لم تمر إلا ساعات عن حضور الرئيس التونسي قيس سعيّد، الاستعراض العسكري في الجزائر بمناسبة الذكرى الستين على استقلال البلاد، حتى أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أنه قرر إعادة فتح الحدود البرية مع تونس لتشمل حرية تنقل المواطنين، ابتداء من 15 يوليوز.
وكانت الجزائر قد قررت في مارس 2020 غلق الحدود البرية بينهما بسبب انتشار كوفيد-19، لكن رغم تخفيف الإغلاق لمرور البضائع والسماح للجزائريين بالتصدير والاستيراد عبر الحدود، لم تمنح للمسافرين حرية التنقل بين البلدين.
في هذا السياق، قال عبد المجيد تبون لدى توديعه الرئيس التونسي قيس سعيّد، “اتخذنا معا قرار فتح الحدود ابتداء من 15 يوليوز”، مشيرا إلى أن “الحدود لم تغلق. كانت مفتوحة لكن للبضائع”.
فتح الحدود يأتي بعد أزمة حديث الرئيس تبون حول تونس خلال الندوة الصحفية التي عقدها مع نظيره الإيطالي، الذي استرعى الانتباه بشكل لافت، نظراً لطبيعة المصطلحات التي وظّفها الرئيس الجزائري، والتي لم تكن دارجة في القاموس الدبلوماسي منذ بدء أحداث تعطيل البرلمان في تونس، بعد عن حديثه عن سعي الجزائر وروما لمساعدة تونس على الخروج من “المأزق” و”العودة للطريق الديمقراطي”.
ويتخذ القرار الجزائري بعدا سياسيا في صلته بالتطورات السياسية في تونس، ويشير إلى وجود تفاهمات جديدة بين تبون وسعيد، بعد فترة فتور في العلاقة نتيجة تحفظات جزائرية وقلق من تحالفات غير معلنة للرئيس قيس سعيد مع مصر والإمارات.
وتحدث مراقبون في وقت سابق عن أن هناك قلقاً جزائرياً واضحاً من التطورات في تونس، مرتبطاً بشكل أكبر باستشعار الجزائر وجود تدخّلات أجنبية واضحة في هندسة الخيارات الداخلية لتونس، واستدراجها إلى اصطفافات ومحاور مقلقة بالنسبة للجزائر.
وهو ما كان عبّر عنه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكثر من مرة، مشدّداً على رفض الجزائر أي تدخلات أجنبية في تونس، واستعداد بلاده لدعم تونس ضد هذه التدخلات.
