في الوقت الذي تبذل فيه الدولة كافة السبل لتطوير الرياضة السعودية بتقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي والتحفيزي لقطاع الرياضة ليكون في مصاف دول العالم الكبرى رياضيا، كما تضع وزارة الرياضة على عاتقها وضع كافة البرامج التي تكفل تميز أندية الوطن وتسن القوانين واللوائح المنظمة لعمل الأندية لضمان استمرارية تفوقها على المستويين القاري والعالمي وفي كافة الألعاب، بالإضافة إلى الرقابة المشددة على الجانب المالي بالكثير من الخطط والبرامج المتميزة التي تحقق الفائدة المرجوة من كافة المداخيل الكبيرة حكومية كانت أو ما يتم ضخه في خزائن الأندية من الموارد المالية الأخرى.. ما زالت بعض الأندية للأسف تتصرف بطريقة معاكسة لكل التوجهات التي تسعى لها الوزارة ولا يزال الهدر المالي والتصرف الإداري غير الرشيد هو العنوان الأبرز لبعض إدارات الأندية.
في السنوات الماضية تم سداد كافة ديون الأندية الخارجية بتوجيه كريم من سمو ولي العهد الأمين، وتم تصفير هذه الديون في كافة الجهات القضائية الخارجية، وأصبحت الأندية حرة ماديا ولا يوجد ما يكبلها قانونيا للعودة إلى مزيد من التعاقدات الجديدة واستفادت الكثير من الأندية من هذه المكرمة.
وما يجعل المتابع في حيرة من أمر بعض الأندية هو سرعة عودتها للديون والقضايا الداخلية والخارجية وكأنها لم تستوعب الدرس جيدا.
اللافت والمحير في نفس الوقت هو كيف عادت الديون والالتزامات داخليا وخارجيا رغم الرقابة والتدقيق والحرص حسب ما هو معلن من قبل وزارة الرياضة واتحاد كرة القدم؟!
والمؤسف، رغم الهدر المالي الكبير من هذه الأندية، هو تواضع نتائجها، حيث تكرر خروجها من كافة المنافسات بدون شيء يذكر على مستوى الترتيب العام بل إن بعضها هبط للدرجة الأدنى في المسابقات السعودية.
هل إدارات هذه الأندية غير ملتزمة بما يصدر من جهة الاختصاص وبالتالي تحدث كل هذه الكوارث المالية؟! أم أن هناك ثغرات تنظيمية في لوائح وأنظمة الوزارة يستطيع من خلالها بعض مسيري هذه الأندية التجاوز والقفز عليها وتكرار الهدر والعبث المالي الكبير؟!
وزارة الرياضة هي الجهة المؤتمنة للحفاظ على أموال الدولة، وهي الجهة المسؤولة عن أداء إدارات الأندية، والقادرة على محاسبتهم بالشكل الذي يوازي التجاوزات التي جعلت من هذه الأندية نقطة ضعف مالية وإدارية مخيبة في نتائجها ومخالفة لآمال وتطلعات الجماهير الرياضية التي تمني النفس بنتائج مميزة.
كنا وما زلنا وسنبقى على ثقة كبيرة في أن سمو وزير الرياضة حريص كل الحرص على مكافأة الأندية الملتزمة بما تستحق، وكذلك محاسبة كل من يخالف أو يتجاوز في الالتزام بما تضعه الوزارة من تعليمات للرقي برياضة الوطن.
@khaled5Saba
