«يا رايحين للنبي».. طقوس الحجيج قديمًا في الواحات

مازال أهالي الواحات بالوادي الجديد يتمسكون بالعادات والتقاليد الموروثة عن الأجداد، والمتمثلة في شعائر وطقوس الحج في واحتي الداخلة والخارجة.

وبدأت أهالي الواحات تنتظم رحلات سنوية قادمة من جميع البلدان قاصدةً أداء فريضة الحج في مكة المكرمة، تفاوتت الرحلات في طولها والطرق التي سلكتها، فمنها ما تحتّم على أصحابها عبور الجبال أو الصّحاري، ومنها ما فضل سالكوه اتخاذ البحر طريقاً لهم رغم ما فيه من مخاطر.

وأشار بذلك الدكتور محمود صالح الباحث الأثري بالوادي الجديد، إلى أن الحجاج كانوا يسلكون طرق وعرة وصعبة للوصول إلي مكة والمدينة لأداء فريضة الحج، فكان أغلب المواطنين يسلكون طريق درب الغباري يصل بين الداخلة وبين مدينة الخارجة، ويبلغ طوله 155 كم إلى تنيدة وكذلك درب الطرفاوي الذي يبدأ من موط متجهاً نحو الجنوب.

حيث يلتقي بدرب الأربعين عند "واح الشب" وطوله 350 كم ، غير أن أهم الطرق جميعا "درب الأربعين" الذي اتبعه الحجاج في رحل ويبدأ من مدينة أسيوط ثم يخترق الصحراء مارا بالواحات الى دارفور بالسودان وارتبطت هذه الطرق بوقوع العديد من بلدان الواحات عليها من ذلك وقوع بلدة بلاط بالواحات الداخلة علي درب الأربعين ودرب الطويل ووقوع بلدة القصر على درب الغباري.

أضاف الأثري أن درب الأربعين لعب دوراً مهماً في مطلع القرن الثامن عشر حين كان معبراً إلى الحج حيث القادمون من شمال وغرب إفريقيا من هذا الطريق وذلك قبل عصر المماليك حتى أصبح ملتقى التفاعل الثقافي والتاريخي المهم.

أوضح الدكتور محمود أن رحلة الحج هذه الأيام لا تستغرق أكثر من شهر واحد، ولربما ذهب الحاج وعاد إلى بيته ولم يسمع و يعرف برحلته إلا قليل من الناس وعلى العكس تماما في الماضي فقد كانت رحلة الحج يسبقها بهجة وسرور واحتفالات يومية في بيت الحاج وبيوت الجيران قبلها بشهور وتنصب الولائم وتقرع الدفوف وأناشيد الحج والتبريكات احتفالا بهذه المناسبة التى يفرح لها كل من في البلدة كأنهم أسرة واحدة.

ومن أشهر أغاني وأناشيد الحجيج "يا رايحين للنبي خدوني معاكم نشرب من زمزم ونزوره في حماكم" وكذلك "رايحة فين يا حاجة بشال وطرحة.. رايحة أزور النبي وأكمل الفرحة" عند النبي طاحت له الهجينا.. ادن بلال وقام الصلاة بينا.. قال لي يوم الزحام هو الشافع لينا.

وقال أحد أبناء الوادي الجديد إن فريضة الحج وحكاياته تكاد تكون المظهر الاحتفالي الشعبي الأكثر وضوحاً في شوارع وبيوت قرى الواحات والرسومات على واجهات منازلهم للباخرة والطائرة أو وسيلة السفر للحج، وكذلك العبارة التي تسجل تاريخ سنة الحج واسم الحاج والدعاء بالتوفيق له في رحلة الحج.

أضاف أن توديع الحجيج قديما يكون غالباً في خارج نطاق القرية بمسافة قصيرة يكملها سيراً على قدميه بين الناس وإذا كان كبير السن يمتطي ظهر ركوبته.

وبعد رحيل الحجاج وسفرهم لأداء الحج يبدأ أهل بيته في دهان البيت وترميمه ويَحْضُر أحد الرسامين المتخصصين ليرسم مناسك الحج أو وسائل سفر الحجاج والمركب ـ أو الدابة قديمًا مع بعض العبارات الدينية الواردة في القرآن والسنة عن الحج بواسطة "المغرة"، وهى مادة معدنية خام موجودة بكثرة في الجبال القريبة، فهى التي تستخدم في رسم وكتابة هذه النقوش.

تاريخ الخبر: 2022-07-06 21:21:13
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

ميلة: بعثـة من مجلـس الأمـة تعايـن مرافـق واستثمـارات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنســاني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

والــي أم البواقي يكشف: مسـاع للتكفـل بالمستثمريـن عبـر 17 منطقـة نشـاط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية