افتتاحية الدار: أيادي الكابرانات ملطخة بضحايا اقتحام مليلية..هل حان الوقت لفتح تحقيق دولي ومحاسبة المتورطين؟


الدار/ افتتاحية

يد الكابرانات ستظل ملطخة إلى الأبد بدماء أولئك المهاجرين واللاجئين الأفارقة الذين تم الدفع بهم نحو مغامرة غير محسوبة العواقب لاقتحام سياج مليلية المحتلة. كل يوم تزداد الحقيقة سطوعا وتظهر المؤامرة التي دبّرتها مخابرات نظام العسكر في الجزائر من أجل إحراج المغرب وتوريطه في مواجهة مع بعض الجهات سواء الإفريقية أو الدولية بدعوى أن ما حدث كان فيه انتهاك لحقوق الإنسان. والحال أن جل المهاجرين السريين الذين قضوا كما تظهر ذلك الفيديوهات إنما ماتوا بسبب تلك السقطة وذلك التراكم الذي حدث مباشرة بعد محاولة الاقتحام الأولى. ومع ذلك فإن ما يروج اليوم من ردود أفعال أوربية وإفريقية يؤكد بالملموس أن السلطات المغربية قامت بكل ما يلزم من أجل حماية أرواح المهاجرين السريين وتجنيبهم الوقوع في الكارثة.

المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تتوجه أنظار الدول الإفريقية والأوربية المعنية بهذا الملف نحو التركيز على مسؤولية الجزائر التي تتهرب باستمرار من أداء واجبها الإنساني والحقوقي المنصوص عليه في المواثيق الدولية التي وقعتها. لقد وفّى المغرب بكل التزاماته في هذا الإطار وفتح حدوده وأرضه أمام الجيران الأفارقة من جنوب الصحراء، وأعطى عشرات الآلاف منهم حق الاستقرار والإقامة، ومنحهم حقوقهم الاجتماعية للاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية، بينما لا يزال المجتمع الجزائري واحدا من أكثر المجتمعات رفضا وعنصرية تجاه الإنسان الإفريقي. والسلطات الجزائرية التي تحاول اليوم بكل ما تملك من إعلام وبترودولار تشويه سمعة المغرب دوليا ليست قادرة حتى على استضافة 100 طالب إفريقي ومنحهم ظروفا مواتية للدراسة عن طريق المنح المخصصة لذلك.

آلاف من الطلبة الأفارقة يدرسون اليوم في المغرب بشكل مجاني ويستفيدون من منح جامعية وطنية أو أجنبية، كما أن هناك مئات من الائمة الذين يستفيدون بدورهم من التكوين في معهد محمد السادس المتخصص بالرباط. وإضافة إلى كل هؤلاء يستفيد المئات من الأطر الأفارقة سنويا من الدورات التكوينية سواء في المجال العسكري أو الأمني أو في مجالات الوقاية المدنية أو الإدارة، وهي كلها جهود يقدمها المغرب في إطار برامج التعاون جنوب-جنوب التي يقودها في القارة السمراء. لا يوجد بلد من شمال إفريقيا اليوم فيه هذا العدد من الأسر المغربية المختلطة التي يكون أحد أفرادها من أصول إفريقية والثاني من أصول مغربية، ثم يستفيد الأبناء تلقائيا من حقوقهم التي تتيحها لهم بلادهم.

لا أحد يمكن أن يزايد إذن على المغرب في إطار وفائه للقارة السمراء واجتهاده الأقصى وتضحياته وعطائه من أجل تقدمها ونمائها. هذه مسألة تعتبر تحصيل حاصل، والذي يقول بعكس ذلك إنما هو مغرض وحاقد. لقد قدّم المغرب لإفريقيا ولا يزال الشيء الكثير، سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو أمنيا، وسيظل مواظبا على هذا العطاء إلى الأبد. لكن البلدان التي تغلق حدودها بنوع من اللاإنسانية في وجه المواطن الإفريقي أو تبادر إلى طرده ورميه في الصحاري القاحلة تحت تهديد الموت عطشا وجوعا هي التي ينبغي اليوم أن تحاسب على جرائمها تجاه هذه الحالات الإنسانية. لن ننسى أبدا مشهد اللاجئين السوريين قبل سنوات عندما كانت قوات الأمن الجزائرية تدفعهم دفعا لعبور الحدود البرية باتجاه المغرب وترفض السماح لهم بالبقاء على أراضيها.

هذا المشهد هو الذي تكرر في يونيو الماضي مرة أخرى ولكن هذه المرة بنوع من التخطيط والتدبير، عندما تم تحريض وتدريب أولئك العناصر من المهاجرين السريين وتزويدهم بما يلزم من أدوات وتمويل للوصول إلى معبر مليلية ومحاولة اقتحامه بتلك الطريقة وذلك الحشد الهائل. يحتاج الأمر إذن إلى فتح تحقيق عاجل من أجل كشف الحقيقة عمّا جرى، وتحديد مسؤوليات الكابرانات عن الكارثة الإنسانية التي تسببوا فيها، بمخططاتهم التي تراهن على الحسابات السياسية ولا تعبأ بالظروف والعواقب الإنسانية التي يمكن أن تفضي إليها. والمغرب لا يقبل اليوم أن تتم المزايدة عليه أو يحاول أي طرف توريطه في حدث كان خارج دائرة مسؤولياته المباشرة وتم تدبيره بمنطق المافيات والمخابرات لغاية سياسية محضة.

تاريخ الخبر: 2022-07-11 12:23:45
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

أبناء جنوب لبنان: لا نريد الحرب.. «حزب الله» ورّطنا - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-17 03:23:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

السعودية والأمريكية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-17 03:23:59
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 52%

أكادير.. افتتاح الدورة الخامسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-17 03:25:06
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

ملاحقة خطابات الكراهية والشر - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-17 03:23:55
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

هل يعيد الحوثي اليمن إلى مربع الحرب ؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-17 03:23:57
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية