تنتعش أسواق الماشية بالتزامن مع وقفة عيد الأضحى المبارك، حيث يتوافد العديد من الأهالي لشراء الأضحية الخاصة بهم استعدادًا لذبحها في أولى أيام العيد، وتستمر عملية البيع والشراء حتى ثالث أيام العيد.

وعلى الرغم من أزمة المستريحين التي عاشتها محافظة أسوان خلال الفترة الماضية، وإيداع العديد من أصحاب الماشية بمختلف نوعها رؤوس المواشي الخاصة بهم ليستثمروا أموالهم ويضاعفوها وانتهت القصة بالنصب عليهم، ولكن ذلك لم يؤثر مطلقًا على حركة البيع والشراء فى الأسواق حتى مع غلاء الأسعار.

وأجرت «الدستور» بثًا مباشرًا مع مدرس وزوجته مؤسسي مشروع صغير لبيع الخراف والماشية، لرصد حركة البيع والشراء فى الأسواق ومدى تأثير أزمة المستريحين على أرتفاع الأسعار خلال هذا العام.

قال عبد العزيز محمود، رئيس قسم بأحدى المدارس التابعة لمديرية التربية والتعليم في أسوان، إن تربية الحيوانات تحتاج إنسان لديه رفق بالحيوان، وأنه تعلم تربية الماشية والزراعة على الرغم وهو في سن كبير نظرًا لبحبه لهم، وبعدها أسس مشروع صغير لتربية المواشي تساعده زوجته، موضحًا أن ينظم وقته بين الشغل وتربية الماشية بمنزله، وبالنسبة له لا تمثل له أي عائق أو صعوبات، حيث أنه يضع لهم الطعام قبل التوجه للعمل وهند عودته يستكمل مهامه معهم.

وأضاف لـ«الدستور»، أنه خلال هذا العام ارتفعت أسعار بيع الماشية سواء الخراف والأبقار والعجول جميعهم بشكل غير طبيعي؛ نظرًا لأن هناك نقص في الثروة الحيوانية بعد أزمة المستريحين وأعمال النصب التي تعرض لها عدد كبير من الأهالي بعد إيداع الماشية الخاصة بهم.

وأوضح أنه يبدأ في الاستعداد لبيع الخراف والمواشي تزامنًا من عيد الأضحى المبارك قبل حلوله بـ4 أشهر، وتستمر حتى أولى أيام عيد الأضحى المبارك، وأنه على الرغم من ارتفاع الأسعار إلا أن حركة البيع جيدة قائلًا «ماشية حلو وعرفت أبيع عدد من كمية البهايم اللي عندي، وأزمة المستريحين رفعت السعر بس لكن موقفتش حركة البيع».

وتابع لـ«الدستور»، أنه نظرًا لأزمة المستريحين فإنه يشتري أضاحي عيد الأضحى المبارك من إسنا، ونوعها بلدي «كليبي»، ولذلك فإن سعرها مرتفع مقارنة بالعام الماضي، مشيرًا إلى أن أسعارها تصل إلى 7 آلاف جنيه.

وأشار إلى أنه حتى يتمكن الأهالي من اختيار الأضحية الجيدة والممتلئة باللحم لابد من الابتعاد عن هذه الصفات: إذا كان لها قرن واحد فقط، أو لديه عين واحدة «أعور»، وإذا كان شعره الخراف قد تم قصه قبل عدة أيام من العيد، وقتها تصبح هذه الماشية أو الخراف غير صالحة، وبالنسبة لمعرفة وزنه لابد من وضع الشخص يديه على الأضحية وتحديدًا عن سلسلة الظهر من الخلف إذا كانت بارزة تعني أن وزنها قليل ولو مبتعدة تعني أن وزنها مناسب.

بينما قالت سعدية العمدة زوجته، أنها تطعم الخراف والماشية وتضع لهم مياة أيضًا بشكل يومي في الصباح الباكر حتى تتمكن من مساعدة زوجها «وبعدها هو بيكمل معايا المشوار في تربيتهم»، بالإضافة إلى أنها تقوم بحلب الأبقار وبيع اللبن للأهالي حتى يستطيعوا تحقيق ربح من مشروعهم الصغير.

وأوضحت أنها في بداية الأمر لم يكن لديها أي علم بتربية الحيوانات ولكنها مع الوقت اعتادت عليهم، وأنها من خلال الإنترنت تمكنت من اكتساب العديد من الخبرات حول تربية المواشي وحلب الأبقار، و الصناعات التي تتم من الألبان.