اتفق مختصون على أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمملكة ولقاءه مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، -يحفظهما الله-، في أول جولة للرئيس الأمريكي، بمنطقة الشرق الأوسط، تعكس متانة وعمق العلاقة الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، وأهمية التنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي، وحرص الإدارة الأمريكية على تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع المملكة، إضافة إلى دور المملكة الريادي في نشر الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضحوا لـ «اليوم»، أن الزيارة تهدف لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، كما تعكس نجاح سياسات المملكة الخارجية، التي حدد قواعدها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، والتي جعلت للمملكة دورا مهما ومؤثرا في رسم مسار الأحداث الإقليمية والعالمية.
روابط قوية تدعمها أهداف مشتركة
ثقل سياسي ودور إقليمي مؤثر
قال أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، د. محمد مكني إن زيارة الرئيس الأمريكي في الوقت الحالي للرياض تعكس الأهمية الكبيرة للمملكة ودورها الرائد والمؤثر إقليميا ودوليا، إذ تعد المملكة أكبر اقتصاد مستقر في منطقة الشرق الأوسط، وتتميز بعضويتها الفاعلة في مجموعة العشرين الاقتصادية، وتسعى المملكة إلى أن تكون واحة الاستقرار بالمنطقة، في ظل رؤية 2030 الرامية إلى تنويع وتنمية الاقتصاد السعودي في السنوات المقبلة.
وأضاف: يحظى المشهد الاقتصادي السعودي باهتمام دولي كبير، مما يؤكد أهمية المملكة وثقلها الاقتصادي والسياسي، إضافة إلى أن المملكة لديها الفرص الاستثمارية الضخمة وفي قطاعات مختلفة وجاذبة لدول العالم. وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين السعودية وأمريكا قبل جائحة كورونا وحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء في عام 2019م بلغ حوالي 120 مليار ريال منها 49 مليار ريال صادرات سعودية.
وأكمل: أثبت الاقتصاد السعودي، قوته ومتانته، على الرغم من الأزمات العالمية، لافتا إلى أن العمل الأحادي لن يقدم حلولا جذرية، مشيرا إلى ارتباط المملكة والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية تدعمها مصالح مشتركة، جعلت الولايات المتحدة أحد الشركاء الرئيسيين للمملكة، ومن المهم استمرار العلاقات الإستراتيجية الدائمة والتاريخية بين البلدين.
أكد الإعلامي السياسي الكويتي د. عايد المناع أن الزيارة الرئاسية الأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن لمنطقة الشرق بالوسط، التي استهلها بالمملكة، تعكس الثقل السياسي الكبير للمملكة كإحدى الدول المؤثرة في العالم، لذا فإنه يستهدف من زيارته إليها تعزيز وتطوير شراكة إستراتيجية تقوم على المصالح والمسؤوليات المشتركة بين البلدين.
وقال إن سلسلة اللقاءات المختلفة مع الأطراف السياسية على المستويين المحلي والإقليمي، التي سيجريها بايدن، ستبحث ملفات مهمة تخص المنطقة، إذ إن المملكة شريك إستراتيجي منذ 8 عقود، مشيرا إلى أن طاولة المباحثات، تتناول عددا من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، كما تشمل سبل توسيع التعاون الاقتصادي والأمني والإقليمي، بما في ذلك البنية التحتية الجديدة والواعدة ومبادرات المناخ، وضمان أمني الطاقة والغذاء العالميين.
سفارة واشنطن: شراكة متينة ورؤية موحدة للبلدين
ريادة في أمن واستقرار المنطقة
أكدت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرياض العلاقات التاريخية الراسخة بين المملكة والرياض، مشيرة إلى أن البلدين يجمعهما تاريخ مشترك وشراكة قوية ورؤية موحدة، بما يعكس الأساس الراسخ للروابط الإستراتيجية وعلاقات الصداقة التي تربط بينهما.
وأضافت إن التاريخ المشترك والشراكة القوية والرؤية المتحدة تمثل الأساس المتين والاتجاه الواضح للعلاقات الأمريكية - السعودية، وبينما تسعى المملكة إلى تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية 2030، تدعم الولايات المتحدة جهود المملكة بنفس روح الشراكة، التي هي إحدى الركائز الأساسية للعلاقات الأمريكية - السعودية، واليوم يعمل الأمريكيون والسعوديون معًا في كل المجالات والقطاعات، كما أنهم يتعلمون معًا ويقومون بإجراء البحوث معًا.
أوضح المختص في الشؤون الاقتصادية وعضو جمعية الاقتصادي السعودية عثمان العثيم أن زيارة الرئيس الأمريكي، للمملكة ولقاءه مع مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، -حفظهما الله-، تؤكد متانة وعمق العلاقة الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، وأهمية التنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة على المستويين الإقليمي والدولي، وحرص الإدارة الأمريكية على تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع المملكة، وتأكيدا على دور المملكة الريادي في نشر الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وقال: القمة الخليجية - الأمريكية تحمل في طياتها الكثير من الملفات المهمة على كل الأصعدة، وذلك لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
وأضاف العثيم إن العلاقات بين البلدين تاريخية وراسخة، إذ أسس اللقاء التاريخي بين جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في العام 1945، لثمانين عاما من العلاقات والشراكة الإستراتيجية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة بين المملكة والولايات المتحدة.
محط أنظار العالم سياسيا واقتصاديا
ذكر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إندونيسيا عصام الثقفي أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة محط اهتمام كل الأوساط السياسية والاقتصادية ووسائل الإعلام العالمية، وما سينتج عنها من قرارات ستساهم في إيجاد الحلول لكثير من القضايا العالقة في المنطقة وحول العالم.
وأضاف: لا شك أن الزيارة تأتي من قناعة الإدارة الأمريكية، بأن المملكة وقيادتها هي المفتاح لحل الكثير من قضايا العالم وهي صمام أمان للسلم والأمن الدوليين، وبناء على ذلك شملت أول زيارة للرئيس بايدن لمنطقة الشرق الأوسط المملكة والالتقاء بسيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد -حفظهما الله- وزعماء الخليج وعدد من زعماء المنطقة.
تعزيز التعاون بمختلف المجالات
بيَّن المختص في الشؤون الاقتصادية ماجد الشديد أن انعقاد القمة المشتركة بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، -حفظه الله-، يأتي بناء على دور المملكة الريادي وثقلها ومكانتها العربية والإسلامية والدولية، واستشعارًا لثقلها الاقتصادي العالمي، وانطلاقًا من مسؤوليتها الإقليمية والدولية المترتبة على ذلك، ودورها المحوري في أمن واستقرار المنطقة.
وأضاف: تأتي تلبية قادة هذه الدول لتؤكد الرؤية المشتركة لمنطقة يسودها السلام والاستقرار، وأهمية الالتزام بأمن المنطقة والتعاون الدفاعي والأمني وحماية ممرات الملاحة البحرية وفقًا لمبادئ الشرعية الدولية.
ولفت إلى أن هذه القمة المشتركة تهدف إلى تأكيد الشراكة التاريخية بين هذه الدول، وتعميق التعاون المشترك في مختلف المجالات.
