تمديد إيصال المساعدات لسوريا على طاولة مجلس الأمن


يصوت مجلس الأمن الدولي، الخميس، على مشروع قرار يمدد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود في سوريا من دون موافقة النظام، التي تريد روسيا تمديدها ستة أشهر فقط فيما تطالب الدول الغربية بسنة.

يأتي ذلك فيما تنتهي صلاحية هذه الآلية المعمول بها منذ 2014، الأحد.

معبر باب الهوى

وينص مشروع قرار صاغته النرويج وأيرلندا، العضوان غير الدائمين في مجلس الأمن، على تمديد استخدام معبر باب الهوى عند الحدود السورية التركية الذي تمر عبره مئات الشاحنات شهرياً حتى العاشر من يوليو 2023.

كما يطالب مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "كل الأطراف ضمان وصول كامل وآمن ومن دون عوائق وبكل الآليات بما فيها خطوط الجبهة لنقل المساعدة الإنسانية في كل مناطق سوريا".

قافلة تنقل مساعدات إنسانية متوقفة عند الجمارك في سوريا بعد عبورها من تركيا عبر معبر باب الهوى في 18 يناير 2022 (فرانس برس)

موسكو تلوح بالفيتو

يشار إلى أن 2,4 مليون سوري يستفيدون شهرياً من مساعدات تدخلها الأمم المتحدة، وفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وعبرت الحدود خلال العام الحالي وحده أكثر من 4600 شاحنة مساعدات، حمل غالبيتها مواد غذائية، بحسب المصدر ذاته.

وتهدد موسكو، داعمة النظام السوري الرئيسية، بعرقلة تجديد التفويض عبر استخدام حق النقض (الفيتو)، وهو ما سبق وفعلته وأدى إلى إغلاق معابر أخرى استخدمتها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى مناطق خارج سيطرة حكومة النظام السوري.

كذلك تصرّ روسيا على أنه يمكن الاستمرار بتقديم المساعدات للسكان المحتاجين عبر مناطق سيطرة حكومة النظام السوري.

غير كافية

وحاولت الأمم المتحدة تطوير ذلك لكنها تعتبر هذه الآلية غير كافية لتلبية حاجات ملايين السوريين في منقطة إدلب. وتم إيصال خمس شحنات مساعدات فقط عبر خطوط الجبهة، بحسب المنظمة الدولية التي تطالب بتمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود لفترة طويلة.

فيما يفيد دبلوماسيون أن روسيا التي ألمحت في الأشهر الأخيرة إلى أنها ستعارض أي تمديد للتفويض، عرضت قبل فترة قصيرة مشروع قرار منافساً لمشروع النرويج وأيرلندا ينص على تمديد الآلية لستة أشهر فقط.

شاحنة ضمن قافلة تنقل مساعدات إنسانية متوقفة أمام الجمارك في سوريا بعد عبورها من تركيا عبر معبر باب الهوى في 18 يناير 2022 (فرانس برس)

"إعادة تأهيل سريعة"

وفي محاولة لإقناع موسكو، ضمّن الأوربيون على ما أفاد دبلوماسيون، نصهم تعديلات تطالب بها روسيا حول شفافية الشحنات الإنسانية وحول مساهمة ممكنة في إعادة بناء البلاد وضرورة تطوير آلية لإيصال المساعدات عبر دمشق.

وكانت الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا تربط حتى الآن أي مساعدة لإعادة البناء بإصلاحات سياسية في سوريا.

لكن خلال اجتماع في مجلس الأمن حول سوريا عقد في يونيو، دعمت غالبية من الدول ومن بينها الولايات المتحدة، فكرة تمويل مشاريع "إعادة تأهيل سريعة" للبلاد.

مبادرات دولية جديدة فورية

وفي هذا الإطار، يطالب مشروع القرار المقترح من النرويج وإيرلندا "بمبادرات دولية جديدة فورية لتوسيع النشاطات الإنسانية في سوريا بما يشمل مشاريع إعادة تأهيل سريعة على صعيد المياه والصحة والتعليم تقوم بها وكالات إنسانية دولية والأطراف المعنية".

ويطلب أيضاً من الأمين العام للأمم المتحدة رفع تقرير كل شهرين حول تطبيق القرار ولا سيما بشأن مشاريع إعادة التأهيل هذه، وتطورات إيصال المساعدة الإنسانية عبر خطوط الجبهة انطلاقاً من دمشق.

قافلة تنقل مساعدات إنسانية متوقفة عند الجمارك في سوريا بعد عبورها من تركيا عبر معبر باب الهوى في 18 يناير 2022 (فرانس برس)

التوصل لتسوية ممكن

فهل أن تضمين مشروع القرار هذه العناصر سيغير موقف روسيا لتوافق على تمديد الآلية؟

مساء الأربعاء، كانت قلة من الدبلوماسيين تريد القيام بتكهنات حول الموضوع. وأكد بعضهم لوكالة فرانس برس، أن التوصل إلى تسوية ممكن كما حصل خلال التمديد قبل سنة.

ضغوط على مجلس الأمن

يذكر أنه في الأسابيع الأخيرة مارست عشرات المنظمات غير الحكومية ومسؤولون كبار عدة في الأمم المتحدة ضغوطاً على مجلس الأمن لتمديد التفويض لمدة سنة.

وكان نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا مارك كتس، أكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن "الفشل في تجديد القرار سيكون كارثياً، إذ لا خيار متوافرا حالياً يمكن أن يشكل بديلاً عما تقوم به الأمم المتحدة راهناً على مستوى الحجم أو النطاق".

عملية ملحة

وفي حال استخدام روسيا حق النقض، فمن بين البدائل المطروحة إيصال مساعدات عبر دمشق أو تشكيل منظمات الإغاثة الدولية تحالفاً يعمل على مواصلة تقديم مساعدات عبر الحدود، وفق ما قال مسؤولو إغاثة بارزون لوكالة فرانس برس من دون الكشف عن هوياتهم.

وتعد عملية إيصال المساعدات ملحة مع بلوغ الاحتياجات الإنسانية في سوريا أعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع عام 2011 والذي أودى بحياة قرابة نصف مليون شخص وأدى إلى تشريد وتهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

كما احتاج قرابة 13,4 مليون شخص في أنحاء سوريا إلى المساعدة خلال العام 2021، مقارنة مع 11,1 مليون عام 2020، وفق الأمم المتحدة.

المعبر الوحيد

تجدر الإشارة إلى أن معبر باب الهوى هو الوحيد الذي يمكن عبره نقل مساعدات إلى مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في إدلب (شمال غرب) ومحيطها، من دون المرور في مناطق سيطرة حكومة النظام السوري. وتستخدمه الأمم المتحدة منذ العام 2014.

وتؤوي المنطقة 4,4 مليون شخص، نزح عدد كبير منهم من محافظات أخرى على وقع المعارك منذ اندلاع النزاع.

تاريخ الخبر: 2022-07-07 12:17:06
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 94%
الأهمية: 100%

آخر الأخبار حول العالم

السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:01
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:18
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:21:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

كتل ضبابية وحرارة مرتفعة ورياح قوية في طقس يوم الجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:08:54
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 79%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية