البيانات الاقتصادية تزيد الضغوط على أسعار النفط .. التضخم وقوة الدولار | صحيفة الاقتصادية


أكدت تقارير نفطية أن البيانات الاقتصادية العالمية، خصوصا المتعلقة بالتضخم وقيود الصين وتزايد قوة الدولار أثرت هبوطيا في الأسعار خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
وأوضح تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام أنهت الأسبوع فوق مستوى 100 دولار للبرميل بعد فترة متقلبة أخرى من التداول اتسمت بتصاعد المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي، لافتا إلى أن التضخم في الولايات المتحدة ارتفع إلى أعلى مستوياته في أربعة عقود، بينما بدأت أسعار البنزين الأمريكية المرتفعة في التأثير على الاستهلاك – بحسب بيانات دولية.
ونقل التقرير عن شركة "جلوبال إكس مانجمنت" الدولية تأكيدها أن النفط ظل متقلبا، ولا سيما في الاتجاه الهبوطي في ختام الأسبوع الماضي، وذلك بسبب المخاوف بشأن حالة الاقتصاد الصيني وبيانات التضخم الحادة من الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الأسعار قلصت بعض خسائرها الأسبوعية لتراجع احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة بنقطة مئوية كاملة، مؤكدا انخفاض أسعار النفط الخام منذ أوائل يونيو الماضي بسبب تصاعد المخاوف من دفع الولايات المتحدة إلى الركود مع قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، وفي الوقت نفسه تستأنف ليبيا صادراتها النفطية وإنتاجها من جميع حقولها بعد التوصل إلى اتفاق مع المحتجين منهيا حصارا دام شهورا، وأدى إلى خفض إنتاج ليبيا إلى النصف.
وعد التقرير أن مكاسب الدولار، وتفشي كوفيد - 19 مجددا في الصين تسببا في زيادة الضغط الهبوطي على أسعار النفط الخام في الأسبوع الماضي، حيث إن الوضع الوبائي في شنغهاي مستقر نسبيا، ولكن السلطات لا تزال تغلق أجزاء من المدينة والمجمعات السكنية، ومع ذلك أظهرت البيانات نمو الصين بأبطأ وتيرة منذ تفشي كوفيد الأول في البلاد.
ونوه إلى أن خسائر كل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت في الأسبوع الماضي لم تشهدها السوق منذ أبريل الماضي بسبب المخاوف المتزايدة باستمرار بشأن الركود المحتمل والتضخم والولايات المتحدة، التى يخطط الاحتياطي الفيدرالي لكبح جماحها بعدما وصل التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له في 40 عاما عند 9.1 في المائة.
وأشار التقرير إلى المخاوف المتسعة والمتجددة بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي مستقبلا، حيث يتم تقييم الصراع الروسي - الأوكراني على أنه يضر بالتوقعات الاقتصادية لأوروبا أيضا، وفي الوقت نفسه أدى استمرار عمليات الإغلاق في الصين بسبب الجائحة إلى تفاقم المخاوف بشأن الطلب على النفط الخام.
وذكر أن الزيادات الشاملة في مخزونات النفط الخام والمنتجات البترولية في الأسبوع الماضي أدت إلى التحركات الهبوطية للأسعار مدعومة من بيع احتياطي البترول الاستراتيجي، لافتا إلى أن إنتاج يونيو بلغ إلى 24.8 مليون برميل يوميا مقابل هدف 25.9 مليون برميل يوميا، وتتوقع "أوبك" زيادة قدرها 710 آلاف برميل يوميا في إنتاج النفط الصخري الأمريكي العام المقبل بانخفاض عن مكاسب هذا العام البالغة 880 ألف برميل يوميا.
وأبرز التقرير توقع المنظمة أيضا أن الطلب العالمي سيرتفع بمقدار 2.7 مليون برميل يوميا في 2023 وفي الوقت نفسه ترى وكالة الطاقة الدولية أن أزمة النفط العالمية تتراجع ببطء، نظرا لأن المشكلات الاقتصادية تترجم إلى انخفاض الطلب.
وأوضح أن الطلب على البنزين يسجل المستوى الأدنى منذ يونيو 2021 والذي يبدو أنه يرجع أساسا إلى زيادة عدد الأشخاص، الذين يعملون من المنزل وليس ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى انخفاض أسعار المضخات الأمريكية بشكل مطرد الآن منذ منتصف يونيو الماضي.
وذكر أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتجه إلى اتخاذ إجراءات لخفض التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى له في 40 عاما، لكنهم ما زالوا يخشون أن تؤدي معدلات التضخم المتزايدة إلى خنق النمو الاقتصادي، لافتا إلى بقاء مؤشر الدولار الأمريكي متكافئا مع اليورو للمرة الأولى منذ 20 عاما، بينما ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2002 ومع ذلك يعمل هذا على تقليل القوة الشرائية لعملة الاتحاد الأوروبي، ما يؤثر في مشتريات جميع الصادرات الأمريكية بما في ذلك النفط.
وأشار التقرير إلى أن بيانات مخزون النفط الأمريكية الأسبوعية تضمنت أرقام مؤشر أسعار المستهلكين، التي تظهر ارتفاعا سريعا آخر للتضخم وتراهن حاليا على زيادات أسعار الفائدة في يوليو الجاري، التي قد تكون أعلى من يونيو الماضي، حيث لا تزال مخزونات النفط والمنتجات البترولية عند مستويات منخفضة تاريخيا على الرغم من المكاسب الأخيرة.
من جانبه، توقع تقرير "وورلد أويل" الدولي أن يحافظ اجتماع وزراء الطاقة في تحالف "أوبك+" الشهر المقبل على سياساته المتعلقة بالإنتاج دون تغيير.
ونوه إلى أنه من المقرر أن يجتمع وزراء "أوبك +" في الثالث من أغسطس لمناقشة سياسة الإنتاج لشهر سبتمبر وما بعده، مسلطا الضوء على توصل الحكومة الليبية والمؤسسة الوطنية للنفط والمتظاهرين إلى اتفاق لإعادة فتح حقول النفط ومحطات التصدير، حيث يأتي الاتفاق بعد تعهد الرئيس الجديد لمؤسسة النفط الوطنية الليبية بإنهاء الحصار ومضاعفة إنتاج الخام إلى 1.2 مليون برميل يوميا في غضون أسبوع.
وأكد انخفاض إنتاج ليبيا بنحو 50 في المائة في الأشهر الأخيرة بسبب النزاع في حين أدى نقص الاستثمار المزمن في البنية التحتية إلى تقليص الإنتاج أيضا، كما أدى التراجع إلى تفاقم نقص المعروض في أسواق النفط، ما ترتب عليه زيادة الضغط على الأسعار وزيادة التضخم في جميع أنحاء العالم.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط خلال تداولات الجمعة وسط انخفاض الدولار لكن الخام تكبد خسائر أسبوعية في ظل المخاوف بشأن ركود الاقتصاد العالمي وتأثير ذلك على الطلب.
هذا، وكشفت بيانات حكومية صادرة الجمعة عن أن الناتج المحلي الإجمالي الصيني سجل نموا في الربع السنوي الثاني 0.4 في المائة، مقارنة بتوقعات تحقيق نمو 1.2 في المائة، بعد قراءة النمو السابقة المقدرة 4.8 في المائة.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية زيادة عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة بحفارين إلى 599 حفارا هذا الأسبوع.
ومن ناحية أخرى، انخفض مؤشر الدولار 0.5 في المائة، إلى 108.02 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 108.7 نقطة وأقل مستوى عند 107.9 نقطة.
وفي نهاية الجلسة، ارتفعت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم أغسطس 1.9 في المائة، أو ما يعادل 1.81 دولار وأغلقت عند 97.59 دولار للبرميل، وسجلت خسائر أسبوعية 6.9 في المائة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم سبتمبر 2.1 في المائة، أو بنحو 2.06 دولار إلى 101.16 دولار للبرميل، لكنه سجل خسارة أسبوعية 5.5 في المائة.

تاريخ الخبر: 2022-07-17 03:23:04
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 37%
الأهمية: 47%

آخر الأخبار حول العالم

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية