء المجامع الدولية التي تُعنى بدراسة النوازل الفقهية، ومنهجيات جديدة تتناسب مع العصر ومعطياته، وكتابة جديدة تتعلق بالدراسة، داعيًا المجامع الفقهية إلى تبني دراسة النوازل، وفق المعطيات المعاصرة.
مبادرات إلكترونية
من جهته، أشار نائب وزير الحج والعمرة د. عبدالفتاح مشاط، إلى تطبيق البطاقات الذكية هذا العام على مليون حاج، وطرح مبادرة نوعية جديدة لأول مرة، تتعلق بالتوعية، إضافة إلى إصدار 13 دليلا إلكترونيا توزع على الحاج قبل وصوله وخلال رحلته، برسائل توعوية مبسطة بلغات عدة، مؤكدًا أن المشاريع التقنية كافة التي تم تطويرها للحاج، تصب في مصلحة تسهيل وتيسّر رحلته.
لوائح وتشريعات
وبيّن الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء د. هشام الجضعي، أن رحلة متابعة الغذاء في المملكة تبدأ بوضع اللوائح والتشريعات، مشيرًا إلى وجود 1700 لائحة فنية، جزء منها يتوافق مع دستور الغذاء العالمي، إضافة إلى لوائح فنية داخلية لمتابعة الأغذية، ثم تأتي مرحلة ما بعد اللوائح الفنية، وهي متابعة سلامة الغذاء، مؤكدًا جاهزية الرقابة للإعاشة والأغذية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، والتأكد من سلامة الأغذية المستوردة، وأضاف إن مرحلة نقل الأغذية تتم بالتعاون مع الجهات المعنية، وتشمل التأكد من إجراءات النقل بشكل سليم، لافتا إلى ارتفاع نسبة التزام وسائل النقل بشكل كبير خلال الـ3 سنوات الماضية.
خدمات صحية
وأوضح مساعد وزير الصحة د. محمد العبدالعالي، أن الوزارة تقدم خدماتها الطبية والعلاجية في 23 مستشفى، من بينها مستشفى ميداني وآخر متنقل، وكذلك افتراضي يقدم خدماته من العاصمة الرياض، إضافة إلى 147 مركزا صحيا ممتدا على المواقع كافة، و16 مركزا للطوارئ، وجرى توزيع تلك الخدمات بما يتناسب مع نمط إدارة الحشود.
وأضاف إن السعة السريرية تتجاوز 4654 سريرا، تشمل 1080 سريرًا للعناية المركزة، و230 سريرًا للتعامل مع الإجهاد الحراري بفرق مجهزة ومدربة، إضافة إلى تجنيد 25 ألف كادر بشري، لتقديم الخدمات الصحية والمساندة لها، وهناك مراكز للقيادة والتحكم تعمل، على مدار 24 ساعة، لرصد الإنذارات المبكرة ووضع الخطط للتعامل معها.
وأشادت مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية د. حنان البلخي، بدور المملكة كشريك مهم لمنظمة الصحة العالمية، وقيادة الصحة العامة العالمية، مؤكدة أن التشريعات التي قدمتها القيادة والقرارات الصائبة والسريعة كان لها أثر كبير ومردود مهم في ذلك.
الأمن الإنساني
وشملت جلسات اليوم الثاني «المنظومة الفقهية الإسلامية ونوازل العصر»، وشارك فيها كل من: مفتي مصر د. شوقي علام، والأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور قطب سانو، ومعالي عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية د. سعد الشثري.
وشملت جلسات اليوم الثاني «العناية برحلة الحاج»، والتي تناولت أهمية التوعية والتدريب للحاج، ومناقشة النماذج الدولية، تحدث فيها وزير الشؤون الدينية في جمهورية ماليزيا د. داتو حاج إدريس بن أحمد، ونائب وزير الحج والعمرة د. عبدالفتاح مشاط، ورئيس الشؤون الدينية في جمهورية تركيا د. علي أرباش، ووزير الشؤون الدينية بإندونيسيا ياقوت قوماس.
واختتمت الندوة أعمالها بجلسة تحت عنوان «الأمن الإنساني في الحاج»، يديرها الرئيس التنفيذي لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن م. محمد أبوالخير إسماعيل، وشارك فيها الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء، ومساعد وزير الصحة، ومساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية.
