جامعو القمامة غير الرسميين هم الحلقة الأهم في منظومة إدارة المخلفات، ومع الاعتراف بأهميتهم يمكن للجهات الرسمية ذات الصلة بإدارة وتدوير المخلفات الاستفادة منهم، لكن الاستفادة لن تسبق الوعي، فالوعي بمهنتهم ومخاطرها له الأسبقية، لذلك جاء جامعو القمامة غير الرسميين ضمن اهتمامات جنوب الصعيد في اسوان، التي خرجت لهم في انشطة ميدانية، لتعريفهم بأهمية الالتزام بإرشادات السلامة والحفاظ على البيئة خلال عملهم.

في هذا السياق نظمت المنصة المحلية لمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27» في محافظة أسوان، بالتعاون مع جمعية «لست وحدك» لذوي الإعاقة في قرية «العطواني» بمركز إدفو، وجمعية تنمية المجتمع، يوماً بيئياً مع عمال النظافة، وجامعي القمامة في الشوارع والساحات والميادين، بعدد من القرى، لأنهم أحد الأطراف المعنية في منظومة الحفاظ على البيئة من التلوث ومكافحة التغيرات المناخية.

وقال الدكتور أحمد زكي أبوكنيز، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة ومنسق المنصة المحلية للمبادرة في أسوان، :” جرت فعاليات اليوم البيئي مع عمال النظافة، تحت اشراف وتنفيذ ميداني، للزميلة سلوى سليمان، عضو المنصة، وتضمن اليوم توعية المشاركين بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحتهم ولضمان سلامتهم من التلوث أثناء جمع القمامة، وأيضاً توعيتهم بأهمية التخلص الآمن من القمامة في المكان المخصص لها، للحفاظ على البيئة، وضمان سلامة أفراد المجتمع.

وأشار “كنيز” إلى أن جامعي القمامة يعتمدون بالأساس على رسوم الخدمة والبقشيش من جمع القمامة من المنازل، وكذلك بيع القمامة المفروزة للمصانع والقائمين على إعادة التدوير، ويعتقد جامعو القمامة أن كل ذلك يختفي مع تطبيق المنظومة الجديدة، التي تبتغي دمجهم في منظومة إدارة المخلفات، ما قد يهدد مهنتهم بشكلها القائم منذ عدة قرون. لذلك يفقدون الاستجابة، لكننا نعمل على توعيتهم ايماناً منا بأهمية الدور الذي يلعبونه إذا تمت توعيتهم واستيعابهم بأمان.

وأضاف كنيز : كلما تعددت انشطتنا الميدانية ازددنا يقيناً ان عملنا الميداني رغم صعوبته إلا أنه أشد عمقاً وتأثيراً من العمل المكتبي او القائم على الندوات فقط.

كما عقدت منصة أسوان، بالتعاون مع فرع المجلس القومي للمرأة، وجمعية المستقبل للتنمية وحماية البيئة، ندوة في قرية «المحاميد»، التابعة لمركز إدفو، حول التغيرات المناخية وأسبابها والأضرار الناجمة عنها، كما تضمنت الندوة، التي عُقدت داخل مصلى السيدات في مسجد «الزاوية»، بحضور عدد من السيدات، وحاضر فيها كل من مجاهد بدري إبراهيم، ومحمد سيد شقرون، توعية السيدات بأهمية دور المرأة في التكيف مع التغيرات المناخية.

جدير بالذكر ان مبادرة بلدنا تستضيف قمة المناخ بدأت في يناير الماضي، تحت رعاية نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي وريادة الدكتور عماد الدين عدلي رئيس مجلس إدارة المكتب العربي للشباب والبيئة، ورائد الحوار المجتمعي حول المناخ استعداداً لقمة المناخ المزمع انعقادها في مصر خلال نوفمبر المقبل