«أحمد الشمراني وجدناه خارج الأهلي»


إن ذهبت إلى محافظتنا العرضيات، المكاوية الأصل والفصل، فهو الأب الروحي لإعلامها، وإن توجهت لمدينتنا (نمرة)، التي لا تنام مثلها مثل جدة، فهو ابنها البار، وإن تعمقنا أكثر وذكرت مسقط الرأس (فاجة)، فبيننا وبينه جدة (تغلبية) اسمها (آمنة بنت غالب) كانت امرأة بألف رجل «رحمها الله»، وكعادته حاضر بمكانته وجاهه وهداياه وسخاء كرمه وعطائه، في كل أفراح الديار التي أحبها، وأحبه ساكنوها، إذ بالأرقام والأقلام وبالحل والترحال لم يتوانَ للحظة عن المشاركة برسم ابتساماتهم إن حضر، ومواساتهم بعقر ديارهم إن فتحت مقابرهم، لا سمح الله، لموت عزيز وغال.

نعم إنه متواجد بكامل زينته الروحية والجسدية، ومساهم منذ الأزل وبمنتهى العنفوان في نهضة المحافظة من خلال سلطته الرابعة الخاصة بقلمه، الذي أذعنت صاحبة الجلالة لحرفه، أو من خلال شاشات تلفزة لم تخف ببريقها مشاهد غضبه حينما يتحدث عن خدمة تعليمية أو صحية عن مكان يتعالج ويتعلم هو وأولاده بعيدا عنه بمئات الكيلو مترات في وسط جدة، لكنه انتماء بوفاء، قل أن يجود الزمان بمثله.


لقد أصبح عندنا رمز المجتمع الإنساني الأول، الذي يُشار إليه بالبنان في كامل أرجاء المحافظة، ليس لأنه المشهور الأول، الذي لمع بريق اسمه (عندنا) في سماء الصحافة والإعلام، وليس لمكانته لدى رموز (الرياضة) في البلد، منذ تأسيسها، وليس لأنه صاحب الابتسامة الحاضرة في كل مناسباتنا، ولا لأنه بلغ من التواضع ما جرأ البعض على محاولة التسلق على كتفيه مرارًا.

وللأمانة وبعيدًا عن الرياضة وإثارتها، فمنذ صغري، لم أره لحظة ينتقم من أحد، أو معاتبًا للمتلذذين بمماحكته بسذاجة، بل رده المعتاد (نحن في ساحة، مَن لا يصبر، ويقدر، ويعفو، ويتجاوز، فليغادر الإعلام من أي الأبواب شاء).

لذا حين صار رمزًا حقيقيًا يتباهى به الجميع هنا وهناك، فلأنه ذو أثر، لاحت وبانت بصماته الإعلامية والاجتماعية، على مَن كانت ثقتهم فيه (إنسانا ومكانا) أكبر من جبال شدا وأثرب وجبحة والسراة، ولربما يصحو الضمير الغائب عندنا لنطالب مؤسساتنا المدنية بتكريمه، فالنهضة والحراك التنموي القادم والقائم خير من يشهد لأبي محمد بالعمل بإخلاص ونقاء، لخدمة جزء غال من الوطن الغالي بكل ما أوتي من سحر البيان.

أخيرًا وليس بالأخير، ذات عيد بكى (أبو محمد) على أستاذنا وفقيد إعلامنا (عادل التويجري) بكاء أفقده السيطرة على نفسه الطيبة، والمتسامحة، على شخصية لم تكن توافقه الميول، لكنهما ككبيرين يعرف كل منهما حجمه عند الآخر، لذا لم يحدث أي خلاف بينهما وإن اختلفا.

ما كتبته اليوم ليس أحمد الشمراني بل بعض منه، فحرفي كان مجرد غيض من فيض ما يستحقه من إنصاف.

توقيعي:

بنهاية أيام التشريق تعلن مكة للعالم، النجاح السعودي، الذي تعوده الحجاج كل عام.. لتشرق شمس القيادة والريادة، حبا وشوقا للعمل من جديد.

@shumrany
تاريخ الخبر: 2022-07-13 03:25:52
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 31%
الأهمية: 46%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية