في حين أن الاقتصاد يتنوع ويزدهر ونجد اختلاف الأنشطة التجارية وريادة الأعمال التي اتجهت جميعها للتحول الرقمي، في نفس الوقت أصبح خلق القيمة المشتركة والتي يعنى بها الصلة بين النجاح الاقتصادي والتقدم الاجتماعي، أولوية تجارية جديدة.
تدرك المنشآت ذات الرؤى المستقبلية أن النمو طويل الأجل يعتمد على صحة وازدهار الأفراد من خلال تعزيز الاتصال والشمول المالي والوصول إلى التجارة والخدمات العامة، يمكن أن تكون التكنولوجيا عامل توازن كبيرا ويلعب دورا في تغيير الاحتياج المجتمعي لنوع القيمة المشاركة.
تمثل المعرفة والوعي بكيفية المشاركة المجتمعية وتخطيطها الهم الأكبر لتحقيقها.. فمجتمع الأعمال يسأل هل نحن أم طبيعة الأعمال هي ما يجعل المشاركة المجتمعية يجب أن تنتقل لجيل جديد من نموذج المشاركة المجتمعية غير التقليدي.
ففي عصر التحول الرقمي تكون الاستفادة من منصات الابتكار الاجتماعي الرقمية لخلق قيمة مشتركة هو أكثر من مجرد إطلاق صفحة Facebook أو Twitter. يتطلب من العلامات التجارية مواءمة إستراتيجية العمل مع الأغراض الاجتماعية وخلق فرص للجمهور للمشاركة بشكل هادف في التغيير الاجتماعي الإيجابي.
استيضاحا لذلك أقول إنه إذا استطاعت الأعمال أن تحفز التقدم الاجتماعي فإن مشاكل المجتمع المشتركة والتي شملتها أهداف الاستدامة الدولية كالفقر والتلوث والأوبئة ستنخفض وسترتفع أرباح المنشآت الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة والتي يفترض أن تكون مشاركتها المجتمعية هي الأكبر.
ما نلحظه في اقتصاد ما بعد الجائحة، أصبح خلق قيمة مشتركة وتحقيق منافع مجتمعية مهما ومقترنا بالسعي وراء النجاح المالي وهو أمر ضروري لجميع المنشآت، وذلك لاستيعاب الاقتصاديين لأكثر من سبب هام يضمن استدامة أعمالهم ونجاحها من أهمها، ظهور قيم وأخلاقيات المنشأة والتي تنعكس لتقدير العملاء والمجتمع لسمعتها ومصداقيتها ومسئوليتها الوطنية، كذلك كسر الحواجز بين مجتمع الأعمال المادي والذي يبدو بعيدا عن تحقيق الأثر المباشر للمجتمع ليكون مواكبا وموازيا في مشاركة القيمة التي تختلف باختلاف نشاط العمل مع المجتمعات المحلية بشكل مباشر أو غير مباشر
ونجد على مر السنين أن المجتمع المحلي ورضاه عن اسم منشأة معينة هو ما يلعب دورا في نجاحها وخاصة سمعتها.
كما يمكن أن تتجاوز المسؤولية الاجتماعية للمنشآت واكتساب ميزة تنافسية من خلال تضمين الاعتبارات الاجتماعية والبيئية في إستراتيجياتها.
وعندما يتم سؤالنا عن كيفية البدء بإنشاء قيمة مشتركة فهو غالبا يكون من خلال إعادة إعداد المنتجات أو المشاريع وربط المراحل المتصلة في كل مجتمع محلي بأثر يمكن إحداثه من خلال تلك المراحل، كما أنه من المعروف أن إعادة تعريف الإنتاجية في سلسلة القيمة، وتعزيز التكامل المحلي ومواكبة ثقافة المجتمع الواقع في منطقة الأعمال الجاري تنفيذها.
وغالبا يتم قياس الأثر للمشاركة المجتمعية بعد أن يتم تحديد الهدف واختياره بعد العمل عليها لأقوى عوامل نجح من خلالها في تحقيق المشاركة المجتمعية المنجزة للمنشأة ومن ثم ربط الفائدة والقيمة المجتمعية المباشرة وغير المباشرة التي أحدثها والتي في بعض الأحيان تكون مستمرة ولا يزال يحدثها، حينها يمكن بسهولة قياسها واستخدام هذه النتائج لبناء رؤى إستراتيجية جديدة لمشاركة القيمة مع المجتمع بنظرة متطورة ونسخة محدثة للفترة المقبلة المحدد قياسها.
