استقبل الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، مسؤول ملف الطاقة المتجددة في شركة جلوباليك البريطانية، باولو دى ميشيل، لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون بين الشركة وقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، وزيادة فرص الاستثمار على أرض مصر في مجال الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، ومجالات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.

العلاقات المصرية البريطانية

وأشاد شاكر في بداية اللقاء، بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وبريطانيا في العديد من جوانب التعاون المختلفة بمختلف مجالات الكهرباء، كما أشاد بالتعاون المثمر والبناء مع عدد من الشركات البريطانية في مشروعات القطاع على أرض مصر، معربا عن رغبته في زيادة حجم هذا التعاون.

وأكد أنّ قطاع الكهرباء يلقى دعم غير مسبوق من القيادة السياسية للدولة، التي وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها، باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، واعتبار تأمين الإمداد بالكهرباء مسألة أمن قومي.

توفير الطاقة للسوق المحلي

وأشار شاكر، إلى التحدياتِ الكبيرةِ التي واجهتها مصر في توفير الطاقةِ للسوق المحلي خلال مرحلةٍ سابقة، واستطعنا على خلفيةِ الاستقرار السياسي اتخاذ عددٍ من الإجراءاتِ والسياساتِ الإصلاحية بقطاع الطاقة في إطار استراتيجيةٍ جديدة، تضمن تأمين الإمداداتِ والاستدامةِ والإدارةِ الرشيدة، وكان من أهم ثمار هذه السياسات في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، القضاء نهائيا على أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وتحقيق احتياطي آمن من الطاقة الكهربائية.

اتخاذ العديد من الإجراءات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص

وأوضح الوزير، أنّه جرى اتخاذ العديد من الإجراءات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التي تتمتع مصر بثراء واضح في مصادرها، والتي تشمل بشكل أساسي طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وكانت الخطوة الأكثر أهمية هي التعديلات التشريعية التي تم القيام بها لإزالة عقبات الاستثمار في هذا المجال، وتعكس التزام الدولة المصرية تجاه مشروعات الطاقة المتجددة.

وأضاف شاكر، أنّه نتيجة للإجراءات السابقة أصبح للمستثمر ثقة كبيرة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، حيث تقدم عدد كبير من المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبي والمحلي للدخول في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث يتيح القطاع العديد من الآليات لمشاركة القطاع الخاص.

واستكمالا لهذا الجهد وفي إطار تنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية وبخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، جرى بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة العالمية، وضع استراتيجية للمزيج الأمثل فنيا واقتصاديا للطاقة في مصر (بترول ـ كهرباء) حتى عام 2035، والتي تتضمن تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لتصل نسبتها إلى ما يزيد عن 42% بحلول عام 2035.

خطة طموحة

وأشار الوزير خلال اللقاء، إلى الاهتمام الذي يوليه القطاع للطاقات المتجددة من خلال خطة طموحة تستهدف زيادة نسبة مشاركة الطاقات المتجددة لتصل إلى نحو 10 آلاف ميجاوات فى عام 2023، لافتا إلى أنّ هناك تعاون مع شركات عالمية للبدء في المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروعات تجريبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال، وصولا إلى إمكانية التصدير، مؤكدا استعداد القطاع للتعاون مع مختلف الأطراف في هذا المجال.

وتابع شاكر، أنّ اللقاء شهد توقيع مذكرة تفاهم للانتهاء من الأعمال الاستشارية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، لافتا إلى جهود مصر لتكون ممرا لعبور الطاقة النظيفة التي تتمتع بها القارة الأفريقية، وتحرص مصر على دعم جهود الدول الأفريقية للنفاذ للطاقة النظيفة من المصادر المتجددة.

وأشاد باولو دي ميشيل، مسؤول ملف الطاقة المتجددة بشركة جلوباليك البريطانية، بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري من خبرات كبیرة، كما أشاد بالإصلاحات التي نجحت مصر بصفة عامة في تحقيقها، وبالإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء المصري في تحقيقها خلال فترة القليلة الماضية.

وأعرب عن رغبة شركته، في زيادة حجم التعاون بالعديد من المجالات، خاصة الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر حتى نصل إلى «صفر انبعاثات»، مشيدين بجهود قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، وبما حققته مصر في مجال مكافحة التغير المناخي، حيث أصبحت دولة رائدة في المنطقة، ما يشجع على نقل تلك الخبرات إلى الدول الأخرى بالمنطقة.

وأكد أهمية استمرار التعاون وتبادل الرؤى خلال الفترة المقبلة، استعدادا لتنظيم مصر لفعاليات مؤتمر الأطراف COP 27 في مجالات الطاقات المتجددة، تحسين كفاءة الطاقة والبحوث والدراسات.