مصور يمني لـ"العربية.نت": هذا مصير من يحمل كاميرا بشوارع تعز المحاصرة


لا يزال الصحافيون والمصورون في اليمن يتعرضون لحملات اختطاف ممنهجة واعتداءات متكررة وعمليات نهب تحت تهديد السلاح، يتم فيها مصادرة ممتلكات شخصية وأدوات إعلامية بحوزتهم.

اختطاف ونهب وسطو تحت تهديد السلاح

فقد هاجم مسلحون مجهولون مؤخراً المصور اليمني الشاب سعيد الفضلي بينما كان عائداً ليلاً من عمله في محافظة تعز المحاصرة والمختطفة منذ أكثر من سبع سنوات، وقاموا بمصادرة هاتفه الشخصي وكاميرته وحقيبة خاصة تحتوي على أدوات ثمينة وعدسات ومعدات فنية أخرى.

وأكد سعيد الفضلي لـ "العربية.نت" أن حمل كاميرا بشوارع مدينة تعز، تشكل خطراً حقيقياً على حياة المصور، تجعله عرضة للاختطاف والسطو، وقد يلقى حتفه ويذهب ضحية للقنص أو التصفية الجسدية".

لقطة محتجزة بين طلقة وشظية

ويملك سعيد ألبومات كثيرة من الصور التي وثقها في زمن الحرب والحصار، فمنها لقطة تجسد من خلالها معاناة المدنيين من سكان تعز وهم يتكبدون عناء العبور في الطرق الوعرة جراء الأسوار الشائكة والتهديدات القمعية حيث يتطلب ذلك قطع مسافة 8 ساعات عبر منحدرات شاهقة ومنعطفات خطيرة. ويظهر في اللقطة المبنى الأبيض وهو فندق سوفتيل الخاضع لسيطرة ميليشيات الحوثي، وكذلك المبنى الآخر وهو جبل الأخوة الذي يحتضن فندق مأرب الذي تسيطر عليه القوات الحكومية. ووصف سعيد تلك اللقطة معبراً: "بينهما مسافة شوق وحنين، وطلقة وشظية تجتاز المسافة والأمكنة".

إنتاج أغنية تطوعية لطفلين مهمشين

لم تبتعد عدسة سعيد عن هموم محيطه، فلم يتردد ابن محافظة إب، في توظيف قدراته وإبداعاته البصرية في إنتاج أول أغنية للطفلين المهمشين كريم ومحمد بعنوان "نكابر" التي لامست وجدان اليمنيين وأثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي باليمن.

إلى ذلك، انخرط سعيد الذي يقطن حالياً مدينة تعز، بأعمال تطوعية في عمليات تصويرها ومونتاجها دون أي مقابل مادي، فحقق الأغنية رواجاً كبيراً، وتداولتها العديد من القنوات ومختلف محطات التلفزة والوكالات الإعلامية المحلية والدولية.

قصة بائعة المانجا

لم يتأخر سعيد 24 عاماً في توظيف عدسته لتوثيق قضايا إنسانية منها عمالة الأطفال الذين طحنتهم الأزمات والحروب، وأبقت على أحلامهم الصغيرة كماشة الفقر والحرمان والنزوح والمجاعات، وقال سعيد: "لديّ صور كثيرة شاهدة على مآسي أطفال اليمن المنسيين مثل الطفلة الصغيرة أبرار بائعة المنجا، يبلغ عمرها 10 سنوات، رصدت عبراتها وملامح وجهها وهي تساعد والدها في بيع المنجا في سوق المدينة بتعز".

طالبتان من ذوي الهمم يسطرن إنجازاً ملهماً بزمن الحرب

وأضاف الفضلي: "قمت بتوثيق قصة طالبتين من ذوي الهمم هما رحمة السبئي ومرفت النصاري، الأولى مبتورة الذراعين والثانية مبتورة القدم، وعلى الرغم من إعاقتهما فإنهما استطاعتا تسطير إنجاز ملهم لكل النساء اليمنيات بزمن الحرب. فقد كافحتا وواصلتا دراستهما حتى تخرجتا في الجامعة، وكنت أول من وثق رحلتهما وتخرجهما ونشرت قصتهما فحصدت تفاعلاً مجتمعياً كبيراً، وحظيتا باهتمام ودعم من قبل المنظمات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الناشطة في اليمن".

من استعارة كاميرا الرفاق إلى تأسيس شركة إنتاج

وحسب الفضلي فقد ظل لسنوات يستعير كاميرا من أصدقائه لتنفيذ أعماله والإيفاء بالتزاماته تجاه العديد من المنظمات الحقوقية والمؤسسات المجتمعية والقنوات التلفزيونية، كما كشف الفضلي أنه يعتزم تأسيس شركة إنتاج إعلامي في تعز تختص بالتصوير والمونتاج وإنتاج مواد إعلامية من مناطق الصراع الملتهبة.

عدسة تروي للإنسانية مآسي أطفال اليمن

يشار إلى أن سعيد بدأ مشواره في التصوير عام 2016، فكان يستأجر كاميرا من بعض الاستوديوهات، ثم نضجت موهبته فاشترى كاميرا احترافية خاصة لتكون مصدر رزق لتحسين دخله، وبعد التحاقه بقسم الإعلام جامعة تعز، ذاع صيته واشتهرت أعماله التي تنوعت بين قضايا إنسانية ومبادرات وثقت معاناة المدنيين تحت الحصار ونقلت قصص الأطفال اليتامى ومآسي النازحين وضحايا القصف والقنص الذين طالتهم آلة الحرب.

تاريخ الخبر: 2022-07-15 12:17:06
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 88%
الأهمية: 94%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية