في ذروة غضب شعبي متصاعد إزاء أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ سبعة عقود، اقتحم آلاف المتظاهرين، اليوم السبت، مقر إقامة الرئيس السريلانكي، جوتابايا راجاباكسا، في كولومبو، مرددين شعارات تطالبه بالتنحي.
فيما لم يتمكن أفراد الجيش والشرطة من التصدي لحشود المحتجين.
التلفزيون الرسمي السريلانكي ينشر مشاهد لحظة اقتحام آلاف المتظاهرين لقصر الرئيس في العاصمة #كولومبو، بعد هروبه#سيريلانكا #العربية pic.twitter.com/4LEb6TRxut
— العربية (@AlArabiya) July 9, 2022
كما شق المتظاهرون طريقهم عبر البوابات المعدنية لوزارة المالية ومقر أمانة الرئاسة المطلين على البحر.
وقال مصدران بوزارة الدفاع إن راجاباكسا نُقل من المقر الرسمي، أمس الجمعة، حفاظاً على سلامته قبيل الاحتجاج. في حين لم يتضح مكانه.
في الغرف والممرات وحوض السباحة
إلى ذلك أظهر بث مباشر على فيسبوك من داخل منزل الرئيس مئات المحتجين، الذين لفّ بعضهم الأعلام حول جسده، وهم يحتشدون في الغرف والممرات ويرددون شعارات مناهضة لراجاباكسا.
وأظهرت مقاطع فيديو بعض المتظاهرين يسبحون في حوض السباحة داخل منزل الرئيس، بينما جلس آخرون على فراش ذي 4 قوائم وأرائك. وشوهد البعض يفرغ خزانة ذات أدراج في مقاطع انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تجول المئات في الأراضي المحيطة بالمقر الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية. فيما لم تتسن رؤية أي مسؤول أمني.
وقالت مصادر طبية لرويترز إن ما لا يقل عن 39 شخصاً، بينهم شرطيان، أصيبوا خلال الاحتجاجات المستمرة ونقلوا إلى المستشفيات.
مشاهد لمتظاهرين سريلانكيين يستمتعون في أسرة قصر الرئيس السريلانكي بعد اقتحامه#سيريلانكا #العربية pic.twitter.com/06eRYiOJ5P
— العربية (@AlArabiya) July 9, 2022
رئيس الوزراء مستعد للاستقالة
في غضون ذلك أفاد مكتب رئيس وزراء سريلانكا، رانيل ويكريميسنجه، اليوم، أنه مستعد للاستقالة لإفساح المجال
لتشكيل حكومة تضم جميع الأحزاب.
وأجرى ويكريميسنجه محادثات مع العديد من قادة الأحزاب السياسية، لتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها في أعقاب الاضطرابات.
وقال مكتبه في بيان إن "ويكريميسنجه أبلغ قادة الأحزاب بأنه مستعد للاستقالة من منصب رئيس الوزراء وإفساح المجال أمام حكومة تضم جميع الأحزاب لتولي السلطة". فيما كشف مصدر بالحكومة لرويترز أن ويكريميسنجه نُقل أيضاً إلى مكان آمن.
مشاهد متداولة لاقتحام متظاهرين في #سريلانكا مقر إقامة الرئيس في #كولومبو، وسط أنباء عن هروب الرئيس من المكان#العربية pic.twitter.com/fli7sEgmLm
— العربية (@AlArabiya) July 9, 2022
تفكيك حواجز للشرطة
يشار إلى أنه قبل اقتحام المباني الحكومية اليوم، عمل المتظاهرون على تفكيك عدة حواجز للشرطة في المنطقة الحكومية في كولومبو. وقال شاهد من رويترز إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء، لكنها لم تتمكن من منع الحشد الغاضب من محاصرة المقر الرئاسي.
وعلى الرغم من النقص الحاد في الوقود الذي تسبب في تعطل خدمات النقل في أنحاء البلاد، تكدس المتظاهرون في حافلات وقطارات وشاحنات من مختلف المناطق، سعياً للوصول إلى كولومبو للاحتجاج على فشل الحكومة في حمايتهم من الانهيار الاقتصادي.
تضخم قياسي
يذكر أن الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة ترزح تحت وطأة نقص حاد في النقد الأجنبي، أدى إلى تقليص الواردات الأساسية، مثل الوقود والغذاء والدواء، مما دفع البلاد إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها في عام 1948.
ووصل التضخم إلى مستوى قياسي بلغ 54.6% في يونيو ومن المتوقع أن يصل إلى 70% في الأشهر المقبلة، ما تسبب في تفاقم معاناة المواطنين.
آلاف من المحتجين يقتحمون المقر الرسمي للرئيس السريلانكي بعد هروبه، إثر تصاعد الغضب والاحتجاجات منذ شهور بسبب أسوأ أزمة اقتصادية تعانيها البلاد#سريلانكا#العربية pic.twitter.com/VCVyb9fKLX
— العربية (@AlArabiya) July 9, 2022
توقف شحنات الوقود
كما تأتي الأزمة بعد أن ألحقت جائحة كوفيد-19 أضراراً بالغة بالاقتصاد المعتمد بشدة على السياحة وقللت من تحويلات العاملين في الخارج، وذلك بالتزامن مع تراكم ديون حكومية ضخمة وارتفاع أسعار النفط وفرض حظر على استيراد الأسمدة الكيمياوية العام الماضي، وهو ما تسبب في الإضرار بقطاع الزراعة.
غير أنه مع ذلك، يلقي كثيرون باللوم في الأزمة على الرئيس. وتطالب احتجاجات منذ مارس اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد باستقالته.
وتفاقم الاستياء أيضاً في الأسابيع الأخيرة بعد أن توقفت شحنات الوقود عن الوصول إلى الدولة التي تعاني من ضائقة مالية، مما أدى إلى إغلاق المدارس وتقليل كميات البنزين والديزل المخصصة للخدمات الأساسية.