منذ تفشي جائحة كورونا، تضاربت الأنباء بشأن تسرب الفيروس من أحد المختبرات، وسط تبادل الاتهامات خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، إلا أن كلا الطرفين لم يثبتا صحة إدعاءتهما، ولعل آخرها تصريحات الاقتصادي الأمريكي الشهير "جيفري ساكس".

البروفيسور ساكس، رئيس لجنة الفيروسات التاجية في مجلة "لانسيت" العلمية الشهيرة، فجّر مفاجأة بقوله: "مقتنع تمامًا بأن الوباء قد نتج عن التكنولوجيا الحيوية في المختبرات الأمريكية"، وفقًا لما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.



تسببت هذه التصريحات في حالة من الجدل، فقد أشرف "ساكس" على فرقة عمل مؤلفة من 12 شخصًا تحقق في أصول الفيروس، وأعلن العام الماضي أنه يعتقد أن الوباء كان نتيجة تجارب أجريت بين علماء صينيين وأمريكيين، قبل أن يحسم موقفه ويحمل أمريكا المسؤولية وحدها.

المختبرات الأمريكية

في حديثه في مؤتمر يوم 15 يونيو الماضي تم إذاعته مؤخرًا، قال البروفيسور الأمريكي: " ترأست لجنة للتحقيق في منشأ كوفيد 19 لمدة عامين، وأنا مقتنع تمامًا الآن أنها خرجت من التكنولوجيا الحيوية في المختبرات الأمريكية وليس من الطبيعة، لذا فهو خطأ فادح من وجهة نظري، وأعتقد أن المسؤولين الأمريكيين لا يريدون أن ينظروا تحت البساط كثيرًا".

الحكومة الصينية تحركت سريعًا إثر الإدعاءات الأخيرة، وقالت إن ما قاله جيفري ساكس يستدعي "تحقيقا شاملا"، وكتبت هوا تشون ينج، مساعدة وزير الخارجية الصيني على "تويتر": "بالنظر إلى الخسائر البشرية والاقتصادية الفادحة التي خلفها الفيروس، ألا ندين بذلك لملايين الأرواح التي فقدت لإجراء تحقيق شامل في المختبرات الأمريكية؟".

أما في الجانب الأمريكي، فقد وصف بعض المسؤولين تصريحات ساكس بأنها "دعاية للرئيس الصيني شي جين بينغ".

جاء ذلك بعد أن واجهت الصين اتهامات بالتستر على أصول فيروس كورونا، خاصة في أعقاب إعلان منظمة الصحة العالمية قيام الجانب الصيني بمسح قواعد البيانات الهامة ورفض التحقيقات المستقلة في مختبر على بعد أميال فقط من نقطة الصفر للوباء.

فيروسات الخفافيش

بدأ الفيروس في الانتشار لأول مرة من سوق في ووهان الصينية، على بعد حوالي 8 أميال من معهد ووهان لعلم الفيروسات (WIV) الذي عمل مع فيروسات كورونا الخطيرة، واتهمت واشنطن بكين بإخفاء الباحثين الذين أصيبوا بفيروس شبيه بالإنفلونزا قبل أشهر من الجدول الزمني الرسمي لفيروس كوفيد – 19.

وكان من المعروف أن المختبر يجري تجارب على سلالات فيروسات الخفافيش تشبه تلك المسؤولة عن الوباء في الأشهر التي سبقت الجائحة.

ووفقًا للإحصاءات الرسمية الأخيرة من منظمة الصحة العالمية، فإن حصيلة إصابات فيروس كورونا حول العالم، ارتفعت إلى 548 مليونا و474 ألفا و889 إصابة، بينما وصل إجمالي الوفيات إلى 6 ملايين و337 ألفا و805 وفيات.