وفاة حبيب العفري أحد أقدم أغوات المسجد النبوي


غيّب الموت الشيخ حبيب محمد العفري، أحد أقدم الأغوات المتبقين لخدمة الحرمين الشريفين، ونعته وكالة شؤون المسجد النبوي على موقعها في «تويتر»: «انتقل إلى رحمة الله تعالى الأغا حبيب محمد العفري أحد أقدم أغوات المسجد النبوي الشريف الذين اختصهم الله بخدمة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في فترة من الزمن».

من جانبه، كشف المصور السعودي المحترف عادل القريشي الذي سجل صوراً لآخر جيل من الأغوات في الحرم المدني لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يستطع تأمين صورة للأغا الفقيد، وتوثيق جوانب من حياته وصوره في كتابه التوثيقي «الأغوات»، «نسبةً لمرض الأغا الراحل الشديد وأحد رفاقه الذي كان يمر بنفس الظرف»,

وأشار القريشي إلى أن «الأغوات» في طريقهم للاندثار، وأن أعدادهم أخذت في التناقص بعد أن بدأ في تصويرهم، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كان عددهم 10 عندما صوّرتهم لأول مرة»، ولا يعرف كم تبقى منهم، مؤكداً توقفهم عن أداء مهامهم في خدمة الحرمين «بسبب كبر سنهم وحالتهم الصحية، وأن القليل منهم كان يحضر للصلاة فقط في المسجد النبوي الشريف».

ولفت المصور السعودي إلى أنه لمس كثيراً من التعامل الراقي واللطافة من الأغوات عندما بدأ في توثيق شخصياتهم، حيث بدأ التصوير بين 2013 و2014. وقال: «توفي شيخ الأغوات سعيد آدم عمر، وأعقبه نوري أحمد محمد علي، شيخ الأغوات الحالي»، مبيناً أن كتابه التوثيقي رأى النور في 2020.

و«الأغوات» هم فئة خاصة تقوم بخدمة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة. ولفظ «آغا» أعجمي ويستخدم في اللغات كالتركية والفارسية وغيرها، وتستخدم هذه المفردة وجمعها «أغوات»، لهذه الفئة من الناس التي تختص بخدمة الحرمين، لكن انحصرت مهامهم في المسجدين المكي والنبوي عند استقبال الملوك والرؤساء وخدمة ضيوف الدولة عند وصولهم وزيارتهم لأحد الحرمين، فيما كانوا في السابق يساعدون بلطف في فصل النساء عن الرجال خلال الطواف، ومنع النساء من الطواف بعد الأذان.

يُذكر أن الاهتمام بـ«الأغوات» بدأ مع بداية العهد السعودي، ففي عام 1346هـ صدر مرسوم ملكي من المؤسس الملك عبد العزيز، جاء في نصه: «بخصوص أغوات الحرم المكي فهم بأمورهم الخاصة على ما كانوا عليه ولا يحق لأحد أن يعترض عليهم أو يتدخل في شؤونهم»، كما صدر أمر لاحق للملك سعود بن عبد العزيز جاء فيه: «إننا نقرّ أغوات الحرم المكي أن يبقوا على الترتيب والعادة التي يسيرون عليها في أمورهم الخاصة وألا يتعرض لهم في هذه الأمور أو يتدخل في هذه الشؤون أحد». وهم محطّ إكرام ملوك وأمراء الدولة السعودية والمسؤولين في رئاسة الحرمين، حتى الآن، حيث تُصرف لهم مرتبات خاصة بهم إضافةً إلى أن ما يصلهم من الأوقاف يتم توزيعه بالتساوي، كما أن لهم أوقافاً في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة وغيرها من المدن كالعراق والمغرب واليمن.


تاريخ الخبر: 2022-07-14 00:22:58
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 86%
الأهمية: 93%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية