سرق "التابلت" فرحة الأطفال بالعيد حيث لم يعد الصغار يبحثون عن اللعب أو يتوقون إلى الذهاب للملاهي مع أسرهم خلال إجازة العيد، أو حتى يقنعون بعيدية بسيطة كما اعتاد الجيل الذي سبقهم، فأصبحوا يطالبون أن تكون هدية العيد عبارة عن "تابليت" يحتوي على ألعاب إلكترونية وتطبيقات معينة أهمها "اليوتيوب". واللافت أنهم لا يستمتعون بما يخص أعمارهم الصغيرة، بل يبحثون عن أفلام وبرامج وأغاني الكبار.

ووجد الآباء وخاصة الأمهات أنفسهم في موقف لا يحسد عليه عند تربيتهم للصغار داخل أو خارج البيت، وفي المناسبات السعيدة. فهم يخشون عليهم من أضرار عدة تسببها هذه الأجهزة الإلكترونية يمكن أن تؤذي العينين أو تؤثر على التركيز أو تشغل أوقاتهم بأمور غير مفيدة لهم وعن ذويهم. كما أنهم لا يكترثون لقضاء وقت ممتع وطويل مع أسرهم سواء في الزيارات العائلية المرتبطة بالعيد أو خلال التنزه خارج المنزل.

الآثار النفسية

توضح الأخصائية النفسية تماضر حسن أن أسباب إدمان التابلت لدى الأطفال، يبدأ بانشغال الأسرة عن الطفل لفترات طويلة، وخضوعهم له بتوفير التابلت تماشيا مع العصر الحديث الذي طغت عليه السوشال ميديا، دون رقابة، والالتفات للإعلانات التجارية، حتى أصبح الطفل يدمن على هذه الأجهزة، التي قد تؤدي إلى ضع عضلات العين أو نقص الانتباه أو اضطراب ساعات النوم أو الإصابة بالقلق والعزلة وما يترتب عليها من آثار نفسية.

وتشدد بأنه يجب سحب التابلت من الأطفال، ومنع استخدامه في أوقات كثيرة وتوفير ألعاب بديلة وملء أوقات الفراغ بأنشطة متنوعة وأهمها الرياضة واللعب بالكرة على سبيل المثال مع الأصدقاء والأهل والجيران كي يتم القضاء على الوحدة التي تسببه تلك الأجهزة.

معاناة الأمهات

تبين تهاني محمد أنها تعان يكثيرا من إدمان إبنتها الصغيرة (6 سنوات) على الآيباد، ورغم أنها لا تسمح لها إلأاى باستخدام برامج وتطبيقات معينة مثل يوتيو الأطفال ، إلا أن صغيرتها لا تريد إلا كل ما يتعلق بالكبار لا الأطفال. تقول "الصغار يقلدون الكبار في كل شيء ولا يحبون الألعاب والتطبيقات التي تخص سنهم، فهم يسبقون جيلهم اليوم".

أما وفاء سالم فتقول إن هدايا الصغار كانت عبارة عن عيدية (مثلا 100 إلى 500 ريالا) لكن اليوم يريدون إما جوال باهض الثمن أو تابلت، ما يعني آلاف الريالات، وهذا يشكل عبئا ماديا على الأب أو الأم، ولا يقبلون أو يرضخون بالذهاب إلى الملاهي أو تناول وجبة عشاء في مطعم أو حتى هدية مثل الملابس أو الألعاب كالدراجة الهوائية مثلا، هم يريدون أجهزة إلكترونية غالية، والشركات التجارية تغريهم بالإعلانات الجذابة وهذا يثقل كاهل الأسر".

تحت النظر

ويؤكد الأخصائي الاجتماعي أحمد سلمان أنه من المهم أن يضع الآباء والأمهات قيود على الأطفال إن كانوا يقضون مع الأجهزة الإلكترونية وقتاً طويلا، فليس من الصحيح أن يكونوا بعيدا عن ذويهم خلال استخدامهم للأجهزة هذه، فالرقابة الأسرية ضرورية، فيمكن تسليم الطفل "التابلت" لأوقات قصيرة ويكون بجانبه، أي يكون الطفل تحت نظر الأب أو الأم.