اصطفت حشود ضخمة من المشيعين في شوارع طوكيو لإلقاء نظرة الوداع على رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي.

وشقت العربة التي تحمل جثمان آبي طريقها عبر العديد من المعالم الشهيرة قبل وصولها إلى قاعة كيريغايا الجنائزية في حي شيناغاوا في طوكيو.

وأقيمت الجنازة الخاصة، التي كانت مفتوحة فقط للأصدقاء وأفراد العائلة المقربين، في معبد زوجوجي في وقت سابق.

وقُتل الرجل البالغ من العمر 67 عاما بالرصاص يوم الجمعة الماضي أثناء إلقاء خطاب في حملة انتخابية في نارا جنوبي اليابان.

ونُكست الأعلام في جميع أنحاء طوكيو وخارج المعبد، ووقف المعزون في صف طويل، وكان الكثيرون منهم يحملون باقات من الزهور.

ووقف البعض ورؤوسهم منحنية للصلاة، والبعض يبكي، في حين كان البعض الآخر يصيحون "شكرا لك آبي" أو "وداعا آبي"، بينما كان الموكب يمر من أمامهم.

وجلست أرملة رئيس الوزراء الراحل، آكي آبي، في المقعد الأمامي لعربة الموتى التي حملت جسد آبي.

وقال العديد من المعزين لبي بي سي إن آبي منحهم شعورا بالأمن والأمان - قالت إحدى النساء إنها شعرت خلال الأيام الأولى لتفشي فيروس كورونا أن الحكومة التي يقودها آبي تعاملت مع الأزمة بشكل فعال.

ومر النعش بمقر الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي كان يتزعمه آبي، وشق طريقه إلى مقر إقامة رئيس الوزراء، حيث استقبل رئيس الوزراء فوميو كيشيدا والمشرعون الآخرون الموكب.

ثم مر بمبنى البرلمان، الذي دخله آبي لأول مرة كنائب في عام 1993، قبل أن يصل إلى القاعة الجنائزية.

كان آبي هو أكثر رؤساء وزراء اليابان بقاء في المنصب بعد الحرب العالمية الثانية، وأحد أكثر السياسيين نفوذا.

وقالت الشرطة إن المسلح استهدفه بسبب شكاوى لديه من جماعة دينية يعتقد أن آبي جزء منها.

وتسبب الهجوم في صدمة كبيرة في اليابان التي نادرا ما تشهد حوادث عنف بالأسلحة النارية.

وجذبت وقفة احتجاجية أقيمت مساء الإثنين، مئات من الشخصيات المرموقة وآلاف المواطنين اليابانيين العاديين الذين جاؤوا لوضع الزهور.

وقالت إيمي أوسا: "جئت إلى هنا لتقديم الزهور لأنني أعتقد أنه أعطى اليابانيين شيئا يفخرون به".

كان آبي يلقي خطابا في حملة انتخابية دعما لمرشح في انتخابات مجلس الشيوخ باليابان عندما أُطلق عليه النار مرتين.

وأظهرت لقطات للهجوم الشخص المسلح، الذي يدعى تيتسويا ياماغامي ويبلغ من العمر 41 عاما، وهو يستخدم سلاحا بدائيا مصنوع من المعدن والخشب ومثبت بشريط لاصق.

أصيب آبي برصاصتين في رقبته وأضرار في قلبه أثناء الهجوم. وقيل إنه كان واعيا ومستجيبا في الدقائق التي أعقبت الهجوم، لكن الأطباء قالوا إنه لم تكن هناك أي علامات على بقاءه على قيد الحياة بحلول الوقت الذي نُقل فيه لتلقي العلاج.

ولا تزال الشرطة تحقق في دوافع المسلح وما إذا كان قد تصرف بمفرده أم لا.

وأدى إطلاق النار إلى الشعور بالصدمة في اليابان، وهي دولة غير معتادة على جرائم السلاح والعنف السياسي. وفي المتوسط، هناك أقل من 10 حالات وفاة مرتبطة بالأسلحة النارية في البلاد كل عام.

من الصعب للغاية الحصول على البنادق في اليابان، ويلزم الحصول على تدريب إلزامي والخضوع لفحوصات أمنية شاملة وتقييم نفسي قبل الحصول على تصاريح حمل السلاح.

وآثار مقتل آبي صدمة بين زعماء العالم البارزين، إذ أدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إطلاق النار ووصفه بأنه "هجوم حقير".

ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء كيشيدا للتعبير عن "غضبه وحزنه وتعازيه العميقة"، ووصف الاغتيال بأنه "مأساة لليابان".