يعاني إنتاج الشاي السرلانكي من أزمات عديدة، فالمشكلات السياسية الأخيرة ليست العائق الوحيد، لكن أزمة الوقود المتفاقمة منذ فترة هددت بإغلاق صناعة الشاي الشهيرة في سريلانكا، مما يعرض أرباح النقد الأجنبي التي تشتد الحاجة إليها إلى مزيد من المخاطر.
دفع بعض أصحاب مصانع الشاي أموالًا إضافية للحصول على الوقود وبناء خزانات التخزين الضرورية، لكن نقص الوقود ساهم في تفاقم الأزمة، وقبل ثلاثة أشهر كانت هناك مشكلة أخرى تتمثل في توافر الأسمدة، في ظل وجود 264 مصنعًا للشاي مهددة بالإغلاق و258 مصنعا تعمل بصعوبات بالغة، في مقاطعات زراعة الشاي السبع.
إنتاج الشاي السريلانكي يعاني من أزمات طاحنة - مشاع إبداعي
توقف المصانع
نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن "ليونيل" رئيس رابطة مالكي مصانع الشاي في سريلانكا قوله: "هناك خطر جسيم يتمثل في توقف جميع مصانع الشاي في 7 مقاطعات بجميع أنحاء البلاد إذا لم يتم الحصول على مخزون كافٍ من الوقود في الأيام القليلة المقبلة".في الوقت الراهن، تعمل المصانع من ثلاثة إلى أربعة أيام في الأسبوع، بينما يظل الموظفون في طوابير الوقود بقية الأيام، وذلك في ظل وجود أكثر من 400 ألف من صغار تجار الشاي، وما يقرب من مليوني شخص أو 10% من إجمالي سكان البلاد يعملون في وظائف مباشرة وغير مباشرة تتعلق بصناعة الشاي، ورغم ذلك انخفض إنتاجه بنسبة 20-30% بسبب الأسمدة.
وقال رئيس رابطة مالكي مصانع الشاي في سريلانكا: "ننام على كنز دفين، يمكن لصناعة الشاي أن تكسب بسهولة حوالي 5 مليارات دولار، يمكننا زراعة الشاي على مدار العام بسبب الطقس الاستوائي للبلاد، على عكس معظم البلدان المنافسة".
إنتاج سريلانكا من الشاي يمثل 4 % من الناتج المحلي - مشاع إبداعي
الناتج المحلي
في عام 1990، كان إنتاج سريلانكا من الشاي 11% من الناتج المحلي الإجمالي وانخفض إلى 4% عام 2021.وتحتل العراق المرتبة الأولى في شراء الشاي السريلانكي بـ19.4 مليون كيلوجرام، مقارنة بـ12.4 مليون في 2021، وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية بشراء 8.8 مليون كيلوجرام، ثم روسيا في المركز الثالث بـ8.46 مليون كيلوجرام.
ويبدو أن شاي سريلانكا، الذي نجح في "ضبط المزاج" لمواطني الكثير من دول العالم، فشل في ذلك محليًا، وسط حالة الفوضى التي ضربت البلاد واقتحام المتظاهرون لمقر إقامة الرئيس جوتابايا راجاباكسا، وكذلك مقر رئيس الوزراء رانيل فيكرمسينج، يوم السبت لمطالبة الزعيمين بالتنحي.
