السباق الكهربائي .. بي واي دي الصينية تتقدم على تسلا | صحيفة الاقتصادية


بعد ثلاثة أعوام من تحولها إلى أشهر شركة مصنعة للسيارات التي تعمل بالبطاريات في العالم، اضطرت تسلا هذا الأسبوع إلى التنازل عن هذا اللقب لمصلحة واحدة من أقل العلامات التجارية شهرة في الصناعة لكنها الأكثر مهابة، شركة بي واي دي الصينية.
أظهرت أرقام المبيعات نصف السنوية التي نشرت الثلاثاء الماضي أن شركة بي واي دي - اسمها هو اختصار لعبارة "ابن أحلامك" بالإنجليزية - أنتجت 641 ألف سيارة خلال ستة أشهر، وهي زيادة قدرها 300 في المائة عن العام السابق متفوقة بذلك على تسلا التي أنتجت 564 ألف سيارة.
بهذا استطاعت بي واي دي أن تتجاوز تسلا قبل فولكس فاجن أو فورد أو جنرال موتورز، حيث أعلنت تلك الشركات أن هذا هدف لها.
قال مسؤول تنفيذي كبير في شركة تصنيع سيارات ألمانية، "لدى بي واي دي آفاق جيدة جدا".
من جانبه، قال مايكل دن، المدير التنفيذي السابق في جنرال موتورز والخبير في الصناعة الصينية، "لقد بات ينظر إليها أكثر كنظيرة لشركة تويوتا في صناعة السيارات الكهربائية في الصين".
لدى الشركة مستويات عالية من التكامل الرأسي - حيث تملك أقساما للبطاريات وتخزين الطاقة ووحدة لشرائح الحاسوب - وخلفية في صناعة البطاريات وقدرا كبيرا من الصبر، وكل ذلك جعل المجموعة منافسا ضخما ومرتقبا في صناعة السيارات العالمية.
لكن في حين أن تسلا تحظى بشهرة عالمية، إلا أن بي واي دي ما زالت حتى الآن غير معروفة في الأسواق الدولية.
أما في باقي أرجاء الصناعة، يدرك مسؤولون تنفيذيون أنها مسألة وقت فقط قبل أن يتغير ذلك وتصبح للصين أهمية الكبيرة في سوق السيارات الكهربائية العالمية.
قال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا، خلال مؤتمر لـ"فاينانشال تايمز" في أيار (مايو)، "هناك كثير من الموهوبين جدا في الصين الذين يعملون بجد ويؤمنون بالتصنيع بقوة. ولن يعملوا حتى وقت متأخر فقط، بل سيعملون ليلا ونهارا".
من بين الشركات الصينية التي تأمل في استغلال التحول إلى السيارات الكهربائية لكي ترتقي بنفسها إلى المشهد الدولي، تعد بي واي دي الأكثر تميزا.
على عكس كثير من الشركات المصنعة الأخرى الراسخة في البلد، مثل إف أيه دبليو وإس أيه آي سي، شركة بي واي دي ليست مملوكة للدولة. وهي مدرجة في بورصة هونج كونج وتقف خلفها أيضا شركات خاصة داعمة ذات أهمية كبيرة، مثل شركة بيركشير هاثاواي المملوكة لوارين بافيت، التي اشترت حصة فيها في 2008 وتمتلك الآن نحو 8 في المائة من الشركة.
أسس الشركة الأستاذ الجامعي سابقا وانج تشوانفو في منتصف التسعينيات، حيث بدأت كشركة لصناعة البطاريات القابلة لإعادة الشحن وذلك قبل أن تتوسع لتدخل صناعة السيارات في أوائل العقد الأول من القرن الـ21.
كما فعلت الشركات المصنعة الأخرى في المنطقة، بما فيها شركة هيونداي من كوريا الجنوبية، طورت المجموعة أعمالها في البداية من خلال "الهندسة العكسية" للسيارات من العلامات التجارية المعروفة، قبل أن تطور طرزها الخاصة.
ما يقارب نصف السيارات التي تبيعها بي واي دي حاليا هي سيارات هجينة موصولة بالكهرباء وتعدها الصين "مركبات الطاقة الجديدة" إلى جانب الطرز التي تعمل بالبطاريات والطاقة الهيدروجينية الخالصة. أما الأنواع الأخرى من السيارات الهجينة، مثل طرز السيارة "الهجينة الكاملة" من سيارة تويوتا بريوس، لا تصنف في الصين على أنها مركبات الطاقة الجديدة لأنها لا تستطيع السير لمسافات طويلة باستخدام طاقة البطارية وحدها.
على الرغم من تصنيف بكين للسيارات الهجينة الموصولة بالكهرباء على أنها مركبات الطاقة الجديدة، جادل مدافعون عن البيئة منذ فترة طويلة بأنه ينبغي عدم تصنيفها كمركبات نظيفة لأنها تعمل أيضا على المحركات التقليدية وتكون خالية من الانبعاثات فقط عندما تعمل على طاقة البطارية وحدها.
أحد الأسباب التي جعلت بي واي دي تتفوق على تسلا في المبيعات هو مجرد الحظ. تم فرض إغلاق لمدة شهرين في شنغهاي، التي يقع فيها أكبر مصنع لتسلا في الصين.
قدرت خدمة تزويد البيانات إي في-فوليومز تكلفة الإغلاق التي تكبدتها تسلا بين 80 ألف و100 ألف مركبة. مع ذلك، كانت بي واي دي أقل تأثرا لأن معظم إنتاجها كان في منطقة شينزين الجنوبية.
مع ذلك، ضربة الحظ هذه التي منحها لها الموقع الجغرافي تتناقض مع تقدم بي واي دي كمنافس قوي ليس فقط لتسلا ولكن لشركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم على المدى الطويل.
على الرغم من أن الأمر لا يخلو من النكسات، حيث تحقق السلطات الصينية مع الشركة بشأن تأثير الملوثات الضارة التي تستخدمها في الطلاء، فإن اتساع الخبرة الداخلية لبي واي دي، ولا سيما في مجال البطاريات، أمر أساسي لها.
قال دن، "لقد كانت شركة لتصنيع البطاريات انخرطت مصادفة في صنع السيارات، لكنها بدأت الآن في الازدهار".
"من المفيد أنهم يصنعون البطاريات. من يملك البطاريات سيمتلك سلسلة التوريد المهمة في الصناعة، وشركة بي واي دي تقف في مقدمة هذا الأمر"، حسبما أضاف.
وفقا للأبحاث التي نشرتها شركة بيرنشتاين، تستحوذ بي واي دي الآن على نحو 10 في المائة من الطاقة العالمية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
تبلغ طاقة مصنع البطاريات الحالي 80 جيجاواط / ساعة وهي ضعف ما كانت عليه في 2019، ومن المتوقع أن تبلغ 185 جيجاواط / ساعة بحلول 2025.
الأهم من ذلك أنها، ومنافستها المحلية سي أيه تي إل، من بين أكثر منتجي البطاريات تنافسية في العالم وذلك بفضل حجمهما والتكنولوجيا التي تدعم خفض التكاليف.
قال تو لي، المدير الإداري لمجموعة سينو أوتو إنسايتس الاستشارية، "إن ذلك يمنحها المرونة، فهي دائما في مقدمة توريد البطاريات والشرائح، كما أن ذلك يسهل التحكم في التكاليف".
"إنها الأفضل في هذه المنافسة. لا أعتقد أن كثيرا من الشركات الغربية تعرف مدى تقدم بي واي دي عن البقية"، كما قال.
إذا كانت لا تعرف ذلك الآن، فلدى بي واي دي خطط لكي تغير ذلك.
بينما تتركز مبيعاتها بشكل كبير في السوق المحلية، حيث تم تصدير 3300 سيارة فقط من بي واي دي في الأشهر الخمسة الأولى من 2022، فإنها ترسم طموحات دولية كبيرة.
تبيع الشركة حافلات كهربائية في أوروبا واليابان والهند، وتتخذ حاليا خطوات لكي تطلق طرز من سياراتها في أوروبا وأستراليا وأمريكا اللاتينية والفلبين.
وقعت الشركة هذا الأسبوع على صفقة مع وكالة السيارات الهولندية لومان من أجل إطلاق سياراتها لأول مرة في أوروبا. كما أنها وقعت صفقات أخرى مع وكلاء في جنوب شرق آسيا، خاصة تايلاند، ما يوفر للوكلاء حصة أعلى من الأرباح مما تقدمه العلامات التجارية الأخرى، وذلك بحسب أشخاص على دراية بالتفاصيل.
أيضا قدرة بي واي دي على التكيف كانت جزءا مهما من نجاحها.
تفرع المؤسس وانج، واحد من أغنى 100 شخص في العالم بثروة شخصية تبلغ 25.4 مليار دولار، وفقا لمجلة "فوربس"، إلى مجالات أخرى، كتصنيع الخلايا الشمسية وتجميع الهواتف المحمولة.
قال تو لي إن براعة بي واي دي في التصنيع قد تجلت في وقت مبكر من الجائحة عندما بنت بسرعة قسم خاص لصناعة الكمامات.
"إنهم فاعلون من الناحية التشغيلية. من لا شيء أصبحت أحد أكبر موردي الكمامات في العالم في أقل من خمسة أشهر".
تقف بي واي دي بقوة في السوق الشاملة أيضا. أرخص طراز من سياراتها يباع بمبلغ 15 ألف دولار، مقارنة بطراز 3 من تسلا بقيمة 35 ألف دولار.
في الوقت نفسه، يبدو أن تسلا قد خفضت من طموحاتها على المدى الطويل.
قال ماسك هذا العام إن هدف المجموعة لبيع 20 مليون سيارة سنويا بحلول 2030، وهو ما كان سيجعلها أكبر من فولكس فاجن وتويوتا، وهما أول وثاني أكبر شركتي سيارات في العالم مجتمعتين، كان "طموحا" وليس هدفا ثابتا.
بينما تواجه بي واي دي منافسة حقيقية في نواح أخرى، حيث تستثمر فولكس فاجن مبلغ 52 مليار يورو في صناعة السيارات الكهربائية ولديها طراز متوقع سعره منخفض من مصفوفة الدفع الكهربائي المعيارية إم إي بي التابعة لها وتستهدف الشركات الناشئة مثل فيسكر على وجه التحديد الجانب الأقل سعرا في السوق، يبدو أنه لا توجد مجازفة في الرهان على أن اسم الشركة سيصبح مألوفا أكثر للمستهلكين خارج الصين في المستقبل غير البعيد.

تاريخ الخبر: 2022-07-12 00:23:02
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 35%
الأهمية: 47%

آخر الأخبار حول العالم

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:05
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية