«حلويات» السّراى
«حلويات» السّراى
هىَ الطفولةُ فى جَدٍ وفى لعِبِ
ما كنتُ فيها سوى كهلٍ ومُحتطَبِ..
ما كنتُ إلا غضونًا أوقدتْ زمنًا
بين التباريح أطويها معَ النّوَبِ..
أخجلتُها فى ربوع الدارِ أفنيةً
حينَ استعر هشيمُ الشيبِ كالّلهبِ..
وهدهدتنى حكايا الليلِ فى وجعٍ
من آفةِ الجوعِ لَوْ أغفو بلا صخبِ..
اليومَ أطلقَها من زهوِ مُنشغلٍ
عنونتها شغفًا فى سرّ مرتقبِ..
هلْ لى بحلوى وكمْ كانتْ تؤرقُنى
حُلمًا ببردٍ يُمنّينى معَ التُرُبِ..
ما كانَ خبزٌ لنا فى ظلّ معجنةٍ
كنّا نصلّى لأنْ نحيا بلا سغبِ..
هل لى بحلوى وبعضُ الفقرِ أضرحةٌ
كيما يُقدّسُ يَفنى الطينُ بالذّهَبِ..
هل لى بحلوى وهل للعيدِ من سببٍ
وهل لفرحةِ مظلومٍ هوى الطربِ..
ما قيمةُ الشعرِ فى شعبٍ بلا وطنٍ
للاجئينَ إلى مَنْ فَرّ مِنْ عَطَبِ..
ما قيمةُ الشعرِ إنْ غنّى إلى صَممٍ
للمترفينَ إلى الحُكّامِ والرّتَبِ..
ما أحوجَ الشعرَ للأوهامِ نُسقطُها
فمِديةُ الحرفِ فى حسٍ من العتبِ..
و«بالسّراى» سيسرى الشعرُ موكبَهُ
فى صوت تشرين فى الأسفارِ والكتُبِ..
سيورقُ الفجرُ من آهاتنا غبشًا
من ساعةِ اليأسِ تأتى ساعةُ الغضبِ..